منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، شهد العالم تصاعدًا ملحوظًا في التوترات والأحداث المرتبطة بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وتجاوزت تداعيات هذا الصراع حدود الشرق الأوسط، لتؤثر على المجتمعات في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، حيث ارتفعت حوادث الكراهية والتمييز بشكل ملحوظ.
تأثير الحرب الإسرائيلية على المجتمعات الدولية
تسببت الحرب على غزة في تداعيات دولية، أبرزها ارتفاع حوادث الكراهية والتمييز في الولايات المتحدة، ومنذ اندلاع الصراع في أكتوبر 2023، شهدت البلاد زيادة ملحوظة في جرائم الكراهية ضد المسلمين والعرب.
ووفقًا لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، بلغ إجمالي الشكاوى المتعلقة بالتمييز والهجمات على المسلمين والفلسطينيين 8,061 شكوى خلال عام 2023، بزيادة 56% عن العام السابق، مما يمثل أعلى عدد مسجل منذ بدء المجلس في توثيق هذه الحوادث قبل نحو 30 عامًا.
يهودي أمريكي يطلق النار على إسرائيليين ظنًا أنهما فلسطينيان
إطلاق النار على إسرائيليين
في أحدث واقعة، اعتقلت السلطات المحلية في ولاية فلوريدا رجلًا بتهمة الشروع في القتل، الأحد 16 فبراير 2025، بعدما أطلق النار على سيارة كان بداخلها رجلان ظنّ أنهما فلسطينيان، ليتبين لاحقًا أنهما زائران إسرائيليان.
ووفقًا لموقع دائرة الإصلاح في مقاطعة ميامي ديد، فإن المشتبه به، مردخاي برافمان (27 عامًا)، احتُجز عقب الهجوم الذي وقع السبت 15 فبراير 2025، وأظهر تقرير الشرطة أن برافمان أفاد خلال استجوابه بأنه أثناء قيادته شاحنته في ميامي بيتش، رأى شخصين اعتقد أنهما فلسطينيان، فأوقفهما وأطلق عليهما النار بنية قتلهما. لكن الضحيتين لم يلقيا حتفهما، إذ أصيب أحدهما برصاصة في كتفه، بينما تعرّض الآخر لإصابة في ساعده. وأعلنت الشرطة أن الضحيتين إسرائيليان وليسا فلسطينيين.
زيادة حوادث الإسلاموفوبيا
في نوفمبر 2024، أفادت تقارير بزيادة حوادث الإسلاموفوبيا بنسبة تقارب 70% في الولايات المتحدة خلال النصف الأول من عام 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. تضمنت هذه الحوادث جرائم كراهية، وتمييز في أماكن العمل والمؤسسات التعليمية، خاصة خلال الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات.
ومن بين الحوادث البارزة، مقتل طفل فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر 6 سنوات طعنًا في إلينوي، وإطلاق النار على ثلاثة رجال من أصل فلسطيني في فيرمونت، وفي ديسمبر 2024، أعلن الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، عن استراتيجية جديدة تهدف إلى التصدي للكراهية المتزايدة ضد المسلمين والعرب في الولايات المتحدة، وذلك استجابةً للارتفاع الحاد في حوادث التمييز والعنف منذ اندلاع الحرب على غزة.
وتُظهر الأحداث والتطورات المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة مدى تعقيد وتشابك الصراعات الإقليمية وتأثيرها على الساحة الدولية، فبالإضافة إلى الخسائر البشرية والمادية في مناطق الصراع، تمتد تداعيات هذه الحروب لتؤثر على المجتمعات في مختلف أنحاء العالم، مما يستدعي جهودًا دولية مكثفة لمعالجة جذور الصراع والحد من تأثيراته السلبية على السلم والأمن العالميين.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2139833