«صداقة أبدية».. شراكة بوتين وكيم تتحدى «عقوبات الغرب»

بوتين يحدد شراكة طويلة مع كوريا الشمالية

شروق صبري

تستعد موسكو وبيونج يانج للتوقيع على اتفاق لتعزيز الروابط الاقتصادية والعسكرية.


تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإبرام اتفاق مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون لشراكة طويلة الأمد بين بلديهما، حيث استغل الزعيمان قمة بيونج يانج لتعميق العلاقات وتحدي الغرب.

وحظي بوتين باستقبال حافل لدى وصوله إلى كوريا الشمالية في أول زيارة له للبلاد منذ نحو ربع قرن. واقفًا تحت لافتة تبشر بـ “الصداقة الأبدية” بين البلدين.

دعم ثابت

شكر بوتين البالغ من العمر 71 عامًا كيم على “دعمه الثابت” لحرب روسيا في أوكرانيا ومكافحة “سياسات الهيمنة والإمبريالية للولايات المتحدة”. وقال إن الاتفاق الجديد “سيشكل العمود الفقري” للعلاقات بين البلدين ودعا كيم لزيارة موسكو. وقال كيم البالغ من العمر 40 عاما أن العلاقات تصل إلى آفاق جديدة، وأنه واثق أن هذه الزيارة ستعزز الصداقة بين البلدين.

وامتلئت شوارع بيونج يانج بصور بوتين والأعلام الروسية. وكانا يتنقلان في سيارة ليموزين سوداء من نوع أوروس، وهي نموذج مماثل لسيارة بوتين، والتي قدمها الزعيم الروسي لكيم هذا العام كهدية. ووصف مسؤولون في سيول وواشنطن الهدية بأنها انتهاك لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. حسب ما نشرته وول ستريت جورنال الأمريكية، اليوم 19 يونيو 2024.

التكنولوجيا العسكرية

في الأشهر الأخيرة، تبادلت روسيا وكوريا الشمالية المنعزلة كل شيء، من الغذاء والنفط إلى الأسلحة. ومع استمرار حرب الكرملين على أوكرانيا، لجأ بوتين إلى كيم للمساعدة في إعادة تخزين ترسانته المستنفدة. وفي المقابل، تخطط موسكو لنقل التكنولوجيا العسكرية إلى بيونج يانج المسلحة نووياً، وهي خطوة يمكن أن تعزز قدرات الأسلحة للدولة المارقة، مما يثير قلق القوى الغربية.

بالنسبة لواشنطن، فإن التعاون العسكري بين خصومها يزيد من احتمال نشوب صراعات إقليمية طويلة الأمد وإرهاق قدراتها العسكرية. كما أن التهديد النووي والصاروخي المتزايد لكوريا الشمالية، والذي يمكن أن يؤدي إلى تحركات أمريكية أكبر. كما أن الوجود العسكري في المنطقة يثير قلق الصين أيضاً.

بوتين وكيم

بوتين وكيم

معارضة الغرب

قال الباحث الرئيسي في مركز الدراسات الكورية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في معهد الصين وآسيا المعاصرة، ألكسندر زيبين، إن “الوضع في العالم، وتحديدا منطقة آسيا والمحيط الهادئ، متوتر للغاية. مضيفا “أن تعزيز العلاقات والتعاون مع جميع الدول التي تدعم سياسة روسيا أمر مهم للغاية، الآن أكثر من أي وقت مضى”.

وكانت كوريا الشمالية واحدة من الدول القليلة التي دعمت صراحة المجهود الحربي الروسي، وتقف بشكل مباشر في معارضة الغرب، وهو الموقف الذي يتبناه بوتين بشكل متزايد في الوقت الذي يهاجم فيه النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.

العلاقة الودية الوحيدة

قبيل الزيارة، حث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا المجتمع الدولي على مواجهة ما وصفه بـ”العلاقة الودية الوحيدة” بين بوتين وكيم من خلال زيادة إمدادات الأسلحة إلى كييف. قائلا إن “أفضل طريقة للرد عليها هي مواصلة تعزيز التحالف الدبلوماسي من أجل السلام العادل والدائم في أوكرانيا”.

وتعد كوريا الشمالية أيضًا من بين الدول الوحيدة التي يستطيع بوتين السفر إليها دون خوف من الاعتقال منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه. ولا تعترف بيونج يانج بالمحكمة. وسلمت كوريا الشمالية أكثر من 10 آلاف حاوية من الذخائر إلى روسيا منذ اجتماع بوتين وكيم شرق روسيا في سبتمبر 2023، فيما تنفي روسيا وكوريا الشمالية تجارة الأسلحة.

ربما يعجبك أيضا