طوق النجاة.. كيف استفاد نتنياهو من الهجوم الإيراني على إسرائيل؟

بعد كارثة 7 أكتوبر.. كيف مثل هجوم إيران على إسرائيل طوق نجاة لنتنياهو؟

أحمد الحفيظ
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

منذ الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، وبدا مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قاتما، وحمله شعبه مسؤولية الإخفاق الأمني غير المسبوق الذي أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي.

إلا أن التوترات الأخيرة  التي وقعت بين إسرائيل وإيران، كانت بمثابة طوق نجاة لمستقبله السياسي ما دفع وسائل إعلام عالمية وإسرائيلية بوصف وضع نتنياهو حالاي ب”الأفضل” منذ 7 أكتوبر.

تعزيز نقاط القوة

في مقال للكاتب البريطاني باتريك كينغسلي في صحيفة “نيويورك تايمز” اليوم السبت 20 أبريل 2024، قال إن التوترات الأخيرة مع إيران دفعت إلى تحويل بعض الاهتمام الداخلي بعيدًا عن إخفاقات نتنياهو في الحرب ضد حماس، وعززت نقاط قوته مرة أخرى.

وذكر، أنه مع بداية الحرب تخلف ائتلاف نتنياهو في استطلاعات الرأي عن كتلة المعارضة بفارق كبير وكان من الأكيد أن هذا الائتلاف قد يقضى عليه في أقرب انتخابات تجرى في إسرائيل.

استطلاعات الرأي

لكن التوترات الأخيرة أظهرت أن استطلاعات الرأي تقلصت كثيرا بين نتنياهو وأكبر معارضيه ومنافسه الرئيسي بيني غانتتس، حيث استطاع الأول الحصول على نسبة تأييد بنسبة 37% مقابل 42% فقط الأخير.

وأرجع الكاتب البريطاني “التقدم المحدود” في استطلاعات الرأي إلى صراع إسرائيل مع إيران، الذي كان ذات يوم حربا سرية تحولت إلى مواجهة علنية هذا الشهر.

وقدم نتنياهو على مدار تاريخه السياسي نفسه باعتباره السياسي الوحيد الذي يتمتع بالخبرة والذكاء اللازمين للوقوف في وجه إيران وإقناع الدول الأخرى للقيام بذلك أيضًا.

ويرى الإسرائيليون بحسب كينغسلي، أن نهج نتنياهو تجاه إيران منضبط وأقل خطورة وعلى الرغم من أن بعض الأجانب يتهمونه بإشعال حرب مع إيران لمصلحته الشخصية، إلا أنه غالبا ما يُنظر إليه في إسرائيل على أنه يتأرجح بحذر بين إبقاء إيران في مأزق مع تجنب حرب صريحة.

نتنياهو لم ينته

حلل الكاتب البريطاني النكسات التي تعرض لها نتنياهو على مدار تاريخه والتي كانت كفيلة بالإطاحة به من منصبه لكنه فاجئ الجميع بالعودة

وقال إنه على مدار أكثر من ثلاثة عقود من العمل السياسي، بنى نتنياهو سمعته كشخص كان دائمًا قادرًا على استعادة تفوقه الانتخابي حتى بعد تأخره في استطلاعات الرأي.

وذكر ما حدث عندما كان زعيما للمعارضة عام 1996، بعد أن تراجع بفارق 20 نقطة بعد اغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين، الذي انتقد نهجه في التوصل إلى السلام مع الفلسطينيين، وبعد ذلك استطاع هزيمة خليفة رابين في الانتخابات العامة التي جرت عام 1996.

وشدد الكاتب البريطاني على أنه من السابق لأوانه القول أن ما حدث من تراجع استطلاعات الرأي ينذر بالنجاح في الانتخابات المقبلة، نظرا لأن هناك جبهات كثيرة مازال على نتنياهو حلها في أقرب وقت.

ربما يعجبك أيضا