صداقة قوية.. تسلسل زمني للعلاقة بين ترامب وماسك

بسام عباس
ترامب وماسك

ربما لم تكن العلاقة القوية السريعة بين اثنين من أقوى الرجال في العالم، دونالد ترامب، وإيلون ماسك، ضمن توقعات العديد من الأشخاص في 2024، نظرًا لتاريخهما السابق، ولكنها ازدهرت مع نهاية العام.

وفي الأشهر الأخيرة، أصبح ملياردير التكنولوجيا “الصديق الأول” للرئيس المنتخب، لكن علاقتهما لم تكن وردية دائمًا، فقبل التجمعات الانتخابية، والمجاملات والتقارب، كان لديهما نصيبًا من الخلافات وحتى تبادل الإهانات.

لا يعكس صورة إيجابية

تناولت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، في تقرير نشرته مطلع الأسبوع الجاري، العلاقة بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وملياردير التكنولوجيا مالك شركة تسلا وسبيس إكس، إيلون ماسك، لافتة إلى أن فترة شهر العسل بينهما ربما تكون قد انتهت، وأن ترامب أصبح “منزعجًا” من صديقه الثري، متتبعةً علاقتهما المضطربة منذ 2016.

وقالت إن ماسك، في عام 2016، لم يكن من أكبر المعجبين بصديقه المستقبلي، حيث صرح أكثر من مرة بأن ترامب غير لائق للترشح للمنصب الأعلى في البلاد، وصرح لشبكة سي إن بي سي في نوفمبر 2016، قائلاً: “أشعر بأنه ليس الشخص المناسب، لا يبدو أنه يتمتع بالشخصية التي تعكس صورة إيجابية عن أمريكا”.

وأضافت أن شكوكه لم تستمر طويلا، بعد أن عينه ترامب في مجلس استشاري اقتصادي، إلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة أوبر، ترافيس كالانيك، في الشهر التالي لفوز ترامب في انتخابات 2016.

اتفاقية باريس للمناخ

أوضحت الصحيفة أنه في يونيو 2017، لم تنتهي العلاقة المهنية الأولى بينهما بشكل جيد، فبعد إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، قدم ماسك استقالته من مناصبه في المجالس الاستشارية الرئاسية.

وكتب ماسك في تغريدة على تويتر، الذي لم يكن تحت ملكيته آنذاك: “لقد تركت المجالس الرئاسية، إن تغير المناخ أمر حقيقي”، مؤكدًا أن: “الانسحاب من اتفاقية باريس ليس أمرًا جيدًا لأمريكا أو العالم”.

أحد العباقرة العظماء

ذكرت الصحيفة أن ترامب، بعد 5 سنوات، وفي يناير 2022، أعاد إحياء العلاقة بعد أن وصف ماسك بأنه أحد “العباقرة العظماء” في العالم وشبهه بتوماس إديسون، كما أشاد به مرة أخرى، موضحًا أن ماسك ليس جيدًا في السيارات الكهربائية فحسب، بل إنه “جيد أيضًا في الصواريخ، بالمناسبة”.

Trump once described Musk as one of the world’s ‘great geniuses’ and likened him to Thomas Edison

ولكن هذا الثناء لم يدم طويلا، فبعد 6 أشهر فقط، وفي يوليو 2022، وصف ترامب ماسك بأنه “مجرد فنان هراء آخر”، في تعليقه بشأن نية إيلون ماسك لشراء تويتر، ورد ماسك على مقطع فيديو من التجمع: “أنا لا أكره الرجل، لكن حان الوقت لكي يعلق ترامب قبعته ويبحر نحو غروب الشمس”.

وفي النهاية، لم تكن ادعاءات ماسك “هراءً” كما ادعى ترامب، واستحوذ ماسك رسميًا على المنصة في أكتوبر 2022، وبدا الأمر كما لو أن تصريحات يوليو تغاضى ماسك عنها أو نسيها، بعد أن أعاد تفعيل حساب ترامب، بعد الحظر الذي استمر منذ أعمال العنف في مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير.

