سباق تطوير الصواريخ.. تهديد جديد للدفاعات الأمريكية

إسراء عبدالمطلب
صواريخ

مع اقتراب تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه رسميًا في 20 يناير الجاري، تواجه الولايات المتحدة العديد من القضايا الحساسة التي تتطلب مُعالجة فورية من الإدارة الجديدة.

ومن بين هذه القضايا تأتي التهديدات الصاروخية التي أصبحت أكثر تعقيدًا وتقدمًا، خاصة في ظل التطور السريع في برامج الصواريخ الأسرع من الصوت لدى الصين وروسيا، وتشكل هذه التهديدات تحديًا كبيرًا للأمن القومي الأمريكي، ما يستدعي إجراء تغييرات جوهرية في سياسات الدفاع الصاروخي.

صواريخ

صواريخ

معادلة جديدة للأمن القومي

حسب موقع “ذا ناشيونال إنترست”، فإن التغيّرات الجيوسياسية والتقنية قد تقوّض الأسس الراسخة لسياسة الدفاع الصاروخي الأمريكية، ومن أبرز تلك التحديات يأتي التقدم التكنولوجي الهائل لدى الخصوم المُحتملين للولايات المتحدة، مثل الصين وروسيا، بالإضافة إلى إيران وكوريا الشمالية.

وتمتلك الصين أكبر ترسانة من الصواريخ الأسرع من الصوت في العالم، وفقًا لتقرير وزارة الدفاع الأمريكية، أما روسيا فاستخدمت عدة أنواع من الصواريخ الأسرع من الصوت في عملياتها العسكرية في أوكرانيا، بما في ذلك صاروخها الباليستي “أوريشنيك”.

وتساهم كل من إيران وكوريا الشمالية في تعزيز القدرات الروسية من خلال تقديم صواريخ وطائرات مسيّرة، بينما تتلقى دعمًا من موسكو لتطوير برامجهما الفضائية.

قدرات الصواريخ الأسرع من الصوت

تستطيع تلك الصواريخ التحليق بسرعات تتجاوز سرعة الصوت بعدة مرات، ما يجعل اعتراضها أمرًا بالغ الصعوبة، كما تتميز بقدرتها على التحليق في مسارات غير متوقعة في الغلاف الجوي العلوي، ما يسمح لها بتجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية، ويمكنها تدمير مراكز القيادة والقواعد العسكرية بدقة عالية وفي وقت قصير.

مع تصاعد التهديدات، بدأت الولايات المتحدة في اتخاذ خطوات لتعزيز دفاعاتها الصاروخية.

التطوير الدفاعي:

1- الصواريخ الاعتراضية:

– تعمل وزارة الدفاع الأمريكية على نشر صواريخ اعتراضية جديدة من الجيل القادم بحلول نهاية هذا العقد.

– تطوير نظام اعتراض مرحلة الانزلاق (GPI) لتحييد الطائرات الشراعية الأسرع من الصوت.

2- الأقمار الصناعية:

– تطور وزارة الدفاع مجموعات من الأقمار الصناعية لرصد وتتبع الصواريخ الأسرع من الصوت أثناء الطيران.

– تحديث رادارات التمييز بعيدة المدى لتحديد الأهداف بدقة أكبر.

3- التعاون الدولي:

– الحكومة اليابانية خصصت 368 مليون دولار لدعم تطوير نظام GPI عبر اتفاقيات تعاون مع الولايات المتحدة.

وأطلقت وكالة الدفاع الصاروخي فريق عمل للتحول وتقييم الخيارات المتاحة لتحسين العمليات وتطوير التكنولوجيا الرقمية، كما تعمل على تعزيز التعاون مع القوات العملياتية والشركاء الدوليين لتحسين جاهزية الدفاعات.

التحديات التي تواجه الدفاع الصاروخي الأمريكي

رغم الجهود المبذولة، تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة تعرقل تقدمها في مجال الدفاع الصاروخي، ومن بينها قيود الميزانية، إذ تُنفق وزارة الدفاع أموالًا أقل على تطوير الدفاعات الأسرع من الصوت مقارنة ببرامج أخرى مثل الطائرات المقاتلة من طراز “إف-35”.

وتعاني مشاريع البحث والتطوير من نقص التمويل اللازم لدعم الابتكارات الجديدة، وتظهر مقترحات لتحويل التمويل المحدود إلى بناء صواريخ اعتراضية طرفية توفر حماية مؤقتة لبعض المواقع الحيوية، ويؤكد الخبراء أهمية تمويل هذه المشاريع بشكل يكمل ميزانية نظام الدفاع الأرضي الشامل بدلًا من تقسيمها.

الآفاق المستقبلية للدفاع الصاروخي الأمريكي

تدرك الولايات المتحدة أن مواجهة التهديدات الأسرع من الصوت تتطلب استراتيجية شاملة وطموحة:

1- التطوير التكنولوجي:

  • بناء أنظمة دفاعية متقدمة قادرة على التعامل مع الصواريخ الأسرع من الصوت والطائرات الشراعية المناورة.

2- زيادة التمويل:

  • تخصيص ميزانيات أكبر لدعم البحث والتطوير في مجال الدفاع الصاروخي.

3- تعزيز التعاون الدولي:

  • مواصلة العمل مع الحلفاء، مثل اليابان، لتقاسم الأعباء وتطوير حلول مشتركة.

ويمثل نظام اعتراض مرحلة الانزلاق (GPI) خطوة مهمة نحو تحسين الدفاعات الصاروخية الأمريكية، إذ يعتمد على تقنيات مثبتة استخدمتها البحرية الأمريكية لاعتراض مئات الصواريخ والطائرات المسيرة في مناطق الشرق الأوسط.

ومع دخول إدارة ترامب البيت الأبيض، تواجه الولايات المتحدة تحديًا كبيرًا يتمثل في تعزيز دفاعاتها الصاروخية لمواكبة التهديدات المتزايدة من خصومها العالميين، وورغم الجهود المبذولة والتقدم المحرز، تظل هناك فجوات تتطلب معالجة فورية من خلال تسريع البحث والتطوير، وزيادة التمويل، وتعزيز التعاون مع الحلفاء، فقط من خلال هذه الإجراءات المتكاملة يمكن للولايات المتحدة أن تحافظ على تفوقها الدفاعي وتضمن أمنها القومي في ظل بيئة استراتيجية متغيّرة.

ربما يعجبك أيضا