سيناريو مرعب.. ماذا لو قررت روسيا استخدام السلاح النووي؟

محمد النحاس

أعادت الحرب في أوكرانيا إلى الواجهة حقيقة مرعبة؛ وهي أن الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان ترسانة نووية هائلة قادرة على محو الحضارة الإنسانية في لحظات.

كمحاولة لفهم الكارثة المحتملة، لنأخذ سيناريو افتراضيًا لانفجار قنبلة نووية روسية بقوة 800 كيلوطن، وهو ما يعادل مليون طن من مادة الـTNT شديدة الانفجار، على ارتفاع ميل واحد فوق مدينة أمريكية، هذا السيناريو التخيّلي منقول عن مقال نشرته مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، الأربعاء 19 فبراير 2025.

حرارة تفوق الشمس

في غضون 100 مليون جزء من الثانية، ستطلق القنبلة طاقةً هائلة ترفع درجة الحرارة داخل الانفجار إلى 100 مليون درجة مئوية، أي 5 أضعاف حرارة مركز الشمس.

وسينتج عن ذلك كرة نارية عملاقة بضغط داخلي يصل لعشرات الملايين من الأرطال لكل بوصة مربعة، تتمدد بسرعة مليون ميل في الساعة، ليصل قطرها إلى ميل واحد في أقل من ثانية.

ضوء يُرى عبر القارات

عند هذا المستوى، سيولد الانفجار ضوءًا شديد السطوع لدرجة أنه يمكن رؤيته من مئات الأميال؛ حتى في واشنطن أو موسكو، قد يُلاحظ وهج الانفجار إذا وقع فوق ديترويت أو كييف ليلًا.

وعلى بعد 50 ميلًا، سيكون الضوء قويًا بما يكفي لحرق شبكية العين لمن ينظر إليه مباشرة، أما على مسافة 8 أميال، سيكون الانفجار أكثر سطوعًا من شمس الظهيرة بـ100 مرة، ما يؤدي لاشتعال الملابس والستائر والنباتات.

أما عند 5 أميال، فسترتفع شدة الضوء إلى 200 ضعف، مسببة احتراق الطلاء على الجدران واشتعال جميع المواد القابلة للاحتراق في مدى الرؤية المباشرة، وستنفجر الأسطح الخرسانية بفعل الحرارة الهائلة، بينما يملأ الدخان الأسود الجو، ليحجب أي معالم مرئية.

عاصفة نارية

الحرائق الناتجة عن الانفجار ستمتد عبر 100 إلى 150 ميلًا مربعًا، منتجةً كمية طاقة تفوق القنبلة الأصلية بمقدار 15 إلى 50 مرة، وستؤدي الحرارة الشديدة إلى توليد رياح تصل سرعتها إلى 300 ميل في الساعة، كافية لإسقاط الطائرات التي تحلق فوق المنطقة.

هذه الظاهرة، المعروفة بـ”تأثير المدخنة”، سينتج عنها سحب الهواء البارد من خارج منطقة الانفجار بسرعة هائلة، ما يؤدي إلى تفاقم العاصفة النارية.

عند حواف منطقة الانفجار، ستكون الرياح قوية بما يكفي لاقتلاع الأشجار وسحب الأشخاص إلى ألسنة اللهب، وستندلع الحرائق في الشوارع، وتتحطم الأبواب والنوافذ، وتقفز النيران عبر المباني لتلتهم كل شيء في طريقها.

موت محتوم في كل اتجاه

الناجون من الانفجار الأولي سيجدون أنفسهم محاصرين في جحيم مشتعل، أي شخص يحاول الفرار عبر الشوارع سيُحرق حيًا بفعل الرياح النارية.

أما من يحاولون الاحتماء في الأقبية العميقة، فسيواجهون خطر الاختناق من الغازات السامة أو الطهي أحياءً مع ارتفاع الحرارة إلى مستويات قاتلة.

بعد أن تخمد النيران، ستظل الأرض ساخنة لدرجة تمنع حتى المركبات المدرعة من عبورها لأيام، بل إن بعض المواد المدفونة تحت أنقاض المباني قد تشتعل ذاتيًا بعد أشهر من الكارثة.

هل يمكن لأحد أن “يفوز” بحرب نووية؟

مع تصاعد سحابة الانفجار، ستنثر جزيئات مشعة قاتلة في الجو، خلال الساعة الأولى، ستكون هذه الجزيئات أكثر إشعاعًا بـ10 آلاف مرة من كارثة تشيرنوبل عام 1986، وبعد يوم واحد، سينخفض النشاط الإشعاعي، لكنه سيظل أعلى بمئات المرات من كارثة تشيرنوبل.

وسيتساقط جزءً صغيرًا من هذه المواد المشعة خلال الساعات الأولى، مسببًا جرعات إشعاعية مميتة لأي شخص مكشوف لها، خصوصًا في اتجاه الرياح من موقع الانفجار.

هذا مجرد سيناريو واحد لانفجار قنبلة نووية واحدة؛ فكيف سيكون الوضع إذا تبادلت القوى العظمى مئات القنابل؟ أمام هذه الحقائق، يصبح الحديث عن “الانتصار” في حرب نووية ضربًا من الجنون.

ربما يعجبك أيضا