«طالبان في COP29».. نافذة نحو الاعتراف الدولي

«المناخ في أفغانستان».. قضية إنسانية تتجاوز السياسة

شروق صبري
طالبان

أعلنت وكالة الحماية البيئية الوطنية في أفغانستان، أن طالبان ستشارك للمرة الأولى في مؤتمر المناخ COP29 الذي تنظمه الأمم المتحدة منذ سيطرتها على أفغانستان في عام 2021.

ويُعقد مؤتمر المناخ COP29، في أذربيجان اعتبارًا من اليوم الاثنين، ويُعد أحد أبرز الفعاليات متعددة الأطراف التي ستشارك فيها طالبان رغم عدم الاعتراف الرسمي بها كحكومة شرعية لأفغانستان.

المشاركة بصفة “مراقب”

رغم أن الحكومة الحالية لطالبان غير معترف بها دوليًا، ولم يُسمح لها بتمثيل أفغانستان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد تم السماح لها بالمشاركة في المؤتمر بصفة “مراقب”.

وهو ما يعني أن وفد طالبان من وكالة حماية البيئة الوطنية سيكون قادرًا على المشاركة في النقاشات الجانبية والاجتماعات الثنائية، ولكن دون منحهم الصفة الرسمية للمشاركة الكاملة. وذلك حسب ما نشرت الإذاعة الدولية لألمانيا، دويشه فيله، أمس الأحد 10 نوفمبر 2024.

أهداف المشاركة الأفغانية

وفي تصريحات لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، قال عبد القاهر بلخي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية، إن الوفد الرسمي سيشارك في المؤتمر، في حين أكد مسؤولون دبلوماسيون أن هذا القرار جاء بعد تأجيل طويل لمشاركة أفغانستان في مؤتمرات المناخ منذ استيلاء طالبان على السلطة.

ووفق ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الامريكية أمس 10 نوفمبر 2024، فإن أبرز القضايا التي سيطرحها الوفد الأفغاني هي احتياجات أفغانستان للوصول إلى آليات التمويل الحالية المرتبطة بمواجهة التغير المناخي، وأهمية مناقشة الجهود المتعلقة بالتكيف والتخفيف من آثاره.

تحديات التغير المناخي

في تصريحاتها لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أوضحت أستاذة العلوم البيئية في جامعة كابول، حيات الله مشواني، أن أفغانستان تواجه تأثيرات سلبية جراء التغير المناخي بسبب موقعها الجغرافي وضعف سياساتها المناخية.

وأكدت أن ارتفاع درجات الحرارة نتيجة للتغير المناخي يؤدي إلى نقص في مصادر المياه ويزيد من حالات الجفاف، مما يؤثر بشكل كبير على الأنشطة الزراعية. وأضافت أن هذه التغيرات تزيد من مشاكل الأمن الغذائي وتضعف سبل العيش في البلاد.

أثر الجفاف على الأطفال والمجتمع

في أغسطس الماضي، أصدرت وكالة إنقاذ الطفولة تقريرًا يُظهر أن أفغانستان تُعد سادس دولة الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، حيث تعاني 25 من أصل 34 محافظة من الجفاف الحاد أو الكارثي، مما يؤثر على أكثر من نصف سكان البلاد. كما سجلت أفغانستان أكبر عدد من الأطفال المشردين نتيجة الكوارث المناخية حتى نهاية عام 2023.

قال استاذ العلوم البيئية من جامعة كابول، عبيد عربزاي، إن المؤتمر يمكن أن يساعد أفغانستان في الحصول على الدعم الدولي والتمويل اللازم لمواجهة تحدياتها المناخية. وأضاف أن المؤتمر يوفر فرصة لأفغانستان لعرض جهودها والتزاماتها المناخية أمام المجتمع الدولي، مما قد يساهم في تحسين سمعتها على الساحة العالمية.

قضية إنسانية

رغم التحديات السياسية التي تفرضها سيطرة طالبان، يرى مسؤولو وكالة حماية البيئة الوطنية الأفغانية أن قضية التغير المناخي يجب أن تُعامل كقضية إنسانية وليست سياسية.

فقد أشار زين العابدين عبيد، نائب رئيس الوكالة، إلى أن التغير المناخي يؤثر على أفغانستان بشكل كبير وأنه يجب على المجتمع الدولي عدم ربط هذه القضية بالأمور السياسية.

ربما يعجبك أيضا