شيفرون تقلص نفقاتها رغم دعوات ترامب لزيادة الإنتاج

أحمد عبد الحفيظ

أعلنت شركة “شيفرون” الأمريكية، المختصة في مجال الطاقة، تخفيض 20% من قوتها العاملة العالمية بحلول نهاية عام 2026، في إطار خطة لخفض التكاليف تهدف إلى تبسيط عملياتها وتعزيز النمو.

وصرّح مارك نيلسون، نائب رئيس مجلس الإدارة، بأن هذه التغييرات ستشمل تحسين محفظة الشركة الضخمة التي تبلغ قيمتها 280 مليار دولار، والاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز الإنتاجية، وتغيير كيفية ومكان أداء العمل.

خلفية القرار

تأتي الخطوة في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تشجيع شركات النفط على زيادة الإنتاج لتحقيق طفرة جديدة في هذا القطاع، مما قد يؤدي إلى خفض أسعار الطاقة، بحسب صحيفة “فايننشال تايمز”، الخميس 13 فبراير 2025.

وأشارت “شيفرون” في نوفمبر الماضي إلى استهداف توفير ما بين 2 و3 مليارات دولار من التكاليف من خلال بيع الأصول، واستخدام التكنولوجيا، وإعادة هيكلة سير العمل. كما أنها نقلت مقرها الرئيسي من سان رامون، كاليفورنيا، إلى هيوستن، تكساس الشهر الماضي.

تراجع الأرباح وتأثيراته

تمتلك شيفرون حوالي 46,000 موظف، وفقًا لتقريرها السنوي لعام 2023، ويأتي خفض الوظائف بعد إعلان نتائج الربع الرابع المخيبة للآمال، حيث أدت ضعف هوامش الأرباح في قطاع التكرير إلى تراجع الأداء.

وسجلت الشركة أرباحًا معدّلة بقيمة 2.06 دولار للسهم الواحد، أقل من توقعات وول ستريت التي بلغت 2.11 دولار. وعلّق الرئيس التنفيذي مايك ويرث قائلاً: “لن أصف الوضع بأنه عاصفة مثالية، لكنه كان ربعًا شهد عدة عوامل سلبية اجتمعت في وقت واحد.”

رأي المحللين والسوق

فاجأت تخفيضات الوظائف العميقة بعض المحللين، لكنهم اعتبروها خطوة استباقية وليست أزمة. وأوضح المحلل النفطي بول سانكي أن شيفرون ليست في عجلة لزيادة إنتاج النفط، خاصة بعد توسعين رئيسيين في حوض بيرميان في الولايات المتحدة وتنجيز في كازاخستان.

كما تراهن الشركة على نمو عملياتها من خلال استحواذها على شركة هيس النفطية مقابل 53 مليار دولار، لكن العملية تأخرت بسبب إجراءات تحكيم أطلقتها إكسون موبيل.

مناخ الصناعة وتوقعات الأسعار

يأتي التعديل في وقت يشهد فيه قطاع النفط إعادة هيكلة بعد تحقيق أرباح قياسية في 2022 و2023، نتيجة ارتفاع الأسعار عقب الحرب الروسية الأوكرانية.

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن تنخفض أسعار خام برنت إلى 74 دولارًا للبرميل في 2025 و66 دولارًا للبرميل في 2026، مقارنة بمتوسط 81 دولارًا في عام 2024.

من جهتها، أكدت إكسون موبيل، أكبر شركة نفط غربية، التزامها بتحقيق 18 مليار دولار من وفورات التكلفة التراكمية بحلول 2030 مقارنة بعام 2019.

ربما يعجبك أيضا