طرد 15 دبلوماسيًّا من النرويج.. هل قضت أوروبا على التجسس الروسي؟

شروق صبري
النرويج تطرد 15 دبلوماسي روسي

قرار النرويج بطرد 15 دبلوماسيًّا روسيًّا، في أكبر عملية طرد لها على الإطلاق للدبلوماسيين الروس، وهو الأحدث في سلسلة مثل هذه التحركات، من الدول الغربية، منذ بدء الحرب.


قالت وكالة التجسس النرويجية إن طرد 15 دبلوماسيًّا روسيًّا للاشتباه في تجسسهم، قلصّ التهديد الاستخباراتي الروسي، لكنه لم يُنهه.

وذكرت رئيسة وحدة مكافحة التجسس، إنجر هوجلاند، في جهاز الأمن بالشرطة النرويجية المعروفة بـ(PST): “نحن على يقين بأنهم ضباط استخبارات روس، وأن الإجراء الذي جرى اتخاذه كان تدبيرًا جيدًا ومهمًّا”.

البعثات الدبلوماسية

قالت مجلة بولتيكو الأمريكية، يوم 13 إبريل 2023، إن النرويج طردت 15 دبلوماسيًّا من السفارة الروسية، نحو ثلث طاقم السفارة الروسية في أوسلو، لمشاركتهم في “أنشطة لا تتوافق” مع وضعهم الدبلوماسي.

وأوضحت وزيرة الخارجية النرويجية أنيكين هويتفيلدت، أن طرد ضباط المخابرات خطوة مهمة لمواجهة نشاط المخابرات الروسية الذي زاد نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضافت أن النرويج ترحب بمهام الدبلوماسيين الروس في البلاد، ولكن لن تقبل إساءة استخدام البعثات الدبلوماسية لأغراض تنفيذ أنشطة استخباراتية سرية.

إنغر هوغلاند رئيس وحدة مكافحة التجسس في جهاز الأمن بالشرطة النرويجية

إنغر هوغلاند رئيس وحدة مكافحة التجسس في جهاز الأمن بالشرطة النرويجية

طرق التجسس

نقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، عن هوجلاند قولها إن معظم الدبلوماسيين الـ15 كانوا يعملون إما في التجسس وإما في اعتراض اتصالات الهاتف والبيانات.

وأوضحت أنهم عملوا إما من خلال وكالة التجسس المدنية الروسية، عن طريق جهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، وإما من خلال جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU).

ووصفتهم هوجلاند بأنهم كانوا متخصصين في مجالات عدة، تشمل تجنيد مصادر استخبارية والتنصت والتجسس التقني والحصول على التكنولوجيا.

النرويج تطرد 15 دبلوماسي روسي

النرويج تطرد 15 دبلوماسي روسي

روسيا تتوعد

من ناحيته، أشار الضابط بجهاز الأمن بالشرطة النرويجية، داج روهيل، إلى أن القطاعات التي تهم روسيا في النرويج هي “الدفاع والنفط”.

وقال روهيل إن الأمر يتعلق بما تسهم به النرويج في القدرة الدفاعية الأوكرانية وإمدادات الطاقة لأوروبا، مضيفًا: “سنتصل بالشركات التي نعرف أن ضباط المخابرات الـ15 قد تواصلوا معها”.

وفي أول تعليق روسي على الحادثة، جاء في رسالة إلكترونية تلقتها وكالة الصحافة الفرنسية من المتحدث باسم السفارة الروسية تيمور تشيكانوف، أن روسيا تتوعد بالرد على النرويج بعد طرد 15 دبلوماسيًّا روسيًّا، قائلًا إنه “قرار غير لائق سيعقبه رد”.

ماريا زاخاروفا

ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية

طرد 400 دبلوماسي روسي

حسب بولتيكو الأمريكية، فقد قمعت أجهزة الأمن الأوروبية العديد من الجواسيس الروس المزعومين منذ شن الكرملين الحرب على أوكرانيا في فبراير 2022.

ووفقًا لمسؤولي المخابرات الغربية، طردت أوروبا نحو 400 ضابط مخابرات روسي يعملون تحت غطاء دبلوماسي، وهم يمثلون نحو نصف العدد الإجمالي الناشط في أوروبا، حسب ما أوردت المجلة الأمريكية.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن النرويج عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) العسكري، ولها حدود مشتركة مع روسيا في القطب الشمالي، بطول 198 كيلومترًا (123 ميلًا)، وكانت قد طردت ثلاثة ضباط مخابرات روسيين في إبريل من العام الماضي.

تجسس في السويد

على صعيد متصل، ألقت السويد المجاورة القبض على امرأة روسية، بتهمة التجسس في مدينة يوتيبوري ثاني أكبر مدن السويد.

وكانت المواطنة الروسية تعمل في شركة “بريمراف”، أكبر مصفاة نفط في البلاد، للاشتباه في تجسسها. وذكرت وسائل إعلام سويدية أمس الجمعة، أن القضية كانت محاطة بالسرية، إذ جرى القبض على المواطنة الروسية بعد فترة من المراقبة.

أكبر مصفاة نفط

قال المتحدث باسم مصفاة النفط “بريمراف”، داني باكتيج، لوكالة أسوشيتيد برس، إن المواطنية الروسية كانت موظفة لدى أحد مقاولينا من الباطن، حيث إن إحدى الشركات الخاصة المتعاقدة مع مصفاة النفط وظفت المشتبه بها لتعمل من الباطن مع  مصفاة “بريمراف”.

و”بريمراف” هي أكبر مصفاة نفط في السويد، ولها مصنعان على الساحل الغربي، وتمثل 80% من طاقة التكرير في البلاد. ووفقا لقناة TV4 السويدية باتت أنشطة التجسس في السويد ودول الشمال موضع تركيز خلال هذه الآونة، خاصة بعد تدهور علاقة هذه الدول بروسيا عقب الحرب التي شنتها على أوكرانيا.

وكشف القناة السويدية عن أنشطة تجسس لدبلوماسيين روس في ستوكهولم، بعد ساعات من إعلان النرويج طرد 15 دبلوماسيًّا روسيًّا بتهم التجسس، في حين لم تستبعد الخارجية السويدية اتخاذ خطوة مماثلة.

 

تجسس في بولندا

وفق أسوشيتد برس، قالت السلطات البولندية في 16 مارس 2023، إن أجهزة الأمن احتجزت أعضاء في شبكة تجسس روسية مزعومة، واتهمتهم بالتحضير لأعمال تخريب في بولندا ومراقبة طرق السكك الحديدية المستخدمة في نقل الأسلحة إلى أوكرانيا.

وقال وزير الداخلية ماريوز كامينسكي إن جهاز الأمن الداخلي اعتقل تسعة أشخاص يشتبه في تجسسهم لصالح روسيا في القضية. وأضاف أن المشتبه بهم كانوا يستعدون “لأعمال تخريبية تهدف إلى شل إمدادات المعدات والأسلحة والمساعدات لأوكرانيا”.

اقرأ المزيد: النرويج تطرد 15 دبلوماسيًّا روسيًّا بتهم التجسس

اقرأ المزيد: النرويج تعلن 15 من مسؤولي السفارة الروسية أشخاصًا غير مرغوب فيهم

 

ربما يعجبك أيضا