تصاعدت حدة التوترات بين مالك منصة “إكس” إيلون ماسك، وبين ابنته المتحولة جنسيًا هذا الأسبوع، عندما صرح ماسك بأنه خُدع للموافقة على إعطائها أدوية تؤخر سن البلوغ، واصفًا ابنته السابقة بأنها “ميتة”.
التصريحات أثارت ردود فعل قوية من ابنته فيفيان ويلسون، التي غيرت اسمها وجنسها قانونيًا عام 2022، وبدأت بالخروج للإعلام لنقل وجهة نظرها وتفنيد ما وصفته بالأكاذيب التي رواها والدها أمام الملايين.
رد فيفيان ويلسون
عبر مقابلة هاتفية مع شبكة “إن بي سي نيوز”، ردت فيفيان ويلسون، الطالبة الجامعية التي تبلغ من العمر 20 عامًا، على تصريحات والدها، قائلة: “كان يعتقد أنني سألتزم الصمت، وأدع الأمور تمر دون اعتراض. لكنني لن أفعل ذلك؛ إذا كان والدك سيكذب بشكل سافر أمام جمهور عريض، لا يمكنني السكوت.”
ووفق ما نشرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية يوم 8 نوفمبر 2024، أوضحت ويلسون أنها لن تسمح بأن تتشوه قصتها وأن يتم تداولها دون أن تدافع عن نفسها، معتبرة أن تصريحات ماسك تضمنت الكثير من التضليل بشأن عملية تحولها.
التوترات العائلية
أفصحت ويلسون عن تفاصيل تربيتها وعلاقتها بوالدها، واصفة إياه بأنه كان بارد العاطفة، سريع الغضب، وغير مبالٍ. كما اتهمته بالأنانية والنرجسية، مشيرة إلى أن غيابه عن حياتها كأب ترك فجوة كبيرة في علاقتها به، ما جعل التواصل بينهما محدودًا وضعيفًا.
وأضافت أنه خلال طفولتها كان ماسك يفتقر إلى الاهتمام العاطفي، وكان يركز أكثر على أعماله وأهدافه الشخصية. وأكدت فيفيان أن هذا النقص العاطفي هو الذي ساهم بشكل كبير في تدهور علاقتهما الحالية.
حقائق مثيرة
خلال المقابلة، شددت فيفيان على أنها تبلغ من العمر 20 عامًا، وأنها ليست طفلة، قائلة: “حياتي يجب أن تُعرّف وفقًا لخياراتي الشخصية”.
وأوضحت أنها بدأت بتناول أدوية تأخير سن البلوغ عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، وأكدت أنها تتخذ قراراتها بناءً على قناعاتها واختياراتها الشخصية، بعيدًا عن آراء والدها.
تصريحات ماسك
في حديث آخر، أشار ماسك إلى أنه يشعر بأن مؤسسات التعليم الخاصة والنخبوية، أثرت سلبًا على ابنته، حيث وصف هذه المدارس بأنها تنشر “فيروس العقل المستيقظ”.
وقال ماسك إن هذه المدارس شجعتها على تبني أفكار أقرب إلى الشيوعية، مشيرًا إلى أن ابنته لم تعد تقتصر على الاشتراكية بل تجاوزتها لتعتبر الأثرياء بمثابة أعداء.
وأضاف ماسك أن الانفصال العاطفي مع ابنته كان له وقعٌ مؤلم عليه، وأعرب عن حزنه العميق الذي يفوق حتى حزنه على وفاة ابنه الأول نيفادا عندما كان رضيعًا. كما أوضح أنه حاول التواصل مع فيفيان عدة مرات، لكنها رفضت قضاء الوقت معه.
تبادل الهجوم بين الطرفين
وفي رد إعلامي آخر، هاجمت فيفيان والدها بشدة، واصفة إياه بأنه شخص بارد وقاسٍ، وزعمت أنه كان يضايقها منذ طفولتها بسبب ملامحها الأنثوية، مما أثر على ثقتها بنفسها. وروت كيف كان يوبخها ويصرخ في وجهها بحدة لأنها كانت تتحدث بصوتٍ رقيق، حتى أنها لم تكن تعلم في بعض الأحيان أن رحلاتهم العائلية كانت في الواقع جزءًا من حملاته الإعلانية.
ورفضت فيفيان تمامًا مزاعم والدها بأنه تعرض للخداع للموافقة على علاجها التحولي، مؤكدة أنه كان على علم كامل بتأثيرات هذا العلاج.
وقالت إنها اتخذت هذا القرار بشكل واعٍ ومسؤول، دون أن تتعرض لأي تلاعب أو خداع.
مخاوف مجتمع الميم بعد فوز ترامب
وكان قد أثار فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 على نائبة الرئيس كامالا هاريس موجة من القلق بين النساء وأفراد مجتمع الميم، وخاصة المتحولين جنسياً.
وأبدى العديد من أعضاء هذا المجتمع تخوفهم من سياسات صارمة وعد بها ترامب خلال حملته الانتخابية، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على حقوقهم.
رفض الواقع وتخطيط للهجرة
كانت فيفيان جينا ويلسون، ابنة إيلون ماسك المتحولة جنسياً والناشطة في حقوق المتحولين، من أبرز الأصوات المنتقدة لنتائج الانتخابات. وكتبت على منصة “ثريدز” يوم 7 نوفمبر 2024، تعليقاً قالت فيه: “آسفة، للجميع. المستقبل يبدو مختلفاً تماماً عما كنت أرجوه.” وأضافت: “وجهوا غضبكم نحو السياسيين والأثرياء الذين تسببوا في هذا الوضع.”
وقالت ويلسون، وفقاً لما نشرته مجلة بوليتيكو الأمريكية، أنها تفكر بجدية في مغادرة الولايات المتحدة عقب فوز ترامب. وقالت: “كنت أفكر في هذا القرار منذ فترة فلا أرى مستقبلي في الولايات المتحدة”.
وأشارت إلى أن المشكلة ليست فقط في وجود ترامب في الحكم، بل في استمرار الأشخاص الذين يحملون نفس الفكر المحافظ تجاه حقوق المتحولين جنسياً في المجتمع الأمريكي.
سياسات ترامب المقترحة
خلال حملته الانتخابية، صرّح ترامب عن نيته اتخاذ خطوات صارمة ضد حقوق المتحولين جنسياً. ومن بين هذه السياسات التي وعد بتطبيقها، تقييد العلاجات المتعلقة بتأكيد الهوية الجندرية، ومنع النساء المتحولات جنسياً من الانضمام إلى الفرق الرياضية النسائية، إضافة إلى منع استخدام المرافق العامة التي تتماشى مع هويتهم الجندرية.
وهذه السياسات أثارت قلقاً واسعاً بين أفراد مجتمع الميم، خاصة وأنها قد تُضيق عليهم مساحة الحرية الشخصية وتفرض عليهم قيوداً جديدة في المجتمع.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2042627