قال شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، اليوم السبت 6 إبريل 2024، إن من يدقق النظر في خارطة العالمين العربي والإسلامي يأسى كثيرًا وطويلًا، للأوضاع في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال كلمة الإمام الأكبر، في احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر، بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
افتتاح احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر بآيات من الذكر الحكيم #eXtranews pic.twitter.com/lc4Rq2iuHc
— eXtra news (@Extranewstv) April 6, 2024
فقدان التوازن
أضاف شيخ الأزهر: “حالة التنازع والتفرق التي درج عليها أبناء أمتنا العربية منذ أمد بعيد، قد أصابت الجميع بما يشبه حالة فقدان التوازن وهو يتصدى لعظائم الأمور، وأعجزته عن مواجهة أزماتهم المتلاحقة مواجهة دقيقة”.
وتابع: “تعاملنا مع قضية فلسطين والقدس الشريف لا يعكس حجم ما أنعم الله به علينا من ثروات بشرية وطبيعية هائلة، ومن طاقات جبارة لا تنفذ، ومن عقول خلاقة في كل ميادين الحياة المعاصرة، العلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. وقبل كل ذلك، من إيمان راسخ بالله تعالى وثقة لا تهتز في رحمته بالضعفاء والمستضعفين.. وأنه بالمرصاد للجبارين والمتكبرين، وأنه ليس بغافل عنهم، وأنه يمهلهم ويمد لهم حتى إذا ما أخذهم فإنه لا يفلتهم”.
وأكمل شيخ الأزهر: “الشهيد في فلسطين شاءت أقداره أن يلقى ربه شهيدًا وشاهدًا على جرائم الإبادة والمحرقة الجماعية التي يشهدها القرن الـ21، فعلى الرغم من التقدم والرقي الذي يشهده العالم إلا أن هناك كربا للحربة والديمقراطية وحقوق الإنسان، والمؤسسات الدولية والمواثيق العالمية وفي مقدمتها مؤسسة الأمم المتحدة والإعلام الحقوقي لحقوق الانسان وغيرها التي تقول موادهم الأولى في مواثقها، حفظ السلام والأمن ومبدأ المساواة وتحريم استخدام القوى، تقف عاجزة ومشلولة شللًا رباعيًا، أقعدها عن تنفيذ بند واحد مما تعهدت بتنفيذه”.
نقطة تحول
واصل الإمام الأكبر: “ما تعج به منطقتنا اليوم من مآس وآلام وأحزان ومشاعر سوداء، يجب أن يمثل نقطة تحول حاسم بين عهد عربي مضى، وعهد جديد تأخذ فيه الأمة العربية والإسلامية بأسباب القوة والمنعة المدعومة بالإيمان بالله تعالى، وبقيم الإسلام والأديان الإلهية؛ كي تستحق مكانتها اللائقة بتاريخها وحضارتها”.
ودعا شيخ الأزهر علماء الأمة إلى النهوض لتحقيق وحدة علمائية تجمع رموز الإسلام من سنة وشيعة وإباضية وغيرهم ممن هم من أهل القبلة، يجتمعون بقلوبهم ومشاعرهم قبل عقولهم وعلومهم على مائدة واحدة؛ لوضع حدود فاصلة بين ما يجب الاتفاق عليه وما يصح الاختلاف فيه، وأن نقتدي في اختلافاتنا باختلاف الصحابة والتابعين، ذلكم الاختلاف الذي أثرى العلوم الإسلامية، وحولها إلى معين لا ينضب من اليسر واللطف والرحمة، وأن نوصد الباب في وجه اختلافاتنا المعاصرة، التي أورثتنا الكثير من الشقاق والنزاع والضغائن والأحقاد، وقدمتنا لقمة سائغة للأعداء والمتربصين.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1811447