في إطار اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت بين إسرائيل وحركة حماس، الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، ستبدأ شركات أمنية أمريكية بالانتشار في نقاط تفتيش داخل غزة هذا الأسبوع.
وتتمثل مهمتهم في تفتيش المركبات المتجهة شمالاً، وستعمل شركتان أمريكيتان، بشكل مستقل عن القوات الإسرائيلية، التي تعيد انتشارها بعيداً عن المناطق السكانية وفقاً لشروط الاتفاق.
هوية الشركات
ستكون الشركتان الأمريكيتان، هما “UG Solutions” و”Safe Reach Solutions” (SRS) من ولاية وايومنج، مخولتين بتفتيش المركبات ومصادرة أي أسلحة أو مواد عسكرية، لكن سيُسمح للمركبات ومن بداخلها بالمرور، بما في ذلك عناصر حماس.
وقال مسؤول في شركة “UG Solutions” إن المواطنين “سيمرون عبر نقطة التفتيش، ولن نوقفهم، لكنهم لن يتمكنوا من حمل أي شيء يعتبر غير آمن”.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية، أن الهدف هو “تأمين نقطة التفتيش وخدمة المجتمع الذي ينتقل من الجنوب إلى الشمال مع بدء عملية السلام” حسب ما نقلت عنه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير نشرته السبت 25 يناير 2025.
مخاطر كبيرة
وفقاً لشروط الاتفاق، التي تتطلب عمليات تفتيش بعيدًا عن القوات الإسرائيلية، لا يتمتع عناصر الشركات بأي تفويض هجومي أو مهمة عسكرية أو صلاحيات لاحتجاز المقاتلين.
وأكد مسؤولو الشركات أنهم لا يتوقعون صعوبات، لكنهم أقرّوا بالمخاطر في بيئة تشهد احتمالات عالية للاستفزاز والهجوم، خاصةً في ظل الدور الأمريكي المعروف كداعم رئيسي لإسرائيل عسكرياً ودبلوماسياً.
وأشار مسؤولو الشركات إلى أنهم سيكون لديهم قوات إضافية منتشرة بالقرب من نقاط التفتيش في حالة حدوث مشاكل، مؤكدين أن القوات الإسرائيلية لن تتدخل.
التسليح وتاريخ مشوب بالجدل
وفقاً لوثيقة داخلية لشركة “UG Solutions” حصلت عليها صحيفة “واشنطن بوست”، سيتم تسليح المقاولين ببنادق هجومية من نوع M4، وبنادق قنص SR-25، ومسدسات Glock، ويتقاضى العاملون في نقاط التفتيش 1100 دولار يومياً، بينما يتقاضى المسعفون 1250 دولاراً.
ولطالما كانت شركات الأمن الخاصة الأمريكية العاملة في الخارج محل جدل، خاصةً بعد دورها في حربي العراق وأفغانستان، حيث اكتسبت سمعة سيئة بسبب الانتهاكات وعدم الانضباط.
وأوضح متحدث باسم شركة “SRS” أن اختيار شركات المقاولة تم “من قبل الوسطاء الدوليين”، في إشارة إلى الولايات المتحدة وقطر ومصر، وهي دول قضت أكثر من عام في محاولة إقناع إسرائيل وحركة حماس بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
إعادة الإعمار والإفراج عن الأسرى
يسمح اتفاق وقف إطلاق النار بالإفراج عن بعض الرهائن الإسرائيليين المحتجزين من قبل حماس، وكذلك بعض السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية إلى غزة.
من المقرر أن يستمر الاتفاق لمدة 42 يوماً، ما لم تنجح المفاوضات في تمديده، ووفقاً لشروط الاتفاق، سيُسمح للفلسطينيين العائدين سيراً على الأقدام إلى منازلهم المدمرة بالمرور من الجنوب إلى الشمال اعتباراً من يوم السبت، عبر طريق هارون الرشيد الساحلي.
أما المركبات، سواء كانت سيارات أو شاحنات أو عربات تجرها الحمير، فستُفحص في نقطة تفتيش ممر نتساريم، التي يسيطر عليها العناصر الأمريكية قبل السماح لها بالمرور شمالاً عبر طريق صلاح الدين المركزي.
مستقبل العمليات
تغطي عقود شركتي “UG Solutions” و”SRS” المرحلة الأولى فقط من الاتفاق، على الرغم من توقعاتهما بالبقاء “حتى تقرر الائتلاف الدولي أنه لم يعد بحاجة إلى خدماتنا”، وفقاً لمسؤول في “UG Solutions”.
وستكون شركة “SRS” مسؤولة عن التفاصيل اللوجستية والعملياتية، بينما ستوفر “UG Solutions” القوات العاملة في نقاط التفتيش.
خلفية الشركات
يترأس شركة “UG Solutions” جيمسون جوفوني، وهو مقاتل سابق في القوات الخاصة الأمريكية خدم من 2004 إلى 2015، بما في ذلك مهمات في العراق وأفغانستان.
وبعد مغادرته الجيش، أسس جوفوني منظمة غير ربحية لمكافحة الاتجار بالأطفال في أوائل عام 2017، كما قام بتسويق علاج مضاد للإفراط في الشرب لمساعدة مجتمع القوات الخاصة على التعافي من آثار الإفراط في الشرب.
أما شركة “SRS”، فقد تم تسجيلها في وايومنغ في نوفمبر الماضي كشركة تقدم خدمات التخطيط اللوجستي والعمليات، والنقل الآمن، والتنسيق الميداني “للمنظمات العاملة في مناطق صعبة وعالية الخطورة”، وفقاً لموقعها على الإنترنت، وأسس الشركة فيل رايلي، وهو ضابط استخبارات سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) مع خبرة واسعة في الخدمة الخارجية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2116191