أصدرت لجنة تابعة لمجلس النواب الأمريكي تقريرًا يشمل لائحة اتهامات مكوّنة من 350 صفحة لقرارات الرئيس جو بايدن في كل مسألة أثناء الانسحاب من أفغانستان عام 2021.
ويذكر التقرير أنّ عددًا من المستشارين العسكريين أشاروا إلى أنّ الحكومة الأفغانية ستنهار إذا أزالت الولايات المتحدة العدد الصغير من قواتها المكون من 2500 جندي من البلاد.
إذلال فوضوي
أوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 11 سبتمبر 2024، أن إدارة بايدن فشلت في التخطيط السليم للإجلاء المحتمل للأمريكيين، مشيرة إلى أن اللجنة كشفت أن “حجم السفارة الأمريكية في كابول تزايد بدلًا من ذلك أثناء التراجع”، وذلك بسبب “الإصرار العقائدي” على الاحتفاظ ببصمة دبلوماسية.
ونقلت عن التقرير قوله إن “كمية كبيرة من المعلومات السرية تُرِكَت لطالبان” أثناء المغادرة الأخيرة. ويتذكر أفراد من القوات الأمريكية حصول تدافع لتدمير الوثائق وإشعال نار في ساحة السفارة، موضحةً أن ” 4 مدنيين أفغان على الأقل، بما في ذلك أطفال”، لقوا حتفهم وهم متشبّثون بالطائرات الأمريكية المغادرة.
وذكرت أن البيت الأبيض أشاد بعملية الإجلاء وكأنّها انتصار، في حين أنّها كانت في الحقيقة إذلالًا فوضويًا، وفقًا لما جاء في التقرير الأمريكي، وأن بايدن أراد الخروج بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر من أجل الرمزية السياسية، وفرض جدوله الزمني السياسي الكارثي.
صفقة سيئة
قالت الصحيفة إن رفض الرئيس بايدن الاحتفاظ بـ2500 جندي يعني أن الولايات المتحدة تخلت عن قاعدة “باجرام” الجوية بمدرجها الآمن، ما يعني أن الإخلاء كان لا بد من أن يتم في حالة من الذعر من مطار كابول المدني، بمساعدة أمنية من طالبان، ما أسفر عن مقتل 13 من أفراد الخدمة الأمريكية في هجوم انتحاري.
وأضافت أن فريق بايدن يتعلل بأن دونالد ترامب لم يترك لهم خيارًا يذكر بعدما تفاوض على اتفاق عام 2020 مع طالبان للانسحاب عام 2021، وإنّه أبرم صفقة سيئة، ليس أقلها استبعاد الحكومة الأفغانية من المحادثات.
نهاية الردع
أوضحت الصحيفة الأمريكية أن الصحافة مخطئة في اعتبار هذه الأخبار قديمة، لأن الولايات المتحدة لا تزال تعيش العواقب المدمرة لهذا الخروج المهين، مشيرة إلى أن طالبان تحتجز حتى الآن 7 مواطنين أمريكيين، فيما تظل الأفغانيات يعانين معاملةً مروّعة.
وأضافت أن أفغانستان أصبحت مرة أخرى ملاذًا للمقاتلين من تنظيم داعش في خراسان وتنظيم القاعدة، لافتةً إلى أن هجمات تنظيم “داعش” على موسكو وإيران يمكن أن تكون مقدّمة لهجمات على أهداف أمريكية، مشيرة إلى ما ذكره التقرير بأن إدارة بايدن “لم تنفذ ضربة واحدة ضد تنظيم داعش في خراسان منذ عام 2021”.
وقالت إن الانسحاب الأفغاني كان نهاية الردع الأمريكي، وهو ما يظهر بدءًا من الانسحاب، إلى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وصولًا إلى عدم خشية اليمنيين من إطلاق الصواريخ على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، موضحة أن نائبة الرئيس كامالا هاريس إذا دافعت عن انسحاب بايدن، سندرك أنها لا تفهم العالم الخطير الذي نعيش فيه.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1976833