مع اقتراب تولي الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب لمنصبه، تعمل أوكرانيا على تطوير ما يُعرف بـ”خطة النصر” لإقناع ترامب بتقديم الدعم المستمر لكييف.
وترتكز هذه الخطة على حزمة من المقترحات الاقتصادية والعسكرية التي تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي يُعرف عنها توجهها “البرجماتي” في السياسة الخارجية.
خطة أوكرانية
بحسب مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين، فإن كييف تلقّت نصائح من حلفائها في الولايات المتحدة وأوروبا بشأن كيفية صياغة مقترحات تُشجع التعاون مع أوكرانيا.
وكشفت مصادر مطلعة نقلت عنها صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية في 12 نوفمبر 2024، أن “خطة النصر” التي أعدّها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي خصيصًا لإدارة ترامب تتضمن مقترحات لتحفيز دعم الرئيس المنتخب لأوكرانيا، ويقتضي أحد المقترحات باستبدال بعض القوات الأمريكية المتمركزة في أوروبا بقوات أوكرانية بعد انتهاء الحرب.
وينطوي المقترح الثاني على منح الشركات الغربية فرصًا للاستفادة من الموارد الطبيعية الأوكرانية، وهو اقتراح يُعزى إلى السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، المقرب من ترامب.
تقليل الاستثمارات الصينية
في اجتماع بنيويورك، قدم زيلينسكي هذه الأفكار لترامب، الذي أبدى اهتمامًا بها وفقًا لشخص مطلع على الاجتماع.
كما تدرس كييف إمكانية منح ترامب “سلطة فحص الاستثمارات”، ما يمكنه من اختيار المستثمرين في أوكرانيا، وهي خطوة تهدف لجذب الاستثمارات الأمريكية والحد من الاعتماد على الصين، مما قد يعزز التعاون مع واشنطن.
تفوق روسي
رغم الاتصال الهاتفي “الممتاز” الذي أجراه زيلينسكي مع ترامب بعد فوزه في الانتخابات، إلا أن أوكرانيا وحلفاءها في الغرب لا يزالون قلقين من احتمال تخفيض الدعم العسكري الأمريكي لها.
ويأتي هذا القلق في ظل توقعات بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يحظى باليد العليا ميدانيًّا سيضغط للتوصل إلى اتفاق سلام يحقق مصالح موسكو.
وقال مصدر مطلع بحسب فاينانشال تايمز: “بوتين يعتقد أنه يسير في طريق جيد لتحقيق أهدافه، ولن يتراجع بسهولة”.
مخاوف أوروبية
يخشى المسؤولون الأوروبيون من أن يتم استبعادهم عن أي محادثات محتملة بين ترامب وبوتين، مما قد يؤثر على أمن القارة الأوروبية على المدى المتوسط، وبالرغم من أن حلفاء أوكرانيا الغربيين أبدوا استجابة فاترة تجاه “خطة النصر”، خاصة فيما يتعلق بدعوة كييف للانضمام إلى حلف الناتو وتزويدها بأسلحة متطورة، إلا أن كييف تأمل أن يكون ترامب أكثر مرونة بشأن هذه المقترحات.
وأوضح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، أولكسندر ميريزكو، أن عرض كييف لترامب يهدف إلى إظهار أن أوكرانيا ليست عبئًا على الغرب، بل شريك استراتيجي مهم، ومن جهته، رحب بوتين بفكرة التفاوض مع ترامب على تسوية محتملة، مع إبداء حذر من تعيين ترامب لأشخاص غير مناسبين لقيادة هذا الملف.
تحديات داخلية
وأشار المسؤول في صندوق الثروة السيادي الروسي، كيريل ديميتريف، إلى أن لترامب فرصة لتحسين العلاقات مع موسكو من خلال نهجه البراجماتي.
لكن يُحذر خبراء في الشأن الأوكراني من أن تقارب ترامب مع موسكو قد يعرضه لضغوط داخلية، ففي فترته الأولى، واجه ترامب اتهامات بالانحياز لروسيا، ما يثير قلق كييف من أن مقاومة هذه التهم في المستقبل قد تؤثر على مستوى دعمه لأوكرانيا.
ويتبقى أمام كييف طريق طويل لضمان استمرار الدعم الأمريكي، فيما تبقى “خطة النصر” محاولة لإقناع ترامب بأن أوكرانيا يمكن أن تكون فرصة لتحقيق “نصر” سياسي واقتصادي في نظره، وأن التعاون الوثيق معها يمكن أن يُثبت نفسه كعامل استراتيجي لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2045193