انسجام وتأييد

يبدو أن ماسك بدأ ينسجم بشكل أكبر مع سياسات ترامب، بما في ذلك تلك المتعلقة بالهجرة، حيث نشر منشورات لصالح بناء جدار حدودي مع المكسيك، وهي إحدى أكثر سياسات الرئيس المنتخب تأييدًا.

وفي سبتمبر 2023، كتب ماسك على منصة إكس: “نحن في الواقع بحاجة إلى جدار ونحتاج إلى إلزام الناس بالحصول على بعض الأدلة للمطالبة باللجوء للدخول، كما يفعل الجميع”، ورغم ذلك كان ماسك مترددًا في دعم أي من الحزبين، حيث أعلن على منصته أنه لن يتبرع لمرشح في الانتخابات الرئاسية.

ولكن هذا الموقف تغير بسرعة بعد محاولة اغتيال ترامب خلال تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا، حيث أيد ماسك ترامب بعد ثوانٍ من إخراجه من المسرح على يد عملاء الخدمة السرية، وأفادت التقارير لاحقًا أنه قال إن ماسك سيلتزم بنحو 45 مليون دولار شهريًا للجنة عمل سياسية مؤيدة لترامب تسمى “أمريكا باك”.

Musk jumps on the stage as Trump speaks at a campaign rally in Butler, Pennsylvania

مستعد للخدمة

استضاف ماسك ترامب على برنامج إكس في “حوار” تحول إلى حديث طويل يذكرنا بتجمعات حملة الرئيس المنتخب، وخلال الحوار اقترح ماسك أن يشكل ترامب لجنة تركز على “كفاءة الحكومة” ويعينه فيها، وفي وقت لاحق من أغسطس 2024، نشر تعليقًا قال فيه “أنا مستعد للخدمة”.

وفي أكتوبر 2024، ظهر ماسك لأول مرة علنًا مع ترامب بعد عودة الرئيس السابق إلى بتلر، وقفز على المسرح بحماس وارتدى قبعة سوداء مكتوب عليها (MAGA) “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، وقال للحشود: “كما ترون، أنا لست مجرد MAGA، أنا MAGA داكن”.

وأعلن الملياردير في وقت لاحق أنه سيمنح مليون دولار يوميا للناخبين في الولايات المتأرجحة الذين وقعوا على عريضة من لجنته السياسية الأمريكية لدعم حرية التعبير والحق في حمل السلاح.

وفي نوفمبر 2024، أمضى ماسك المساء مع ترامب وأنصار حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” في منتجع مار إيه لاجو الذي يملكه الرئيس المنتخب في فلوريدا لمشاهدة نتائج التصويت والانتصار الجمهوري الساحق.

تعاون غير ناجح

أوضحت الصحيفة أن الثنائي الديناميكي تعاون في جهد منسق، ولكن غير ناجح في النهاية لمنع تمرير مشروع قانون الإنفاق الحكومي المؤقت في الكونجرس، ما ترك الديمقراطيين وحتى الجمهوريين منهكين من النفوذ السياسي المتزايد لأغنى شخص في العالم.

وفي النهاية، دفعت المخاوف والأوصاف التي أطلقها ترامب على رئيس شركة تسلا باعتباره “الرئيس ماسك” إلى معالجة ديناميكية علاقتهما بشكل مباشر، حيث أعلن ترامب في خطاب له: “لا، إنه لن يتولى الرئاسة، هذا لن يحدث”.

In November, Trump traveled to Texas to witness SpaceX’s Starship launch alongside Musk

ترامب أكثر انزعاجًا

قالت الصحيفة إن ترامب وماسك لن ينفصلا، فقد كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” أن ماسك أمضى معظم الشهرين الماضيين منذ الانتخابات في استئجار كوخ بقيمة 2000 دولار في الليلة على أرض مقر إقامة الرئيس المنتخب في فلوريدا، والذي يقع على بعد بضع مئات الأقدام من منزل الرئيس.

وأضافت أن شهر العسل لن يدون طويلاً، وأن الحياة ليست وردية دائمًا، فقد صرحت مصادر مقربة من ترامب بأنه أصبح “أكثر انزعاجًا” من “صديقه الأول” بعد الخلاف العام بين ماسك وأعضاء آخرين في مجموعة (MAGA) المتشددين.

ربما يعجبك أيضا