إن احتمالية إعلان ترامب عن فوزه المبكر في الانتخابات المقبلة يذكر بما فعله في انتخابات 2020، فكيف سيتم التعامل مع أي حالة من حالات الفوضى أو الشك؟
يستعد السياسيون في الولايات المتحدة لسيناريو محتمل في نوفمبر 2024، إذ يمكن أن يعلن الرئيس السابق دونالد ترامب نتيجة الانتخابات مبكرًا ويدعي الفوز قبل أن تُحتسب جميع الأصوات.
وتحولت الانتخابات في الولايات المتحدة من يوم واحد إلى أسبوع انتخابي، حيث لا يتوقع المحللون احتساب الأصوات بالكامل بحلول ليلة 5 نوفمبر. كما أن التوقعات حول من سيفوز في الولايات الحاسمة قد تستغرق أيامًا، تمامًا كما كان الحال في الانتخابات السابقة عام 2020.
إعلان ترامب عن الفوز
في عام 2020، أُجريت الانتخابات في 3 نوفمبر، ولم تعلن معظم وسائل الإعلام النتائج حتى 7 نوفمبر. ومع ذلك، يمكن أن يتحرك ترامب هذا العام بسرعة ويعلن فوزه قبل ظهور النتائج النهائية، تمامًا كما فعل في 2020.
بعد منتصف الليل في 3 نوفمبر 2020، أعلن ترامب نفسه الفائز، رغم أن النتائج في الولايات الحاسمة كانت لا تزال قريبة جدًا. وقد قوبل هذا التحرك بانتقادات شديدة من زملائه الجمهوريين، مثل حاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي، الذي وصفه بأنه “قرار سياسي سيئ”، وسيناتور بنسلفانيا السابق ريك سانتورم، الذي أعرب عن “قلقه الشديد” من ادعاءات ترامب بشأن تزوير الانتخابات.
وبما أن الأصوات التي تم الإدلاء بها شخصيًا تُحتسب عادةً بشكل أسرع من بطاقات الاقتراع بالبريد، فقد يبدو أن الجمهوريين يتقدمون في ليلة الانتخابات، لكن هذا التقدم قد يتلاشى بمجرد احتساب جميع الأصوات. وفق ما نشرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أمس الاربعاء 23 أكتوبر 2024.
التحضيرات الانتخابية
مع بقاء أسبوعين فقط على الانتخابات، قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس إن حملتها “تستعد بالطبع” لاحتمال استخدام ترامب لنفس الأساليب مرة أخرى. وأكدت لموقع” NBC” نيوز الأمريكي، أن الديمقراطيين “يمتلكون الموارد والخبرة” إذا حاول الرئيس السابق إعلان فوز مبكر.
وقالت هاريس: “إن دونالد ترامب، حاول إلغاء انتخابات حرة وعادلة، وما زال ينكر إرادة الشعب، وقد أشعل حشدًا عنيفًا لمهاجمة الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2024، حيث تم الاعتداء على 140 من أفراد الشرطة”. وأضافت: “قد يواجه الشعب الأمريكي، في هذا الوقت، قرارًا خطيرًا جدًا بشأن مستقبل البلاد”.
ما الذي سيحدث إذا أعلن ترامب فوزًا مبكرًا؟
قال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة واشبورن، بوب بيتي، إن أفضل وسيلة لتوقع سلوك ترامب هي “أفعاله وخطاباته السابقة”، مرجحًا أنه سيعلن فوزًا مبكرًا بغض النظر عن النتائج، مما قد يعزز عدم الثقة في التصريحات اللاحقة ويشجع بعض المسؤولين المحليين على عدم اعتماد الأصوات إذا زعم ترامب الفوز.
فيما قال أستاذ العلوم السياسية والقانون في جامعة هاملاين، ديفيد شولتز، أن إعلان ترامب عن فوز مبكر يمكن أن يكرر الديناميكية التي شهدناها في الانتخابات السابقة، حيث زعم ترامب زيف الأصوات المحتسبة بعد يوم الانتخابات. لكنه أوضح أنه لن تكون هناك تداعيات قانونية لهذا الإعلان، وإذا خسر، سيظل خاسرًا.
من جانبها، أكدت مستشارة السياسة والديمقراطية في منظمة “كومن كوز” سلفيا ألبرت، أن إعلان ترامب لن يغير شيئًا، لأن الانتخابات تعتمد على الأصوات وليس على المرشحين. وأشارت إلى أن الوقت قد حان للناخبين لاختيار قادتهم، وأن العاملين في الانتخابات يأخذون الوقت الكافي لاحتساب الأصوات بدقة.
7 أشخاص تثق فيهم كمالا هاريس
التصويت المبكر وتأثيره
تغير نهج ترامب تجاه التصويت المبكر منذ الانتخابات الماضية. ففي عام 2020، زعم ترامب خطأً أن بطاقات الاقتراع بالبريد والتصويت المبكر تسببت في تزوير واسع النطاق، لكنه تراجع عن هذه الآراء هذا العام ودعا أنصاره إلى دعم هذه الأساليب خلال المرحلة النهائية من الانتخابات.
أظهرت البيانات المبكرة نجاح جهود الحزب الجمهوري في تشجيع التصويت المبكر، حيث أدلى حوالي 25 مليون أمريكي بأصواتهم حتى الآن. وبيّنت البيانات أن عددًا كبيرًا من الناخبين الجمهوريين شاركوا في التصويت المبكر، ما قد يؤثر على حسابات ترامب بشأن إعلان فوز مبكر.
يعتقد شولتز أن تأييد ترامب للتصويت المبكر يعني أنه قد لا يحدث “الوهم الأحمر”، وهو الموقف الذي يظهر فيه المرشحون الجمهوريون في بداية الانتخابات بمقدمة قوية، ثم تتقلص هذه الميزة مع احتساب المزيد من بطاقات الاقتراع التي تفضل الديمقراطيين.
هل سيتنازل ترامب إذا خسرت هاريس؟
أثارت أحداث الشغب في الكابيتول تساؤلات حول ما إذا كان ترامب سيتنازل عن خسارته بهدوء إذا فازت هاريس.
لكن المتحدثة باسم ترامب، كارولين ليفيت، أكدت أن “هناك انتقالًا سلميًا للسلطة حدث في 2020، وسيحدث مرة أخرى في 2024”. وأكدت أن ترامب دائمًا ما كان واضحًا: “يجب أن تكون لدينا انتخابات حرة وعادلة”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2023105