سقوط الأسد.. ضربة لروسيا وليس مكسبًا لأمريكا

محمد النحاس
سوريا

رجحت مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، في مقال لها، أن سقوط نظام البعث في سوريا يمثل هزيمة قاسية لروسيا وكارثة لإيران، ولكنه ليس بالضرورة مكسبًا للولايات المتحدة.

وترى المجلة أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد سيضع كلًا من موسكو وواشنطن أمام تحديات معقدة في سوريا؛ فمنذ تدخلها في الحرب الأهلية السورية، سعت روسيا لتحقيق 3 أهداف رئيسة، وهي الحفاظ على دولة حليفة، وحماية قواعدها العسكرية في البحر المتوسط، ومنع تحول سوريا إلى بؤرة للإرهاب الدولي.

دوافع التدخل الروسي

تشير المجلة إلى أن روسيا تدخلت في سوريا عام 2015 للحفاظ على أحد حلفائها القلائل بعد انهيار الأنظمة في العراق وليبيا على يد الولايات المتحدة.

سوريا ما بعد الأسد تحديات داخلية ومستقبل غامضكما كانت موسكو تهدف إلى حماية قواعدها البحرية والجوية في طرطوس واللاذقية، التي تمثل أهمية استراتيجية كبرى لها في البحر المتوسط.

وبالإضافة إلى ذلك، سعت روسيا لمنع انتصار التيارات المتشددة في الحرب السورية، خشية أن يتحول ذلك إلى تهديد إرهابي مباشر لها ولشركائها في آسيا الوسطى، خاصة مع وجود مقاتلين من الشيشان ومناطق روسية أخرى ضمن صفوف التنظيمات المسلحة.

وضع القواعد الروسية

تشير التقارير، وفقًا للمجلة، إلى أن مستقبل القواعد الروسية في سوريا بات غامضًا؛ فالقوات الروسية غادرت ميناء طرطوس، بينما تحيط قوات هيئة تحرير الشام بقاعدة حميميم الجوية دون أن تهاجمها.

وتؤكد المجلة أن بقاء هذه القواعد قد يعتمد على اتفاقيات جديدة بين موسكو والنظام الجديد، ربما تشمل تقديم مساعدات اقتصادية مثل النفط والغذاء، كما أن النظام الجديد قد يرى مصلحة في الإبقاء على القواعد الروسية لتوسيع خياراته الدبلوماسية والاقتصادية.

وتشير “ريسبنسبول ستيت كرافت” في تقريرها، إلى أن مصير الأقليات الدينية في سوريا سيكون محوريًّا في تحديد شكل العلاقة بين النظام الجديد وروسيا، فمناطق العلويين والمسيحيين تُعد مركزًا للوجود الروسي، ما يجعل القواعد العسكرية جزءًا من معادلة أوسع تشمل حماية هذه الأقليات من أي انتقام محتمل.

تحديات الأقليات

ترى المجلة أن الولايات المتحدة تواجه تحديات مشابهة، خصوصًا فيما يتعلق بمصير الأكراد شمال شرقي سوريا، وخلال الحرب الأهلية، دعمت واشنطن الأكراد الذين سيطروا على مساحات واسعة من الأراضي السورية بدعم عسكري أمريكي.

ومع ذلك، فإن التدخل التركي الأخير، المدعوم من هيئة تحرير الشام، يضع واشنطن في موقف صعب، حيث تصطدم مصالحها مع تركيا، الحليف في الناتو، ولذلك فإن الولايات المتحدة قد تجد نفسها أمام خيارات صعبة: إما التخلي عن الأكراد، ما يضر بمصداقيتها، أو مواجهة تركيا، وهو سيناريو يحمل تبعات خطيرة.

سيناريو معقد

تصف المجلة الوضع في الشرق الأوسط بأنه أشبه بطاولة بلياردو، حيث يؤدي تحرك أي طرف إلى تغيّرات غير متوقعة تؤثر على الجميع.

وتشير إلى أن الحكمة تقتضي اتباع نهج أكثر حيادية، كما تفعل الصين، التي تركز على استيراد الطاقة من المنطقة دون التورط في صراعاتها المعقدة.

وتختم المجلة تحليلها بالتأكيد على أن التدخلات الخارجية، سواء الروسية أو الأمريكية، لم تؤدِّ إلى استقرار المنطقة، بل عمّقت من تعقيداتها، وهو ما يجعل أي سيناريو مستقبلي غير قابل للتنبؤ.

ربما يعجبك أيضا