سهلة الاختراق.. «هجوم الحوثي» يكشف عن ضعف دفاعات إسرائيل

كيف سلط «هجوم الحوثي» الضوء على ضعف دفاعات إسرائيل؟

محمد النحاس

تواجه إسرائيل معضلة استراتيجية حول كيفية الرد الأمثل على الهجوم الحوثي بطائرة دون طيار على تل أبيب.

الهجوم، الذي أصاب مبنى سكني في وقت مبكر من الجمعة 19 يوليو 2024، وقع قرب السفارة الأمريكية، وأسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة عدة آخرين وزاد مخاوف إسرائيل بشأن تهديدات إيران، وأبرز قدرات الدفاعات الإسرائيلية المحدودة. 

كيف وقع الهجوم؟ 

على المستوى الفني، أبرز الهجوم ضعف نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي ضد الطائرات دون طيار، التي تسير بسرعات أبطأ، وتطير على ارتفاعات منخفضة وتنبعث منها حرارة أقل مقارنةً بالصواريخ والقذائف عالية السرعة.

 وفقًا للخبراء العسكريين، تجعل هذه العوامل من الصعب تتبع الطائرات بدون طيار بواسطة الرادار واعتراضها بواسطة صواريخ أرض-جو، بحسب تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

خيارات محدودة

من جانبه، تعهد يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، بالانتقام من الهجوم، لكن المحللين يعتقدون أن إسرائيل لديها خيارات محدودة للرد على جماعة ليس لديها حدود مشتركة مع إسرائيل، وبدت غير عابئة بتهديدات القوى الغربية.

الحل الأفضل على المدى القصير قد يكون إجراء صفقة وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وهي خطوة قد توقف الهجمات من حلفاء حماس، ورغم أن معاداة الحوثيين لإسرائيل سبقت حرب غزة، إلا أن الجماعة نادرًا ما هاجمت المصالح الإسرائيلية قبل أن تبدأ الحرب، بحسب التقرير.

لكن بينما يقول الوسطاء إنهم يقتربون من إبرام وقف إطلاق النار في غزة، تبقى فجوات رئيسية بين إسرائيل وحماس، وتعارض أجزاء من ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليميني التنازل عن المطالب لحماس. 

هجمات الحوثيين

على المدى الطويل، يبقى الحوثيون ملتزمين بمهاجمة إسرائيل ومن غير المرجح أن يتم تهدئتهم لفترة طويلة بوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة أو إنهاء احتلال إسرائيل للضفة الغربية.

الحوثيون هم مليشيا يمنية سيطرت خلال العقد الماضي على أجزاء كبيرة من غرب اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء وساحل البحر الأحمر، وهاجمت السفن التجارية في البحر الأحمر التي تقول إنها لها روابط مع إسرائيل. 

جراء الهجمات اضطرت مئات السفن على اتخاذ طريق طويل حول جنوب أفريقيا، ما أدى إلى ارتفاع التكاليف. ولردع مثل هذه الهجمات، بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في يناير ضرب الأصول الحوثية، ولكن المساعي الغربية كانت محدودة التأثير، واستمر الحوثيون في هجماتهم على كل من السفن المدنية والعسكرية.

هل تشارك إسرائيل في استهداف الحوثيين؟

يرى المحللون أنه إذا انضمت إسرائيل، بهدف الانتقام من الهجوم الحوثي على تل أبيب، فمن غير المرجح أن يكون ذلك عامل حاسم في تغيير سلوك الجماعة اليمنية. 

يعتقد البعض الآخر أن جماعات مثل الحوثيين يمكن تقييدها إذا ركزت إسرائيل انتقامها على راعيهم، إيران، حيث يمكن كبح جماحها برفع كلفة دعم وكلائها، حسب التقرير.

لكن إيران صعدت من هجماتها ضد إسرائيل بعد الهجمات الإسرائيلية السابقة على المصالح الإيرانية. وقتلت إسرائيل العديد من المسؤولين الإيرانيين البارزين في أبريل في هجوم على مبنى حكومي إيراني في سوريا، لأن كبار المسؤولين الإسرائيليين اعتقدوا أن هجومًا جريئًا كهذا سيعمل كرادع ضد إيران.

ما إمكانية ردع إيران؟

بدلاً من ذلك، حقق الهجوم العكس، مما دفع إيران لاستهداف إسرائيل بأحد أكبر الهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار. ومهما كان رد إسرائيل على هجوم الحوثيين، ستظل إسرائيل تواجه تحدي لتقوية دفاعاتها ضد الطائرات بدون طيار البطيئة الحركة.

وعلى مدى الأشهر التسعة الماضية، أثبت نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي – الذي جرى تطويره جزئيًا بالشراكة مع الولايات المتحدة – أنه قادر بشكل نسبي على اعتراض آلاف الصواريخ، سواء كانت صواريخ باليستية من إيران أو آلاف الصواريخ المطلقة من غزة. لكن النظام قد واجه صعوبة متكررة في تحديد، تتبع وتدمير الطائرات بدون طيار، خصوصًا تلك المطلقة من حزب الله في لبنان. 

اللقطات التي بثها حزب الله في يونيو قدمت مثالًا على ضعف الدفاع الجوي الإسرائيلي، وقد تم تصوير اللقطات من طائرة بدون طيار تفادت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وأظهرت منشآت حساسة في مدينة حيفا في شمال إسرائيل.

ربما يعجبك أيضا