شيخوخة مبكرة.. دراسة تكشف عن أضرار الجلوس لفترات طويلة

علي محمد
دراسة تكشف عن أضرار خطيرة للجلوس لمدة طويلة

كشفت دراسة حديثة نشرت في المجلة العلمية “PLOS One”، وأجرتها جامعتا كولورادو بولدر وكاليفورنيا ريفرسايد، عن مخاطر صحية جسيمة ناجمة عن قضاء فترات طويلة في الجلوس، والتي تؤثر بشكل كبير على جيل بأكمله.

وأوضحت الدراسة، أن أعمار المشاركين تترواح بين 28 و49 عامًا، يقضي في المتوسط أكثر من 60 ساعة أسبوعيًا في الجلوس، وذلك بسبب نمط حياتهم المرتبط بالعمل عن بُعد عبر تطبيقات مثل “زووم”، بالإضافة إلى تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ومتابعة البث المباشر في أوقات الفراغ.

تفاصيل الدراسة وعينة البحث

استندت الدراسة المنشورة اليوم السبت 2 نوفمبر 2024، إلى بيانات أكثر من 1000 شخص من سكان ولاية كولورادو، منهم 730 توأمًا، من خلال “دراسة كولورادو للتبني والتوائم لدراسة تطور السلوك والشيخوخة المعرفية” (CATSLife)، وقد حلل الباحثون عادات الجلوس والنشاط البدني للمشاركين، حيث أفاد معظمهم بأنهم يجلسون ما يقارب 9 ساعات يوميًا، ويمارسون النشاط البدني المعتدل لمدة تتراوح بين 80 و160 دقيقة أسبوعيًا، إضافةً إلى حوالي 135 دقيقة من التمارين القوية في الأسبوع.

ركز الباحثون في هذه الدراسة على مقاييس صحية محددة تشمل مؤشرات الشيخوخة القلبية والتمثيل الغذائي، مثل مستوى الكوليسترول الكلي، ونسبة البروتين الدهني عالي الكثافة، بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم (BMI).

وأشارت النتائج إلى أن الجلوس لفترات طويلة يؤدي إلى زيادة علامات الشيخوخة المبكرة لدى الأفراد، وأن الشبان الذين يقضون 8.5 ساعة يوميًا في الجلوس معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات التمثيل الغذائي.

تأثير الجلوس على الصحة والتمثيل الغذائي

أوصت الدراسة بضرورة ممارسة نشاط قوي لمدة 30 دقيقة يوميًا كوسيلة لتحسين مستويات الكوليسترول ومؤشر كتلة الجسم، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن النشاط البدني وحده لا يكفي لإلغاء الأضرار الناتجة عن فترات الجلوس الطويلة؛ فالحد الأدنى الموصى به من التمارين، والذي يبلغ حوالي 20 دقيقة يوميًا من النشاط المعتدل، لا يكفي لتعويض تأثير الجلوس المستمر.

أوضح الدكتور تشاندرا رينولدز، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب وكبير معدي الدراسة، أن تقليل فترات الجلوس خلال اليوم أو ممارسة التمارين القوية أو كلاهما معًا قد يكونان ضروريين للحد من مخاطر الشيخوخة المبكرة. كما أشار ريان برويلمان، المرشح لنيل الدكتوراه في قسم علم الوراثة وعلم الجينوم بجامعة كاليفورنيا ريفرسايد، إلى أن “الشباب غالبًا ما يعتقدون أن تأثيرات الشيخوخة لا تهمهم الآن، وأن أجسامهم محصنة، إلا أن ما يقومون به في هذه الفترة الحرجة من حياتهم يلعب دورًا كبيرًا في مستقبلهم الصحي”.

تهدف هذه الدراسة إلى توجيه انتباه صانعي السياسات وإلى ضرورة مراجعة إرشادات النشاط البدني الحالية، وكذلك توعية الأفراد بخطورة الجلوس لفترات طويلة، وتعد هذه الدراسة دعوة لإعادة النظر في معايير النشاط البدني وتقليل الساعات التي يقضيها الأفراد في الجلوس.

ربما يعجبك أيضا