سقوط سوريا.. عودة التنافس بين إيران وتركيا

هل تدخل سوريا ضمن معادلة التنافس بين إيران وتركيا؟

يوسف بنده

الفائز الأكبر من رحيل نظام الأسد من سوريا هي تركيا البلد المجاور والداعم للفصائل المسلحة التي قاتلت ضد ذلك النظام باسم محاربة الإرهاب.

لكن المكاسب التركية من سقوط دمشق في يد جماعات موالية لأنقرة، واستمرار الصراع مع الجماعات الكردية المسلحة داخل سوريا، يجعل للقصة بقية، خاصة أن تلك الصراعات السياسية والمسلحة يمكن أن توفر لإيران هناك موطئ قدم مرة أخرى بما يضعها في منافسة مع الجانب التركي.

وزير الخارجية التركي ورئيس المخابرات التركي

وزير-الخارجية-التركي-ورئيس-المخابرات-التركي في دمشق

مكاسب تركيا

حسب تقرير صحيفة هم ميهن الإيرانية، اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024، فإن تركيا الرابح الأكبر من رحيل الأسد، فهي ستسعى إلى إيجاد حكومة موالية لها في دمشق. وكذلك أحد آمال الرئيس التركي، طيب أردوغان أن يساعد سقوط الأسد في عودة اللاجئين السوريين الذين لا يحظى وجودهم في تركيا بشعبية كبيرة حتى بين مؤيديه.

وأضاف التقرير: سوف تستفيد تركيا، التي تعاني حاليًا من ارتفاع معدلات التضخم والركود الاقتصادي، من إعادة تأسيس العلاقات التجارية على طول الحدود التركية السورية التي يبلغ طولها 900 كيلومتر. ومن المتوقع أن تستفيد صناعة البناء والتشييد، من خطط إعادة الإعمار في سوريا.

ترفضها تركيا وتقاتلها الفصائل

تغيير ميزان القوة

قد يؤدي سقوط نظام الأسد إلى تغيير ميزان القوى بالنسبة لتركيا التي ستتمدد داخل سوريا لسد الفراغ، لكن أيضًا سيعزز ذلك من المنافسة الإقليمية والدولية، فإن تركيا-أردوغان من المحتمل أن تتخذ إجراءات أكثر جرأة في المنطقة، تجاه دول مثل ليبيا أو إيران أو حتى روسيا التي تضررت من رحيل الأسد.

وحسب الصحيفة الإيرانية، فإن السؤال الكبير سيكون حول الدور الذي سيلعبه الأكراد السوريون في الحكومة المستقبلية وما إذا كانوا سيتمكنون من الحفاظ على بعض الحكم الذاتي الذي حصلوا عليه بشق الأنفس في الشمال الشرقي.

وتشعر أنقرة بالقلق من أي محادثات بين أية حكومة جديدة في دمشق والجماعات المسلحة الكردية، وتعتبر تركيا هذه الجماعات إرهابية ولها علاقات وثيقة مع عدوها القديم، حزب العمال الكردستاني.

سوريا ما بعد الأسد تحديات داخلية ومستقبل غامض

منافس إقليمي وتاريخي

الأكاديمي الإيراني في جامعة جونز هوبكينز الأمريكية، ولي نصر، أشار في صحيفة اعتماد اليوم الخميس، إلى أن النتيجة الأكثر ترجيحًا بعد رحيل الأسد هي اشتداد المنافسة الإقليمية لملء الفراغ هناك. إذ تنظر إيران إلى تركيا كمنافس إقليمي؛ منافس يتحدى سرًا مناطق نفوذ طهران في الشرق الأوسط والقوقاز، وهي الجغرافيا التي يتنافس فيها اللاعبان منذ فترة طويلة.

وأضاف السياسي الإيراني: مع دعم تركيا القوي لأذربيجان، خاصة خلال هجوم باكو الخاطف على يريفان لاستعادة مرتفعات ناغورنو كاراباخ من أرمينيا في سبتمبر 2023، اكتسب التنافس بين طهران وأنقرة قوة أكبر. وفي الوضع الحالي، إذا أصبحت أنقرة أكثر جرأة بسبب التطورات في سوريا، وتمكنت، بدعم من باكو مرة أخرى، من السيطرة على الطريق التجاري لممر زنكه زور، الذي يربط أذربيجان وأرمينيا بتركيا، فإن المنافسة في القوقاز ستزداد.

وتابع: يمكن تفسير مثل هذه التفاعلات في إطار إعادة بناء قوة الإمبراطورية العثمانية في القوقاز والشام؛ وهي القوة التي كافحت إيران الصفوية معها بين القرنين السادس عشر والعشرين، ما يعيد إحياء الصراع التاريخي بين إيران الشيعية وتركيا السنية.

ربما يعجبك أيضا