صيغة «3+3».. هل تنجح في نزع الصراع عن جنوب القوقاز؟

وصل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى إسطنبول التركية، اليوم الجمعة 18 أكتوبر، للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية آلية التعاون الإقليمي في القوقاز.

وتأتي زيارة عراقجي إلى تركيا في إطار جولة إقليمية للتهدئة في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك للمشاركة في الاجتماع الثالث لصيغة التعاون الإقليمي 3+3 التي تهدف إلى حل أزمات جنوب القوقاز، من خلال دول روسيا وإيران وتركيا + أذربيجان وأرمينيا وجورجيا.

اجتماع صيغة 3+3 في اسطنبول

منع الحرب في القوقاز

حسب تحليل الخبير السياسي، حرير بالان، على منصة ريسبونسبل ستاتكرافت، 8 أكتوبر، فإن أذربيجان تصر على اشتراط السلام مع أرمينيا في مقابل الحصول على ممر عبر جنوب أرمينيا للوصول إلى إقليم ناخيتشيفان الأذربيجاني المنفصل جغرافيًا عن أذربيجان الأم.

وأشار بالان إلى أن القوى الإقليمية، بما في ذلك إيران والهند، قد تلعب دورًا فعالًا في إقناع روسيا بمنع أذربيجان من الاستيلاء العسكري على ممر زنكزور، والسعي بدلاً من ذلك إلى البديل السلمي، وهو حرية حركة النقل والتجارة مع الحفاظ على سيادة الدول، وكذلك عدم وقوع أي تغيير في الحدود الجيوسياسية.

صيغة 3+3

تطالب إيران بحل أزمات جنوب القوقاز في إطار الآلية الإقليمية 3+3، بما يمنع دخول أطراف أجنبية إلى حدود تلك المنطقة.

كما تحذر طهران دائمًا من وقوع أي تغيير في الخرائط الحدودية، خاصة أن فتح ممر زنكزور بين أذربيجان وأرمينيا، يسد الحدود بين أرمينيا وإيران، بجانب تهديدات أخرى للأمن القومي الإيراني.

هذا وانعقد الاجتماع الأول لمنصة التعاون الإقليمي بصيغة 3+3 في جنوب القوقاز في العاصمة موسكو في ديسمبر 2021، ثم، انعقد الاجتماع الثاني لصيغة 3 + 3 في أكتوبر 2023 في طهران، بحضور وزراء خارجية روسيا وتركيا وأذربيجان وأرمينيا وإيران.

بزشكيان مع نائب رئيس وزراء اذربيجان

بعد زيارة مسؤول أذربيجاني

أشار سفير إيران السابق في أرمينيا، سيد علي سقائيان، إلى أن اجتماع 3+3، يأتي بعد زيارة نائب رئيس الوزراء الأذربيجاني، شاهين مصطفى، إلى طهران، الاثنين 14 أكتوبر.

وهو مؤشر على جدية وجود اتفاق حل بين إيران وتركيا وأذربيجان وأرمينيا لحل أزمة ممر زنكزور، الذي يهدد بتغيير في الجغرافيا السياسية والاقتصادية بين الدول الأربعة.

وفي تحليله على منصة الدبلوماسية الإيرانية، كتب سقائيان: “تعتبر رحلة شاهين مصطفى عشية اجتماع 3+3 في تركيا خطوة فعالة للغاية لاستكمال عملية السلام بين جارتي إيران في جنوب القوقاز”.

بحر قزوين الأوسع

يبدو أن المنتدى الأوروبي الذي استضافته دولة تركمانستان، في الثالث والرابع من أكتوبر 2024، قد وضع تصورًا شاملًا لمشاركة الجميع في الممر الأوسط، بما يثني أية رؤية أحادية عن إدارة التجارة بين الشرق والغرب، خاصة في منطقة جنوب القوقاز.

فإن هذا المنتدى كان لإعلان مشروع “بحر قزوين الأوسع“، من خلال منصة تنسيق ممر النقل عبر بحر قزوين والدول المحيطة به، كبوابة عالمية للتجارة من وإلى الاتحاد الأوروبي.

ويقوم المشروع على بنية متعددة الأطراف تشمل منطقة بحر قزوين الأوسع نطاقًا، فلم يقتصر الحضور على ممثلي أوروبا وآسيا الوسطى في القمة التي عقدت في عشق آباد، بل شارك فيها ممثلون من بنك التنمية الآسيوي والبنك الدولي، فضلًا عن مسؤولين من أرمينيا وجورجيا وأذربيجان وتركيا.

اجتماع صيغة 3+3 في اسطنبول

غياب جورجيا

لا تعبر صيغة 3+3 عن رؤية متماسكة من جانب القوى المحيطة (روسيا وإيران وتركيا)، أو من جانب دول جنوب القوقاز (أذربيجان وأرمينيا وجورجيا)، فإنه بسبب الخلافات بين روسيا وجورجيا لا تشارك الأخيرة في اجتماعات الصيغة الثلاثية، بما يعبر عن رؤية غير واضحة حول جدية رسم مستقبل تلك المنطقة، بجانب الخطط الأحادية لكل قوة محيطة على حساب الأخرى.

وحسب وكالة “فارس” الإيرانية، أعلنت جورجيا، الأربعاء 16 أكتوبر، أنها لن تحضر اجتماع 3+3 المقرر عقده في تركيا اليوم الجمعة، وقد دعيت جورجيا عدة مرات للمشاركة في هذا الاجتماع، لكنها لم تنضم إليه بعد.