في ظل العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، تأتي زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، إلى واشنطن لتعزيز الشراكة في مجالات الدفاع والأمن.
وتشكل هذه الزيارة فرصة لمناقشة القضايا الإقليمية الملحة، والتأكيد على التزام البلدين بتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال التعاون العسكري والأمني.
الشراكة العسكرية
أشار موقع الخارجية الأمريكية في 20 يناير 2025 إلى أن الإمارات تعد شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في قضايا الأمن الإقليمي، حيث يعمل البلدان على تعزيز التعاون في مجالات أمن الحدود، الأمن البحري، الاستعداد العسكري، الأمن السيبراني، ومكافحة الإرهاب.
وقد تجسد هذا التعاون من خلال المشاركة الإماراتية الفاعلة في العمليات العسكرية المشتركة، بما في ذلك دعم القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق، والانضمام إلى التحالف الدولي لمكافحة داعش.
صفقات الأسلحة
تعكس صفقات التسليح بين البلدين عمق هذه العلاقة الاستراتيجية، حيث بلغت قيمة مبيعات الأسلحة الأمريكية للإمارات عبر برنامج المبيعات العسكرية الخارجية (FMS) 29.3 مليار دولار، بينما بلغت الصادرات العسكرية عبر المبيعات التجارية المباشرة (DCS) 11.3 مليار دولار منذ عام 2016.
تشمل هذه الصفقات طائرات MQ-9B المسيرة، وأنظمة الدفاع الجوي مثل صواريخ Patriot وHellfire وSidewinder، إلى جانب مروحيات CH-47F Chinook وAH-64E Apache.

التعاون بين الإمارات وأمريكا
الاتفاقيات الدفاعية
تعزز الاتفاقيات الدفاعية بين البلدين مستوى التعاون العسكري، حيث تم توقيع اتفاقية أمن المعلومات العسكرية في عام 1987، واتفاقية الاستحواذ والخدمات المتبادلة في عام 2006، واتفاقية التعاون الدفاعي في عام 2019، والتي دخلت حيز التنفيذ في 24 مايو من العام نفسه.
وقد مثلت هذه الاتفاقية خطوة مهمة في تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار الإقليمي، والتصدي للتهديدات المشتركة، مثل تمويل الجماعات المتطرفة.
التدريب العسكري
في إطار جهود تعزيز القدرات الأمنية، تعمل الولايات المتحدة على تقديم تدريبات متخصصة للقوات الإماراتية، حيث تم تدريب 12 مسؤولًا أمنيًا إماراتيًا على أنظمة الدفاع الجوي المحمولة منذ عام 2020. كما تلعب الإمارات دورًا أساسيًا في عمليات حفظ السلام الدولية، حيث شاركت في بعثات الأمم المتحدة في الصومال وكوسوفو وأفغانستان.
ومن خلال استضافة مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، تساهم الإمارات في تدريب فرق حفظ السلام النسائية، ما يعزز دور المرأة في العمليات العسكرية والسلمية على المستوى الدولي.
شراكة استراتيجية
تشكل زيارة الشيخ طحنون بن زايد إلى واشنطن محطة مهمة في تعزيز الشراكة الدفاعية بين الإمارات والولايات المتحدة، حيث تؤكد التزام البلدين بتطوير قدراتهما الدفاعية المشتركة، وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية.
ومع استمرار هذه العلاقة الاستراتيجية، يتوقع أن يشهد التعاون العسكري مزيدًا من التوسع في مجالات التكنولوجيا الدفاعية والأمن السيبراني، بما يساهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز الأمن العالمي.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2166658