شبح الحرب الأهلية يطل برأسه.. مليشيا إيران تشعل الفتنة الطائفية غرب بيروت

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تحاول مليشيا “حزب الله” مجددا جر لبنان إلى فتنة طائفية ستحرق الأخضر واليابس، وستكون ذكريات الحرب الأهلية التي وقعت قبل عقود مجرد نزهة، أمام الأهوال التي قد تقع لا قدر الله.

فالحزب الموالي لإيران يحاول افتعال أزمات وفتن لطي صفحة انفجار مرفأ بيروت التي تورط فيها، وكذلك للمماطلة في تسليم أحد قتلة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وهو المدعو “عياش”، وكذلك لصرف الشعب اللبناني الثائر في طرقات البلاد عن الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي يتحمل مسؤوليتها الحزب الإرهابي الموالي لإيران، الذي تسبب في العقوبات الدولية التي حاصرت لبنان.

ما جرى في خلدة محاولة واضحة المعالم لجر المنطقة المتاخمة لضاحية بيروت الجنوبية ومنطقة المطار إلى مواجهات دموية مسلحة فمن صاحب المصلحة؟، بالتأكيد الإجابة ستكون أنه من يمتلك السلاح ويهيمن به على الدولة اللبنانية ويغتال قادتها السياسيين ومفكريها وينفذ مشروع خامنئي في لبنان.  

جريمة خلدة

فقد وقع إشكال في منطقة خلدة السنية، عندما حاول أنصار مليشيا حزب الله اللبنانية وحركة أمل، تعليق رايات طائفية (لافتة عاشورائية) وأعلام الثنائي الشيعي، وبين عشائر العرب  السنة من سكان المنطقة.

والجدير بالذكر أن شبان عرب خلدة مناصرين لتيار المستقبل، وقد استفزهم صور قيادات شيعية مسؤولة عن قتل رفيق الحريري، كما أثار استشهاد الطفل اللبناني حسن زاهر غصن، 14 عاماً، في خلدة جنوب برصاص مسلحين من ميليشيا حزب الله غضباً واسعاً في صفوف عشائر خلدة السنية، التي أعلنت “الفزعة” للثأر ورد الإساءة.

قبل أن يتطور الأمر إلى مواجهات بين مليشيا حزب السلاح اللبناني (حزب الله)، وشباب من العشائر العربية من جهة أخرى، استُخدمت فيها الأسلحة النارية الآلية والمتوسطة.

من جانبه قال المحامي الدكتور طارق شندب، “لا يمكن للبنانيين أن يستمروا بالعيش في مساحة تجمعهم مع عصابة قاتلة مجرمة تستبيح الدماء وتستسهل القتل والإجرام كما يفعل المحتلون مع الفلسطينيين، وبالتالي فإن اللبنانيين الشرفاء مدعوون لوقفة ضد حزب إيران وأذنابه وهي وقفة أخلاقية ودينية وواجب وضرورة كالوقفة في وجه المحتلين، فهل سيتم توقيف مجرمي أحداث خلدة التابعين لميليشيا حزب الإرهاب أم ستعجز الأجهزة الأمنية والقضائية كالعادة ولا تجرؤ على ذلك”.

وحسب موقع “جنوبية” اللبناني، لم تستبعد مصادر مطلعة في خلدة، احتمال تطور اشتباكات في الساعات المقبلة، ما يستدعي تكثيف الوجود في نقاط تلال خلدة.

