في السباق الرئاسي الأمريكي المحموم لعام 2024، تتنافس نائبة الرئيس كامالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترامب على استمالة آخر الشريحة القليلة من الناخبين المتأرجحين الذين قد يكونون حاسمين في تحديد نتيجة الانتخابات.
وهذه المعركة تتجلى في استراتيجيات معقدة وحملات مصممة بعناية تعتمد على بيانات دقيقة وتحليل سلوكي دقيق لكل شريحة من الناخبين، في محاولة لاقتناص كل صوت ممكن.
انتخابات أمريكا
حسب صحيفة نيويورك تايمز، ففي مقر حملة كامالا هاريس في ولاية ديلاوير، عمل المحللون على مدار 18 شهرًا لوضع استراتيجية دقيقة للوصول إلى الناخبين في الولايات المتأرجحة، وذلك بناءً على تحليل البرامج التلفزيونية والبودكاست التي يستهلكها الناخبون، باستخدام “درجة اتصال” مخصصة لكل ناخب تتراوح من 0 إلى 100، تم تصنيف مدى صعوبة الوصول إلى هؤلاء الناخبين، وتحديد من هو الأنسب لإيصال رسالتها لهم.
أما في مقر حملة دونالد ترامب في فلوريدا، فتم تحديث نموذج الناخبين ليتبين أن 5% فقط من الناخبين لا يزالون غير حاسمين، وهم الشريحة الأصغر سنًا، الأكثر تنوعًا، والأقل دخلًا، ما دفع الفريق للتركيز على التواصل معهم عبر المنصات التي يستهلكونها، بما في ذلك خدمات البث والبودكاست، ويظهر ترامب شخصيًا في مقابلات على هذه المنصات في محاولة لإقناعهم بدعمه.
تحدي الوصول للناخبين المترددين
ما يجعل هذه الشريحة من الناخبين ذات أهمية قصوى هو أن الانتخابات قد تعتمد بشكل كبير عليهم، حيث يُظهر تحليل لاستطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة أن 3.7% فقط من الناخبين، أو ما يعادل 1.2 مليون شخص، ما زالوا غير حاسمين، والعديد من هؤلاء غير منخرطين في الأخبار السياسية أو الحملات الانتخابية، مما يجعل الوصول إليهم تحدياً حتى للحملات التي تُنفق مليارات الدولارات.
كامالا هاريس، التي تسعى لكسب أصوات هذه الفئة، استخدمت العديد من الوسائل الإعلامية غير التقليدية للتواصل معهم، بما في ذلك برامج حوارية مثل “The View” و”Call Her Daddy”، وأجرت مقابلات مع محطات إعلامية متنوعة مثل “فوكس نيوز” و”60 دقيقة”، واستناداً إلى بيانات حملتها، تم توجيه الإعلانات نحو المنصات التي يستهلكها هؤلاء الناخبين تحديداً.
تخصيص الرسائل للفئات المستهدفة
تستهدف حملة هاريس جمهوراً يشمل الناخبين البيض المتعلمين في الكليات والنساء الجمهوريات اللواتي يشعرن بالاستياء من سياسات ترامب، لا سيما فيما يتعلق بالإجهاض.
وفي المقابل، يركز فريق ترامب على الناخبين الأصغر سنًا وذوي الدخول المحدودة، مع تركيز خاص على قضايا الاقتصاد والهجرة التي تشكل أكبر هواجسهم.
وأظهرت استطلاعات رأي حملة ترامب أن الناخبين غير الحاسمين يولون اهتماماً خاصاً بالاقتصاد، وأنهم أكثر عرضة للعمل في وظيفتين ويكسبون أقل من الناخبين الذين حسموا أمرهم، وتُظهر بيانات الفريق أن هؤلاء الناخبين يميلون للاهتمام بمواضيع مثل التضخم وارتفاع أسعار البقالة والإسكان.
استهداف الإعلام المختلف
كانت استراتيجيات كلا الحملتين تعتمد على استخدام وسائل إعلام مختلفة للتأثير على الناخبين، وعلى سبيل المثال، ظهر ترامب في بودكاست موجه للشباب ووسائل التواصل الاجتماعي، فيما استخدمت حملة هاريس مقاطع فيديو ترويجية ظهرت في برامج متعددة. على الرغم من هذا، يظل التحدي الرئيسي هو الوصول إلى الناخبين الذين لا يستهلكون الإعلام التقليدي.
ومع اقتراب يوم الانتخابات، أصبح التركيز منصباً على استمالة هذه الشريحة الضيقة من الناخبين الذين قد يحسمون النتيجة في الولايات المتأرجحة، الجهود الإعلامية المكثفة والاستراتيجيات الموجهة لكل فئة تعكس أهمية كل صوت في هذه المعركة الانتخابية الحاسمة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2021650