طهران وترامب.. نحو نسخة معدلة من الاتفاق النووي

بعودة ترامب.. ما طبيعة الاتفاق النووي المنتظر مع إيران؟

يوسف بنده

كانت قمة المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس، الذي شارك فيها نائب الرئيس الإيراني، محمد جواد ظريف حضوريًا، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلفزيونيًا، بمثابة نقطة اتفاق بين واشنطن وطهران على إدارة المصالح أولًا.

وقال الرئيس الجمهوري الذي يعمل على عقد صفقة مع إيران، الخميس 23 يناير 2025، إنه “سيكون من الجيد حل المشاكل مع إيران دون ضرب إسرائيل للمنشآت العسكرية، معربًا عن أمله في جلوس طهران على طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي.

ترامب وخامنئي 2 1

محادثات منتظرة

من المتوقع أن يعقد ترامب لقاءات خلال الأيام المقبلة لبحث ملف إيران النووي، بجانب ممارسته مزيد من الضغط عبر العقوبات والتهديد العسكري عبر إسرائيل لدفع طهران نحو طاولة المفاوضات مع واشنطن.

وكشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن أن الرئيس الجمهوري، سيكلف مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بملف إيران، ضمن جهوده لوقف الحروب في المنطقة.

ودعا مدير الذرية الدولية، رافائيل جروسي، إلى الحفاظ على الدبلوماسية بين إيران وترامب الذي انسحب خلال ولايته الأولى من الاتفاق النووي، قائلًا في دافوس: “لا غني عن هذا الحوار على الإطلاق”. كما قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش: إنه “يتعين على إيران اتخاذ خطوة أولى نحو تحسين العلاقات مع دول الشرق الأوسط والولايات المتحدة بتوضيح أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية”.

دونالد ترامب

دونالد ترامب

شكل الاتفاق

وقعت إيران على اتفاق نووي عام 2015 مع المجموعة الدولية 5+1 (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا + ألمانيا)، بينما غادر الرئيس ترامب ذلك الاتفاق عام 2015، ليتعطل تنفيذ الاتفاق وتعود القوى الغربية لفرض العقوبات الاقتصادية والمصرفية على إيران.

لكن يبقى السؤال، ما هو شكل الاتفاق الجديد بين واشنطن وطهران؟، هل العودة للاتفاق الذي غادره ترامب نفسه، أو التوصل لاتفاق جديد، يمكن أن يدفع إسرائيل وقوى إقليمية للمطالبة بتفكيك قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم، وهو ما قد يؤدي إلى فشل تلك المفاوضات مجددًا.

جروسي 4

رافائيل جروسي

نسخة مطورة

في مقابلة مع شبكة “إن دي تي في” الهندية على هامش دافوس، يوم الأربعاء 22 يناير الجاري، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إن الاتفاق النووي رغم احتفاظه ببعض السمات الإيجابية، لكنه لم يعد فعالًا في التعامل مع مسألة إيران.

وتشير تصريحات جروسي إلى وجود حاجة لاقرار اتفاق نووي جديد بين إيران والمجموعة الدولية على أساس الاتفاق القديم مع إضافة ما يجيب على التحولات الجيوسياسية في المنطقة بما يضمن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي، وهو مطلب ترامب في المقام الأول.

وقد شدد جروسي على دور المجتمع الدولي في حماية مبادئ معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. وذكر أيضًا أن أية اتفاق سيتطلب ضمانات قوية ومشاركة نشطة للوكالة لضمان الالتزام بالتزاماتها ومقرراتها. ما يعني أن أية اتفاق محتمل مع إيران سيركز على الضمانات اللازمة لحرية التفتيش النووي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما يضمن للقوى الغربية والإقليمية خضوع البرنامج النووي لإيران للتفتيش والمراقبة بشكل كامل.

ربما يعجبك أيضا