شراكة «سي إي إيه» وكييف.. هل تَسبّب الغرب في الحرب الروسية الأوكرانية؟

هل حوّلت «سي إي إيه» أوكرانيا لساحة صراع بين روسيا والغرب؟

محمد النحاس

بدلاً من الوقوف عند مساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد روسيا، جرى سحب أوكرانيا  إلى تحالف غربي واسع النطاق، يرمي لشنّ حرب واسعة النطاق ضد روسيا


لوصف الحرب الروسية الأوكرانية، استخدم المسؤولون الغربيون لفظ “غير مُبررة”، وسرعان ما أصبحت هذه الكلمة الدعامة الأساسية لخطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن ضد الكرملين.

وبحسب مقال لمجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، التابعة لمعهد كوينسي، فيجب وضع الحرب في سياقها حيث سبقها توجه أوكرانيا غربًا ومخاوف موسكو من انضمامها لحلف شمال الأطلسي، استفزازًا كافيًّا للكرملين، حتى يبدأ الحرب الأكثر تدميرًا في أوروبا منذ عام 1945.

شراكة أوكرانيا وسي إي إيه

سلط تقرير حديث لصحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على بعض التطورات التي سبقت الحرب، بما في ذلك شراكة الحكومة الأوكرانية واسعة النطاق مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي إي إيه).

وشمل التعاون إنشاء 12 قاعدة سرية تابعة لـ”سي إي إيه” على طول الحدود الأوكرانية مع روسيا، هذا المستوى من التعاون لم يبدأ بعد الحرب الروسية الأوكرانية في 2022، لكنه بدأ قبل نحو 10 سنوات.

تعزز علاقات الاستخبارات الأمريكية وكييف

تعززت العلاقة بين الاستخبارات الأوكرانية ونظائرها في الغرب، خاصةً في الولايات المتحدة وبريطانيا، وذهبت كييف بعيدًا حيث نفذت عمليات اغتيال لمقاتلين روس بارزين على الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا.

وبمرور الوقت، تعمقت الشراكة بين كييف وسي إي إيه في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ما أدى إلى دحض فكرة أن ترامب كان مراعيًّا بطريقة أو بأخرى للمصالح الروسية، أثناء وجوده في منصبه، وفق مقال المجلة الأمريكية المنشور 28 فبراير 2024.

حرب ضد روسيا

بدلًا من الوقوف عند مساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد روسيا، جرى سحب أوكرانيا  إلى تحالف غربي واسع النطاق، يرمي لشنّ حرب واسعة النطاق ضد روسيا، بحسب المجلة الأمريكية.

في حين يحق لأوكرانيا أن تختار تحالفاتها، فإن مكمن المشكلة في تصوراتها الأمنية، فقد حذرت موسكو مرارًا وتكرارًا من أنها كانت مستعدة لاتخاذ إجراءات جذرية لمنع استخدام الغرب أوكرانيا كقاعدة لعمليات ضد روسيا. إلا أن ذلك قد حدث، وقد أكد تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” المفصل عن قواعد سي إي إيه السرية في أوكرانيا، الدور الغربي هناك على مدار السنوات الـ10 الماضية، حسب مقال “ريسبنسبول سيتت كرافت”.

في حديثه لشبكة رؤية الإخبارية، أوضح عمر رمزي، وهو خبير في الشأن الدولي، أن حرب روسيا على أوكرانيا، دفعها إلى حد كبير، “الخوف لا الطمع”، حيث تحرك موسكو لحماية ما تراه أمنها القومي، مع تمدد الناتو شرقاً، وتوثق علاقات كييف والعواصم الغربية خاصة على الصعيدين العسكري والاستخباري.

كيف نظر الكرملين للنشاط الغربي في أوكرانيا؟

ليس هناك شك في أن هذا النشاط، يشكل من وجهة نظر الكرملين، استفزازًا خطيرًا وستنظر إليه الولايات المتحدة على هذا النحو إذا انقلب الوضع، وظهرت قوة عظمى منافسة على مُقربة من حدودها.

يشدد المقال على أنه ليس من الواضح ما هي المصالح الأمريكية الفعلية التي تخدمها هذه الأنشطة الاستخباراتية المشتركة، لكن الأمر المؤكد أنها لم تعمل على تسهيل وقف التصعيد بين موسكو وكييف أو تعزيز الاستقرار الإقليمي، وهي الأهداف التي تتقاسمها إدارتا أوباما وترامب ظاهريًا.

من ناحية أخرى، فمن السهل رؤية كيف أن علاقة كييف العميقة مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، غذت بلا داع أسوأ مخاوف موسكو الأمنية، وعجلت من ضرورة التصرف بشكل حاسم في مواجهة صراع عميق مع الغرب على أرض أوكرانيا.

ربما يعجبك أيضا