صفقة سرية بين طهران وموسكو لتخزين اليورانيوم في روسيا

شروق صبري

أبرمت روسيا صفقة سرية مع إيران عام 2022، بموجبها تُعيد لطهران اليورانيوم المخصب لاستخدامه في أسلحة غير مشروعة، فلماذا أقدمت موسكو على هذه الخطوة؟


ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران اقتربت من تخصيب اليورانيوم، لمستوى يمكنها من صنع قنبلة نووية.

وأفادت محطة “فوكس نيوز” الأمريكية، أن إيران أبرمت صفقة سرية مع روسيا في 2022، بموجبها تنقل طهران كميات من اليورانيوم الى موسكو، ويتم إعادتها حال انهيار هذا الاتفاق، فهل وضعت إيران خطة جديدة لصنع أسلحة نووية أم أن عقيدتها العسكرية تحظر استخدام أسلحة الدمار الشامل؟ كما أعلن المتحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة.

اتفاق نووي بين روسيا وإيران

قالت مصادر استخباراتية، على دراية بالمفاوضات بين موسكو وطهران، لقناة فوكس نيوز، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفق على إعادة اليورانيوم المخصب الذي حصل عليه من إيران، إذا انهار الاتفاق النووي بينهما.

وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن الاتفاق النووي السري بين روسيا وإيران، سيسمح بنقل اليورانيوم إلى برنامج طهران للأسلحة غير المشروعة في وقت لاحق.

أمريكا ترفض التعليق

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة فوكس نيوز: “لن نعلق على تقارير المخابرات السرية المزعومة”، مشيرًا إلى أن الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة) بين مجموعة (5 + 1) لم يكن على جدول أعمال المفاوضات منذ شهور.

وأشارت فوكس نيوز إلى أن أحد المكونات الرئيسية للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، هو تخزين روسيا اليورانيوم المخصب لطهران.

إعادة كل اليورانيوم المخصب إلى إيران

حسب فوكس نيوز، زعمت مصادر استخباراتية، أنه بناء على الاتفاق بين موسكو وطهران، تعهدت روسيا بإعادة كل اليورانيوم المخصب إلى إيران، إذا انسحبت الولايات المتحدة لأي سبب من الأسباب من الاتفاق النووي.

وترى فوكس نيوز، أن الأساس المنطقي لتخزين روسيا لليورانيوم، هو منع النظام من استخدام اليورانيوم لصنع «قنبلة نووية».

روسيا تلعب على الجانبين

قالت المحللة السابقة في وكالة الاستخبارات الأمريكية ربيكا كوفلر، إن من المنطقي أن توافق روسيا وإيران على هذا النوع من الصفقات.

وأضافت كوفلر، أن الروس يحاولون اللعب على كلا الجانبين. فمن ناحية، لا يريدون لإيران أن تمتلك سلاحًا نوويًا. ومن ناحية أخرى، يريدون مساعدة إيران لروسيا في الحرب الأوكرانية، حسب ما أوردت فوكس نيوز.

نفوذ بوتين

تعتقد كوفلر أن روسيا مستفادة من كونها طرفًا في خطة العمل المشتركة، إذ يمكنها التلاعب بالجانبين، كما أن بوتين سوف يصبح لديه نفوذًا أكبر، حال النظر إليه على أنه صانع صفقة، وبالتالي تعتمد عليه واشنطن أكثر مما كان.

ورأت كوفلر أن بوتين يتلاعب بخصومه، إذ يرسل إشارات للإيرانيين بأنه سيساعدهم. ومن ناحية أخرى يضغط على الولايات المتحدة للالتزام بالاتفاق كي لا تنسحب منه مرة أخرى.

trrr

ضمانات لإيران

حسب فوكس نيوز، انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، لأنه يعتقد أن خطة العمل الشاملة المشتركة فشلت في منع إيران من صنع قنبلة نووية، ولم تقيد برنامجها الصاروخي.

وعلى الجانب الآخر، يريد النظام الإيراني اتفاقًا صارمًا من إدارة بايدن يضمن أنه والإدارات الأمريكية المستقبلية لن يوقفوا خطة العمل المشتركة الجديدة. وقال البيت الأبيض إنه لا يمكنه ضمان عدم انسحاب إدارة جديدة من الاتفاق المثير للجدل.

