زادت احتمالات ركود الاقتصاد الأمريكي في ظل المخاطر التجارية العالمية المتوالية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتزايد قلق المستهلكين وقادة الأعمال من أن التباطؤ أو الركود يُمثلان خطراً متزايداً.
ارتفعت المؤشرات التي توجه الولايات المتحدة نحو الركود الاقتصادي قرب 50%، بحسب استطلاع رأي أجراه دويتشه بنك، مما يثير المزيد من التساؤلات حول اتجاه الاقتصاد الأمريكي وفق “سي إن بي سي”.
ركود الاقتصاد الأمريكي
تأتي هذه المؤشرات أعلى من تقديرات في وقت سابق من الشهر، بعدما رفع بنك جي بي مورجان توقعاته لاحتمال ركود الاقتصاد الأمريكي إلى 40% حاليا من 30% في بداية العام الجاري.
وقال البنك إن هناك احتمالا كبيرا لركود الاقتصاد الأمريكي هذا العام، في ظل مخاطر تراجع مكانة الولايات المتحدة كوجهة استثمارية بشكل دائم إثر سياسات الإدارة الحالية وفق رويترز، 13 مارس 2025.
وتشير توقعات المصرف لتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة إلى 2% بنهاية 2025.
أضاف أن خطر الركود قد يرتفع لنسبة 50% أو أكثر حال فرض الرئيس دونالد ترامب الرسوم الجمركية المطابقة التي هدد بها اعتباراً من أبريل القادم.
وأكد أن عدم اليقين تجاه أسلوب الإدارة الحالية قد يقوض ثقة المستثمرين في الأصول الأمريكية، والتي ظلت تُبنى على مدار سنوات طويلة.
تقديرات الناتج المحلي الإجمالي
خفض جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي، وزملاؤه، تقديراتهم للناتج المحلي الإجمالي هذا العام إلى 1.7% فقط على أساس سنوي. باستثناء إجراءات التقشف التي فرضتها جائحة كوفيد في عام 2020، سيكون هذا أسوأ معدل نمو منذ عام 2011.
بالإضافة إلى ذلك، رفع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي توقعاتهم لمعدل التضخم الأساسي إلى 2.8%، وهو أعلى بكثير من هدف البنك المركزي البالغ 2%، مع أنهم ما زالوا يتوقعون تحقيق هذا المستوى بحلول عام 2027، وفق سي إن بي سي في 25 مارس 2025.
لا توجد ضمانات لعدم حدوث ركود اقتصادي
صرح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، في 16 مارس 2025، بأنه لا توجد ضمانات لعدم حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، وأن سياسات الرئيس دونالد ترامب الداعمة للأعمال ستعزز السوق والاقتصاد على المدى الطويل.
وعندما سُئل بيسنت ، وفق شبكة إن بي سي، عما إذا كان بإمكانه ضمان عدم حدوث ركود اقتصادي، في ظل وجود ترامب بالسلطة، أجاب بيسنت: “لا توجد ضمانات. من كان ليتوقع حدوث جائحة كوفيد؟”.
وانخفضت أسواق الأسهم الأمريكية بشكل حاد، في الأسابيع الأولى من مارس، وسط ازدياد حالة عدم اليقين الناجمة عن سياسات الرئيس دونالد ترامب المتغيرة باستمرار، بما في ذلك تهديدات الرسوم الجمركية ضد أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

تحركات مؤشر ستاندرد أند بورز
خسائر حادة في سوق الأسهم
أثارت الرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مخاوف المستثمرين، حيث أدت المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادى إلى موجة بيع فى سوق الأسهم أدت إلى خسارة 4 تريليون دولار من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 .
وذكرت صحيفة ذا إيكونوميك تايمز، أن حالة عدم اليقين بالنسبة للشركات والمستهلكين والمستثمرين تزايدت نتيجة لتقلبات سياسية جديدة أبرزها الحرب التجارية مع الشركاء الرئيسيين مثل كندا والمكسيك والصين.
وأنهى مؤشر “إس آند بي 500” تداولات تداولات 10 مارس، على انخفاض بنسبة 2.7%، مسجلًا أعمق تراجع يومي له هذا العام، لينخفض بنسبة 8.6% عن مستواه القياسي المحقق في 19 فبراير، متراجعًا بأكثر من 4 تريليونات دولار من قيمته السوقية خلال تلك الفترة.

وول-ستريت
انخفاض الأسواق وارتفاع مخاطر الركود
في الولايات المتحدة، يُعرَّف الركود بأنه انخفاض مطول وواسع النطاق في النشاط الاقتصادي، ويتميز عادة بارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الدخول.
وحذرت مجموعة من المحللين الاقتصاديين في الأيام الأخيرة من أن مخاطر مثل هذا السيناريو آخذة في الارتفاع وفق بي بي سي، في 13 مارس 2025.
وقد فرض ترامب رسوما جمركية جديدة على منتجات أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة، وهددهم على نطاق أوسع في خطوات يعتقد المحللون أنها ستؤدي إلى زيادة الأسعار وكبح النمو.
ومع ذلك، أظهرت أحدث أرقام التضخم الرسمية في الولايات المتحدة تباطؤ معدل ارتفاع الأسعار في فبراير.
وقالت وزارة العمل إن الأسعار ارتفعت بنسبة 2.8% على مدى الاثني عشر شهرا حتى فبراير، بانخفاض عن 3% في يناير.
ومع ذلك، حذر ترامب ومستشاروه الاقتصاديون الجمهور من ضرورة الاستعداد لبعض الألم الاقتصادي، في حين بدا أنهم يتجاهلون مخاوف السوق – وهو تغيير ملحوظ عن ولايته الأولى، عندما كان يستشهد في كثير من الأحيان بسوق الأسهم كمقياس لنجاحه.
أحدث جولة لرسوم ترامب الجمركية
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 24 مارس 2025، وفق رويترز، عن نيّته فرض رسوم جمركية على واردات السيارات خلال الأيام المقبلة، ضمن خطة تجارية أوسع يُنتظر الإعلان عنها رسميًا في الثاني من أبريل، فيما ألمح إلى احتمال تقديم إعفاءات أو تخفيضات لبعض الدول في إطار ما أسماه نظام الرسوم المتبادلة، بحسب بلومبرج.
أكد ترامب في تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض، أنه سيتخذ إجراءات طالما هدّد بها سابقًا تتعلق بفرض تعريفات جمركية على السيارات المستوردة، مشيرًا إلى أن هذه الرسوم ستُحدد بناءً على ممارسات الشركاء التجاريين تجاه الصادرات الأمريكية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2175042