أدت الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من السلطة إلى اندلاع صراع على النفوذ بين القوى العالمية الكبرى، حيث تسعى كل منها لتثبيت مصالحها وتعزيز نفوذها في سوريا.
مع انهيار قوة النظام السوري، تسعى كلاً من الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل لتحقيق طموحاتها في المنطقة، مع تركيز خاص على استهداف النفوذ الإيراني والروسي، وفي حين أصبح نفوذ طهران في سوريا جزءًا من الماضي، تكافح موسكو للحفاظ على قواعدها العسكرية هناك.
تقدم تركي
تمكنت الفصائل السورية المسلحة المدعومة من تركيا من إحراز تقدم كبير في شمال سوريا، حيث استولت على العديد من المدن الاستراتيجية، وحتى نوفمبر كانت قد سيطرت على مدينة تل رفعت، وفقًا لتقرير نشرته وول ستريت جورنال أمس الأربعاء 11 ديسمبر 2024.
وفي ديسمبر، سيطرت على مدينة منبج التي تقع في شمال البلاد. تعتبر مدينة منبج ذات أهمية استراتيجية لأنها تشكل نقطة وصل رئيسية بين حلب وريفها الشرقي ومن ثم تقدمت أخيرًا حتى السيطرة على مدينة دير الزور.
تركيا وتقويض المساعي الكردية
أدت الاشتباكات المستمرة في هذه المناطق إلى سقوط العديد من القتلى، حيث قُتل العشرات في صفوف ما يعرف بـ قوات سوريا الديمقراطية، وهي قوات يهيمن عليها الأكراد.
ويرى البعض أن تركيا تسعى إلى منع إنشاء منطقة حكم ذاتي كردية في الشمال السوري، وهو ما كان يروج له الأكراد من خلال قوات سوريا الديمقراطية.
توتر متزايدة
على الجانب الآخر، فإن تصاعد التدخلات التركية في الشمال السوري قد يضعها في مواجهة مع إسرائيل، وتُعتبر الضربات الإسرائيلية جزءًا من هدفها الأوسع لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية في المنطقة.
بعد سيطرة الفصائل المسلحة على دمشق، شنت إسرائيل حملة جوية واسعة النطاق ضد الأهداف العسكرية في سوريا، حيث استهدفت بشكل رئيسي المنشآت العسكرية تهدف هذه الضربات إلى إضعاف القدرات العسكرية السورية وعدم تحولها مستقبلاً إلى أراضٍ تهددها.
الدور الأمريكي
في خطوة استفزازية أخرى، نشرت إسرائيل قوات في منطقة الجولان العازلة التي تم تحديدها بعد حرب 1967، ما أثار استنكارًا من قبل العديد من القوى الإقليمية. ورغم الانتقادات، تمسكت إسرائيل بموقفها، مؤكدة أنها لا تتدخل في الصراع الداخلي السوري.
أما بالنسبة للولايات المتحدة والتي تملك مصلحة في إضعاف النفوذ الروسي والإيراني في سوريا، ليس من الواضح بعد كيف ستدير الموقف مع هيئة تحرير الشام والتي تصنفها واشنطن على قوائم الإرهاب، ورغم احتمالية رفع هذا التنصيف يظل إمكانية التعاون واسع النطاق أمرًا غير مرجحًا.
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يريد سحب القوات الأمريكية من سوريا، لذلك يمكن أن يترك إدارة هذا الملف لكلاً من إسرائيل وتركيا في إطار تسويات تقوض التهديد لإسرائيل ولتركيا.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2073338