شركات إسرائيلية تنشر برامج تجسس.. والإدارة الأمريكية تصدر عقوبات

أحمد ليثي
شركات تجسس

رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، عضو في مجلس إدارة شركة تنتج برامج تجسس، بتمويل أمريكي، وتبيعها إلى دول قمعية.


اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، موقفًا ضد إساءة استخدام برامج التجسس التي تستهدف نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين والصحفيين.

وحسب تقرير للصحفي الأمريكي المهتم بشؤون التجسس الإلكتروني، مارك ماتزيتي، نشره في “نيويورك تايمز“، أمس الأول الخميس 8 ديسمبر 2022، أدرجت واشنطن الشركة الإسرائيلية “إن إس أو” في القائمة السوداء كأخطر مصنعي أدوات التجسس.

شركات إسرائيلية تطلق برامج التجسس في العالم

يقول ماتزيتي إن التكنولوجيا التي كانت في أيدي عدد صغير من الدول ستكون موجودة في كل مكان على يد الشركات الإسرائيلية التي تعمل في هذا المجال، فقد نشأت شركات إسرائيلية توظف قدامى الضباط الإسرائيليين في حقل الاستخبارات الإلكترونية، الذين عمل بعضهم في شركة “إن إس أو”.

وأشار التقرير إلى وجود شركة يديرها ضابط إسرائيلي سابق، مقرها اليونان، طورت برنامج تجسس لاستخدامه ضد السياسيين والصحفيين. وعند مواجهة الحكومة اليونانية بالأمر، اعترفت أنها منحت شركة تدعى “أنتلكسا” تراخيص لبيع برنامج “بريتادور” إلى دولة لها تاريخ طويل مع القمع، هي مدغشقر.

شركات تجسس

شركات تجسس

وثائق وعروض شراء

حصلت “نيويورك تايمز” على وثائق مختومة من محكمة قبرصية، وشهادات برلمانية سرية من أعضاء في البرلمان اليوناني، وتحقيق سري للاستخبارات الإسرائيلية، تشير إلى استخدام عشرات البلدان لبرنامج “بريتادور”، ما يوضح الطلب المستمر من الحكومات على البرنامج، وعدم وجود جهود دولية للحد من استخدامه.

من جهتها، طلبت الحكومة الأوكرانية عرضًا من شركة “أنتلكسا” لشراء البرنامج، على أن تستخدمه للتجسس على المسؤولين الروسيين، لكن الشركة الإسرائيلية رفضت خشية تأثر العلاقات الروسية الإسرائيلية.

أمريكا تستخدم البرامج الإسرائيلية

حسب التقرير، تحتوي برامج التجسس الأكثر تطورًا مثل “بيجاسوس” و”بريتادور” على تقنية “النقر الصفري”، ما يعني أن بإمكانها استخراج كل شيء خلسة من الهاتف المحمول المستهدف عن بعد، من دون أن يضطر المستخدم إلى النقر على رابط ضار لمنح البرنامج إمكانية الدخول على هاتفه.

وحاولت إدارة بايدن فرض درجة معينة من النظام على فوضى برامج التجسس، لكن الإدارة الأمريكية لعبت دور “مشعل الحرائق” و”رجل الإطفاء” في آن واحد، إذ أدرجت وزارة الطاقة الأمريكية شركات التجسس الإسرائيلية في القائمة السوداء، لكنها استخدمت أداة تدعى “الجرافيت” صنعتها شركة “باراجون” الإسرائيلية.

عقوبات على الشركات الإسرائيلية

في تصريح إلى “نيويورك تايمز”، قالت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية إن موظفي الإدارة يستخدمون كل أداة تحقيق قانونية من شأنها ملاحقة الأفراد العاملين في تجارة المخدرات، لأن هذه التجارة تقتل 107 آلاف أمريكي نتيجة التسمم بالمخدرات، لكن لم تصرح الإدارة بما إذا كانت تستخدم أحد برامج الشركات الإسرائيلية.

من جهته، قال الخبير في مؤسسة “كارنيجي” للسلام الدولي، ستيفن فيلدشتاين، إنه وثّق استخدام برامج التجسس في 73 دولة على الأقل، وأضاف: “يجب تطبيق عقوبات على الشركات الإسرائيلية، لكن يوجد بائعون آخرون يعملون وكلاء في هذه التجارة”.

الكونجرس يتدخل

طالب الكونجرس الأمريكي مدير وكالة المخابرات الأمريكية بإعداد تقييم للمخاطر التي تشكلها برامج التجسس الأجنبية على الولايات المتحدة، على أن يستعين أعضاؤه بالتقييم في إعداد قانون يحظر استخدام برامج التجسس على أي وكالة مخابرات أمريكية.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البيت الأبيض سيصدر أمرًا تنفيذيًّا يستهدف برامج التجسس، منوهًا بأن الحكومة الأمريكية ستلغي عقدها مع شركة “باراجون” الإسرائيلية إذا اكتشفت أنها باعت أي برامج تجسس إلى دولة غير حليفة لها، حسب “نيويورك تايمز”.

ضباط استخبارات إسرائيلية في الإدارة

تأسست شركة “إن إس أو” الإسرائيلية 3 على يد إيهود شنورسون، القائد السابق للوحدة 8200، التي تعادل وكالة الأمن القومي في إسرائيل. وليس لدى الشركة موقع على الإنترنت، ومعظم المسؤولين التنفيذيين للشركة من قدامى ضباط الاستخبارات الإسرائيلية.

وعلمت “نيويورك تايمز”، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، عضو في مجلس إدارة الشركة، وكشفت عن أن الأموال الأمريكية تمول الشركة عن طريق صندوق تمويل “باتيري فينتشرز”، الذي يستثمر في شركة “باراجون”.

برامج التجسس سلاح محتمل

حسب تقرير الصحيفة الأمريكية، أحدث برنامج “بريتادور” اضطرابًا في الحياة العامة في اليونان، مع انتشار أخبار تشير إلى استخدامه ضد صحفيين وشخصيات معارضة، غير أن الحكومة اليونانية أنكرت الأمر، قائلة إنها ليست لها علاقة بأي برامج تجسس ضد صحفيين أو شخصيات معارضة.

من جهته، أشار وزير الخارجية اليوناني، ألكسندروس بابايوانو، إلى أن وزارته أصدرت ترخيص بيع لبرامج شركة “أنتلكسا” في نوفمبر 2021، بعد الضغط الذي تتعرض له البلاد، لكن الوزارة لم تكن تعلم أنها برامج تجسس، وقال إن المفتش العام للوزارة بدأ تحقيقًا داخليًّا، خاصة أن تشريعات الاتحاد الأوروبي ترى برامج التجسس سلاحًا محتملًا.

ربما يعجبك أيضا