صاروخ الحوثي الفرط صوتي، نموذج مصغر، للدلالة على استمرار إستراتيجية وحدة الساحات ضد إسرائيل.
جهود إقليمية متسارعة للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بينما لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يناور لاستمرار تلك الحرب بما يضعه على أعتاب الانتصار السياسي.
وإن كان نتنياهو يصر على خططه نحو شمال غزة، بإعلانها منطقة عسكرية، وكذلك نحو جنوب لبنان، بفرض منطقة عازلة بإبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية للأراضي المحتلة، تظل المعادلة ليست في جانب إسرائيل وحدها.
صاروخ الحوثي
خلال مؤتمره الصحفي الأول، أمس الاثنين 16 سبتمبر، نفى الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، أن تكون إيران قد زودت جماعة الحوثي بالصواريخ في اليمن، وذلك بعد إطلاق صاروخ فرط صوتي استطاع اختراق المنظومات الدفاعية في تل أبيب.
وقال بزشكيان: “يستغرق الأمر أسبوعًا حتى يذهب الإنسان إلى اليمن، كيف وصل هذا الصاروخ إلى هناك؟”
نموذج مصغر
يبدو أن صاروخ الحوثي كان رسالة إلى إسرائيل، بعد الضربات التي تلقتها إيران في سوريا، وفي مواجهة خطط نتنياهو نحو جنوب لبنان، الذي هدد بإخلاء الجنوب اللبناني من سكانه، في حالة استمرار ضربات حزب الله ضد المستوطنات الشمالية، لكن حزب الله لم يتوقف عن ضرباته المحدودة.
كان صاروخ الحوثي الفرط صوتي، نموذجًا مصغرًا، للدلالة على استمرار إستراتيجية وحدة الساحات ضد إسرائيل، فإن كانت تل أبيب تظن أن بإمكانها تجربة مهاجمة أنفاق حزب الله على غرار ما حدث في غزة أو تدمر مصانع الصواريخ على غرار ما حدث في سوريا، فإن الأمر لن يكون سهلًا على إسرائيل.
جبهة ضغط
الرسائل المتبادلة التي بعث بها زعيم حركة حماس، يحيى السنوار إلى حزب الله في لبنان، وإلى جماعة الحوثي في اليمن، تشير إلى جبهة ضغط على إسرائيل، وكذلك محاولة لإعلان فشل نتنياهو في تحقيق أية مكاسب سياسية أو عسكرية.
وأكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، علي دعموش، أن إسرائيل عاجزة على تدمير أنفاق حزب الله. مضيفًا: “الصواريخ الاستراتيجية في مخازنها، تنتظر إشارة قيادة المقاومة لاستخدامها”.
وهي إشارة تحذير من جانب حزب الله إلى إسرائيل بأن ما ينتظر مدنها، صاروخ الحوثي الفرط صوتي نموذجا منه.
جهود دبلوماسية
من جانبها، أرسلت الولايات المتحدث الأمريكية، مبعوثها إلى إسرائيل، آموس هوكشتاين، الذي نقل رسائل تحذير أمريكية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بأن الحرب ليست نزهة مع حزب الله، وأن وقوع مثل تلك الحرب يفتح المنطقة على سيناريوهات غير محمودة.
وحسب صحيفة الديار اللبنانية، اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر، كان هوكشتاين واضحًا في رسالته، بأن الإدارة الأمريكية لن تقبل بتوسيع الحرب، وأن أي خطط يجب تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل.
وأشارت الصحيفة المقربة من حزب الله، إلى أن رسالة المبعوث الأمريكي عبرت عن الرؤية الأمريكية بأن الحرب مع الحزب نتائجها غير مضمونة وربما تكون كارثية وتحمل تداعيات غير متوقعة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1982129