فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على إيران سياسة “ظل الحرب”، أي إما التفاوض أو العمل العسكري، وهو ما اتضح عمليًا من خلال الضربات العسكرية التي وجهتها واشنطن ضد جماعة الحوثي في اليمن.
وفي طهران، تعالت أصوات السياسيين بضرورة دخول بلدهم في محادثات مباشرة مع الإدارة الأمريكية بدلًا من الرهان على الحليفين روسيا والصين الذين استفادا كثيرًا من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والقوى الأوروبية على إيران.

حشمت الله فلاحت پیشه
استغلال الحلفاء
حشمت الله فلاحت بيشه، كبير محللي السياسة الخارجية ورئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني العاشر، حشمت الله فلاحت بيشه، في حوار مع منصة فرارو التحليلية، الاثنين 17 مارس، دعا بلاده إلى الدخول في حوار مباشر مع إدارة ترامب بدلًا أن تكون إيران “ورقة لعب” في يد روسيا والصين خلال إدارتهم لأوراق المصالح أمام الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح البرلماني السابق، أن إيران قد أضاعت العديد من الفرص. وكان السبب الرئيسي وراء ذلك هو الاعتماد المفرط على الدعم من دول مثل الصين وروسيا في ظل ظروف صعبة. على الرغم من حقيقة أن الصين وروسيا لم تفشلا في مساعدة إيران في الظروف الصعبة فحسب، بل تحركتا أيضًا ضدها.
وأضاف أن الطرفين استفادا أكثر من غيرهما من مسألة عدم إحياء الاتفاق النووي، إذ حصلت روسيا على دعم إيران في أوكرانيا وحصلت أيضًا على مساعدتها في تخطي العقوبات الغربية. وكذلك الصين فقد استغلت أزمة العقوبات المفروضة على إيران لتحصل على نفطها بأسعار زهيدة.

حشمت الله فلاحت پیشه
قلق الحلفاء من الحوار المباشر
حول الدعوة المتكررة من جانب موسكو وبكين إلى العودة إلى الاتفاق النووي الذي غادرته واشنطن عام 2018، وإصرار الطرفين على عدم الابتعاد عن مبادرات الحوار بين إيران والمجموعة الغربية، أشار فلاحت بيشه إلى أن روسيا والصين تعلمان أن ترامب يسعى إلى مفاوضات مباشرة مع إيران من دون وسطاء، ولذلك يقلق هذا الحليفان من انفراد إيران وأمريكا بمحادثات مباشرة دون مشاركتهما.
وأوضح أن هذا القلق هو الذي دفع روسيا إلى القيام بمبادرة الوساطة بين واشنطن وطهران، وقيام وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف القيام بزيارة طهران وحمل معه رسائل من واشنطن. وبعدها قيام العاصمة الصينية بكين باستضافة اجتماع تشاوري مع روسيا وإيران حول المسألة النووية.
وأضاف السياسي الإيراني، أن خطر تفعيل آلية الزناد تحت الضغط الأمريكي هو أن القضية النووية الإيرانية تشكل بالنسبة لجميع أعضاء الاتفاق النووي قضية ثانوية. إذ تركز كافة أطراف الاتفاق النووي على مصالحها مع الولايات المتحدة الأمريكية وليست مع إيران.

حشمت الله فلاحت پیشه
على شفا الحرب
في حوار آخر مع منصة انتخاب التحليلية، الثلاثاء 18 مارس 2025، حذر رئيس لجنة الأمن القومي السابق من تورط إيران والولايات المتحدة الأمريكية في حرب بسبب سلوك الحوثيين، وطالب بإنشاء طاولة للخطوط الحمراء بين الطرفين لتجنب إندلاع هذه الحرب.
وانتقد فلاحت بيشه السوك الإيراني، قائلًا: “لا يوجد بلد في العالم يربط مكونات أمنه القومي بسلوكيات جماعات أخرى. إيران دولة مستقلة ولا يجوز لها أن تربط مكونات أمنها القومي بهذه الجماعات. أما شرعية هذه الجماعات وسلوكياتها المبررة فهي موضوع نقاش آخر. وقد اتخذ بعض الأشخاص في إيران موقفاً يربط بشكل غير واقعي بين هذه الجماعات وإيران. ونتيجة هذا السلوك فإن إيران تدفع الثمن ولا علاقة لسلوكها بمصالحنا”.
وأضاف: الآن ليس الوقت المناسب لإغلاق الدبلوماسية. تحتاج إيران والولايات المتحدة إلى إقامة علاقات دبلوماسية للسيطرة على التوترات في الشرق الأوسط. فإن علاقات إيران مع الصين وروسيا لم تكن سوى مجرد نزوة عابرة، وقد تطورت بما يتماشى مع مصالح الصين وروسيا.
الرد على رسالة ترامب
بخصوص الرد على رسالة ترامب التي بعثها إلى طهران لدعوتها إلى التفاوض، قال فلاحت بيشه: “الخلافات اليوم وصلت إلى حد لم يعد فيه حتى الوسطاء قادرين على حل المشكلة”. إذا نجحت إيران والولايات المتحدة في خفض بعض التوترات من خلال المحادثات الاستخباراتية والأمنية، وأصبح من الواضح أن تصرفات الجماعات الخارجية لا علاقة لها بإيران، فإن التمهيد للتعامل مع رسالة ترامب سيبدأ.
وأكد السياسي الإيراني، ضرورة المفاوضات المباشرة بين واشنطن وطهران، خاصة أن أمريكا في عهد ترامب تقلق من دور الوسطاء مثل روسيا والصين، إذ ترى أن أي تقارب مع الصين يشكل خطرًا استراتيجيا عليها.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2167882