اقتراب صنع قنبلة نووية

وعاد البرنامج النووي يتصدر المحادثات العالمية حسب فوكس نيوز، عندما قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية للكونجرس، يوم الثلاثاء 28 فبراير الماضي، إن النظام الإيراني يمكن أن يطور ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية في غضون 12 يومًا فقط.

ولطالما اختلف الخبراء حول برنامج الأسلحة النووية لإيران، وقد أدى التعاون المتزايد بين روسيا وإيران إلى تفاقم الصراع حول برنامج طهران النووي. وهو ما دفع المسؤولين لبحث سيناريوهات الأزمة.

إيران لن تخطط لصنع أسلحة نووية

قال المتحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، مجتبى بابائي، لفوكس نيوز عند سؤاله عن الصفقة السرية بين إيران وروسيا، بشأن شحنات اليورانيوم المخصب، إنه “لا توجد معلومات حول هذا الادعاء”.

وردًا على سؤال بشأن بناء الجمهورية الإسلامية لسلاح نووي، أوضح بابائي لفوكس نيوز: “إيران ليس لديها خطط لصنع أسلحة نووية لأن عقيدتها العسكرية تحظر استخدام أسلحة الدمار الشامل بأي شكل من الأشكال”.

7686

لا يمكن الوثوق بالكرملين

ذكر مدير منظمة متحدون ضد إيران النووية بالولايات المتحدة، جيسون برودسكي، أن “الصفقات الجانبية بين إيران وروسيا بشأن الملف النووي تظهر فقط مخاطر الاعتماد على موسكو كمشارك أو ضامن في ترتيب شبيه بخطة العمل الشاملة المشتركة.

وأوضح برودسكي لشبكة فوكس نيوز أن السياق الجيوسياسي تغير بشكل أساسي مع حرب أوكرانيا، وأصبح لإيران نفوذ على روسيا في عام 2023، هذا النفوذ لم يكن موجودًا في عام 2015. لأن إيران تورد لموسكو أسلحة تستخدمها في الحرب. وبالتالي لا يمكن الوثوق بالكرملين.

موت خطة العمل المشتركة

ووفقًا لفوكس نيوز، يرى برودسكي أنه لا مستقبل لخطة العمل الشاملة المشتركة التي وقعت بين مجموعة (5+1) عام 2015. وأنه قد حان الوقت لإعلان موتها، واستدعاء آلية عقوبات على إيران، والتحول إلى استراتيجية الردع.

ولفتت “فوكس نيوز” إلى أن صفقة تخصيب اليورانيوم بين إيران وموسكو، عُقدت خلال زيارة بوتين لإيران في يوليو 2022، وأنه قد عزز تحالفهما المتنامي.

تفاصيل الصفقة السرية

زعمت “فوكس نيوز” أن الرئيس بوتين الذي أجرى رحلة خاصة إلى إيران لمتابعة صفقات أسلحة بين البلدين عام 2022، وافق على الصفقة الإيرانية، لتعويض الإيرانيين على مساعدتهم له في الحرب الأوكرانية.

وحسب فكوس نيوز، انتهز الإيرانيون الفرصة في أثناء حاجة بوتين الماسة للطائرات بدون طيار وطالبوا بـ”ضمان نووي” يُمكن إيران من استعادة مخزونها من اليورانيوم، إلى مستويات التخصيب التي حافظت عليها قبل استئناف الاتفاقية.

مصالح روسية

قال مسؤولو الاستخبارات الأمريكية، حسب فوكس نيوز، إن التحايل على الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى ستؤثر على أهداف الاتفاق النووي الإيراني، لأن ذلك يقوض المصالح الأمريكية، ويمنح روسيا سيطرة فعلية على الاتفاقية النووية في الحاضر والمستقبل.

ولا تزال إدارة بايدن متمسكة بالاتفاق النووي الإيراني، الذي من شأنه أن يوفر لطهران ما يصل إلى 275 مليار دولار من الفوائد المالية خلال العام الأول من الاتفاقية، وتريليون دولار بحلول عام 2030، حسب ما ذكرت “فوكس نيوز”.

ربما يعجبك أيضا