العشائر العربية

وفي بيان تهديد صريح للمليشيا الإرهابية الموالية لخامنئي، قال ديوان العشائر العربية في لبنان: “حذرنا مراراً وتكراراً من مجموعات تابعة لحزب الله، تعمل بدورها على رمي الفتن بين أهل الساحل طامعين في السيطرة عليه. وحذرنا من المس بالعشائر ولكن دون جدوى”، وأضاف “لسنا إرهابيين لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي بعد الآن، وقاتل شهيد الغدر الطفل حسن زاهر غصن سينال جزاءه قانونياً وعشائريا. فالساحل ليس ساحة لتصفية حساباتكم”، وختم البيان قائلاً: “عشائر خلدة لم تتهاون مع المحتل، ولم تسرق بطولات غيرها، والتاريخ الذي حرفتموه لا يعطيكم حق التملك. فخط الساحل لن يخضع لأعلامكم وراياتكم الكاذبة، ولسنا المحكمة الدولية لننتظر حقنا، نحن نار ونحرق من يعبث معنا”.
تدخل الجيش اللبناني والأمم المتحدة

من جانبه تمكن الجيش اللبناني من السيطرة على الوضع في منطقة خلدة التابعة لمحافظة جبل لبنان، وإيقاف الاشتباكات النارية المسلحة التي اندلعت وقامت وحدات الجيش اللبناني بفتح الطرق وأوتوسترادات السفر الدولية التي قطعها مسلحون يحملون البنادق الآلية، وعمل الجيش على ملاحقة الأشخاص الذين يطلقون الأعيرة النارية، وتمكنت سيارات الإطفاء والدفاع المدني من الدخول إلى المنطقة لإطفاء النيران التي اندلعت في أحد المراكز التجارية، وسط حماية من وحدات الجيش اللبناني، وذلك بعدما حال تبادل إطلاق النيران بالرشاشات من دخول سيارات الإطفاء لبعض الوقت في ظل التوتر والاضطراب الأمني الذي شهدته المنطقة لعدة ساعات.

فيما أعرب ممثل الأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتس، عن قلقه البالغ من فتنة طائفية بعد مواجهات منطقة خلدة التي أشعلتها عناصر حزب الله ضد سكان المنطقة، وتسببت في وقوع قتلى وجرحى، وقال يان كوبيتس: “ينتابني قلق بالغ إزاء الأحداث في منطقة خلدة. آخر ما يحتاجه لبنان المعذب هو فتنة طائفية.. فتنة تمثل طريقا مؤكدا لكارثة”.

تيار المستقبل

من جانبه، أكد “تيار المستقبل” الذي يتزعمه رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، أن أحداث منطقة خلدة وما خلفته من ضحايا وانتشار حالة من الفوضى، وقعت نتيجة السلاح المتفلت والاستفزازات، مناشدا “عشائر العرب” في المنطقة وكافة المناطق اللبنانية الاستجابة لتوجيهات الحريري بالتزام أقصى درجات ضبط النفس والعمل على تهدئة الأمور والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية، وأشار تيار المستقبل إلى أن قيادة التيار أجرت اتصالات مع قيادة الجيش والقوى الأمنية المعنية لـ “الضرب بيد من حديد”، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإعادة الأمن والأمان إلى المنطقة، وتوقيف المعتدين على أهلها أيا كانوا، وطالب التيار من “عشائر العرب” تفويت الفرصة على كل العابثين بأمن اللبنانيين وسلامهم، وعدم الانجرار وراء الساعين إلى ضرب السلم الأهلي من خلال افتعال المشاكل الأمنية.

هيئة علماء المسلمين

فيما أدانت هيئة علماء المسلمين في لبنان، “السلاح المتفلت في لبنان الذي يتستر بمقاومة الاحتلال ويمارس الاستقواء الداخلي على المواطنين، وليس آخره ما حصر في منطقة خلدة، ونستغرب تأخر الدولة عن التدخل، ونطالبها باعتقال المفتعلين وتقديمهم للمحاسبة”.
واستنكرت الهيئة الخطاب التعبوي المحرض على الكراهية، ودعت إلى تبني خطاب التسامح، ونبذ العنف، والحفاظ على السلم الأهلي، وختمت بالقول: نؤكد على واجب الدولة والعقلاء لوضع حد للتحريض وللاعتداءات قبل فوات الأوان.

ربما يعجبك أيضا