صراع خارج الحدود.. تنافس بين روسيا وأوكرانيا في السودان

بسام عباس
جندي من الجيش السوداني بعد استعادة مصفاة نفط من المتمردين

شن الجيش السوداني هجومًا الأربعاء 12 فبراير 2025، على مواقع الدعم السريع في وسط الخرطوم وشرق النيل شرقي العاصمة؛ كما أعلن استعادته السيطرة على مدينة جياد شمالي ولاية الجزيرة (وسط)، وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

تزامنت تقدمات الجيش مع تصاعد التداخل الدولي في الأزمة السودانية ولا سيما بين أوكرانيا وروسيا، وسط اتهامات بين الجانبين بالتورط بشكل مباشر في الصراع.

التطورات الميدانية

في السياق يقول الباحث السوداني أحمد عبدالله، إن تحركات الجيش الفترة الماضية نجحت في كسر حصار كانت قوات الدعم السريع تفرضه على مقر قيادته العامة في العاصمة؛ واستعادت السيطرة على منطقة الرميلة غرب العاصمة بجانب الأجزاء الجنوبية الشرقية من ولاية الخرطوم.

وأضاف الباحث السوداني أحمد عبدالله، خلال تصريحاته الخاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن الجيش اقترب من بسط السيطرة على جسر سوبا، الرابط بين غرب وشرق الخرطوم، وهو جسر استراتيجي بالنسبة لقوات الدعم السريع حيث يربطها من شرق النيل بالخرطوم، ويمكّنها من الحركة والمناورة في هذه المنطقة، وبالتالي قد تكون المعارك فيه قوية جدًا.

السيطرة على هذا الجسر تعني إحكام السيطرة بشكل كبير على قوات الدعم السريع داخل الخرطوم، خاصة أن لديها قوات كبيرة في شرق النيل.

تواجد أوكراني ونفوذ روسي

أشارت العديد من التقارير الدولية عن اشتداد صراع النفوذ بين موسكو وكييف خارج حدود المعارك الدائرة الآن في أوكرانيا حتى وصلت أصدائها إلى إفريقيا، وهذا ما أكده الباحث أحمد عبدالله، عبر الإشارة لتصريحات العديد من قادة الدعم السريع عن العلاقات القوية مع الجانب الأوكراني.

وفي منشور على منصة إكس، وصف عمران عبدالله، مستشار قائد قوات الدعم السريع، أوكرانيا بأنها صديق قديم للشعب السوداني “الذي يقوم بالمستحيل لإنهاء الحرب في السودان في أقرب وقت ممكن”.

تمكن الجيش السوداني في الأسابيع الأخيرة من 2024، من إحكام سيطرته على عدة مواقع ونقاط تابعة لقوات “الدعم السريع” في مختلف أنحاء السودان، وخلال تلك العمليات اكتُشفت مخازن أسلحة تضم تجهيزات أجنبية وطائرات مُسيَّرة يعتقد أنها من أوكرانيا.

صراع دولي

في تلك الزاوية أوضح عبد الله، أن رصد أسلحة أو تواجد مقاتلين ووثائق تشير إلى ضلوع عسكريين أوكرانيين في النزاع السوداني ليس أمرًا جديدًا، إذ يرى كثيرون أن الحرب في السودان باتت أشبه بصراع دولي على موارد البلاد، تغذيه أطراف خارجية باستخدام جماعات مرتزقة.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر بأن القوات المسلحة السودانية عثرت عقب دخولها مدينة ود مدني، على جثمان مقاتل أوكراني، وقد تبع هذا الاكتشاف تصريحات متضاربة من المسؤولين الأوكرانيين حيال طبيعة وجود عناصر من بلادهم في السودان.

أما صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية، فقد نشرت تسجيلات مصورة توثّق ما قالت إنه عمليات عسكرية خاصة تنفذها قوات أوكرانية ضد مجموعات وصفَتها بـ”المرتزقة الروس” وحلفائهم المحليين، مشيرةً إلى أن هذا النشاط الأوكراني داخل الأراضي السودانية مستمر منذ أشهر.

زيارة لروسيا 

على الساحة السياسية، قال وزير الخارجية السوداني إن بلاده تقدر وقوف روسيا إلى جانب الشعب السوداني، في الوقت الذي يعيش فيه السودان “حربًا جدية تدور بين الجيش وقوات الرد السريع”، وجاء ذلك في إطار زيارة عمل يجريها شريف إلى روسيا، بدأت في 10 فبراير.

وزير الخارجية الروسي ونظيره السوداني

وزير الخارجية الروسي ونظيره السوداني

وأعرب وزير الخارجية السوداني علي يوسف شريف، الأربعاء، عن شكره لروسيا لدعمها بلاده في مجلس الأمن الدولي، بعرقلة محاولة إرسال قوات دولية على خلفية الحرب في السودان منذ 2023، قائلًا إن بلاده “ترحب بإحباط روسيا محاولة في مجلس الأمن لإرسال قوات دولية إلى السودان”، مشددًا على موقف الخرطوم الدائم الرافض لأي تدخل خارجي في شؤونها.

ربما يعجبك أيضا