تتسارع الجهود الدبلوماسية لإيقاف الحرب في غزة، إذ تتوسط مصر بين الأطراف المختلفة لتمهيد الطريق أمام هدنة جديدة تمتد 60 يومًا، تتخللها تفاهمات بشأن معبر رفح وتبادل الأسرى.
في هذا الصدد اكتسبت الجهود الإقليمية والدولية زخمًا جديدًا على إثر مساعي الوسطاء، وعلى رأسهم القاهرة، بهدف وقف الحرب وإبرام صفقة، وذلك للاستفادة من زخم وقف الهدنة في لبنان والتي بدأت الأربعاء الماضي.
الفرصة الأخيرة
في تصريحات خاصة لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، قال الدكتور ماهر صافي: “ما حدث في لبنان يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به، لتسريع الوصول لاتفاق يشمل وقف الإبادة والمجاعة في غزة”، مشددًا على ضرورة التزام الأطراف بتنفيذ الخطوات المطلوبة بجديّة.
ومؤكدًا أهمية المبادرة المصرية، حذر الخبير الفلسطيني ماهر صافي من مغبة تفاقم الموقف في القطاع بمرور الوقت. وتأتي هذه التصريحات بعد استقبال القاهرة وفود لإجراء مباحثات حول وقف القتال في غزة، وأكدت مصادر مصرية أن وفودًا من حماس وفتح والجهاد الإسلامي وصلوا القاهرة حاملين رؤى متباينة حول اليوم التالي للحرب، بما في ذلك إدارة القطاع وآلية تشغيل المعابر.
ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن هذه الجهود تهدف إلى البناء على الزخم الذي تحقق بعد وقف إطلاق النار الأخير في لبنان، وفي هذا السياق شدد ماهر صافي على أهمية المبادرة التي طرحتها القاهرة.
التنازلات ضرورية
استطرد صافي: “من الضروري أن تقدم حركة حماس بعض التنازلات للحفاظ على ما تبقى في غزة، فالقطاع يعاني المجاعة والأوبئة وظروفًا حياتية متدهورة.
وأشار إلى أن “الخيار الوحيد” المتاح أمام حماس هو قبول المبادرة المصرية التي تمثل فرصة لوقف النزيف الإنساني وإدخال المساعدات الغذائية والطبية”.
مأساة تتطلب حلاً عاجلًا
كما لفت إلى الدور المحتمل للرئيس الأمريكي جو بايدن في إقناع إسرائيل بقبول قرارات دولية تسهم في إنهاء الحرب، قائلاً: “إذا توافرت الإرادة الدولية للضغط على إسرائيل، فإن فرص الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب، تصبح أقرب من أي وقت مضى”.
طوق نجاة
أكد المحلل الفلسطيني أن الوضع في غزة تجاوز مرحلة الخطر ليصبح مأساويًا: “المجاعة تجتاح القطاع، والأمراض تنتشر بسرعة، مع نقص حاد في الغذاء والدواء”.
ورأى أنه ورغم المعارضة الداخلية من بعض القيادات الإسرائيلية مثل نتنياهو وسموتريش وبن غفير، فإن فرص وقف الحرب تتزايد بقوة. واختتم صافي تصريحاته قائلًا: “مصر تضغط بشكل مكثف لإنهاء هذا الصراع، وستفرض الحل على جميع الأطراف إذا لزم الأمر، فهذه المبادرة تمثل طوق النجاة لملايين المدنيين في غزة، وفرصة تحقيق انفراجة أصبحت أكبر من أي وقت مضى”.
أرقام صادمة
منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، أودت العمليات العسكرية الإسرائيلية بحياة أكثر من 44 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة.
كما أجبرت العمليات سكان القطاع على النزوح المتكرر، وسط دمار هائل طال البنية التحتية والمساكن.
وعلى الصعيد الدولي، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت، أن إدارة الرئيس بايدن تعمل على مدار الساعة لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، مشددًا على أن المعاناة الإنسانية في غزة يمكن أن تنتهي فورًا إذا وافقت حماس على الصفقة المطروحة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2062765