عاصفة العنف تطال الهندوس في بنجلاديش.. من المسؤول؟

بسبب تأييد الشيخة حسينة.. الهندوس في مرمى النيران ببنجلاديش

أحمد الحفيظ

شهدت بنجلاديش مؤخراً تصاعداً مقلقاً في الهجمات الموجهة ضد الأقلية الهندوسية، وهو أمر بات يثير تساؤلات عميقة حول الدوافع وراء هذه الأعمال العنيفة وتداعياتها على النسيج الاجتماعي والسياسي في البلاد.

فبعد رحيل الشيخة حسينة عن السلطة، بعد مظاهرات عنيفة، أصبح الهندوس هدفاً غير متوقع لحملة من العنف، مما يثير تساؤلات حول العوامل التي تقف وراء هذا التحول الخطير.

الفراغ السياسي

رحيل الشيخة حسينة عن السلطة قد يخلق فراغاً سياسياً استغله بعض المتطرفين لترويج خطاب الكراهية والعنف، مستهدفين الأقلية الهندوسية ككبش فداء.

ففي ظل غياب قيادة قوية قادرة على فرض القانون والنظام، قد يشعر المتطرفون بأن لديهم حرية أكبر للتحرك وتنفيذ أجنداتهم، وعلى مدار التاريخ بعد أي ثورة أو مظاهرات ضد النظام، تأتي خلفها مباشرة حملة عنيفة ضد الأقليات.

تأييد حسينة

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها نشرته اليوم الخميس 8 أغسطس 2024، فلطالما كان هناك تصور بأن الأقلية الهندوسية تدعم الشيخة حسينة، التي استقالت من منصبها وهربت من البلاد بعد انتفاضة شعبية.

وتسبب هذا الدعم في غضب شعبي ضد هذه الطائفة مما زاد من حدة الهجمات ضدهم بشكل عنيف.

و استهدف مثيرو الشغب الهندوس، فأحرقوا منازلهم وخربوا معابدهم، وتضاعفت المخاوف من وقوع المزيد من الهجمات في غياب الحكومة ومع تراجع إنفاذ القانون عن الأنظار في العديد من أجزاء البلاد.

الاستقطاب الطائفي

الصراع الطائفي له تاريخ طويل في بنجلاديش، وقد تم استغلاله من قبل بعض القوى السياسية لتحقيق مكاسب انتخابية أو لتوجيه الانتباه بعيداً عن القضايا الاقتصادية والاجتماعية الملحة.

ومن خلال تأجيج العنف الطائفي، يمكن تحويل الانتباه عن تراجع الأداء الحكومي في معالجة المشاكل الحقيقية التي يعاني منها المواطنون.

التدخلات الخارجية

لا يمكن استبعاد دور القوى الخارجية في تأجيج الصراع الطائفي في بنجلاديش، فبعض الدول قد تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد لتحقيق أهداف جيوسياسية خاصة بها.

فمن خلال دعم الجماعات المتطرفة وتوفير الموارد المالية والإعلامية لها، يمكن لهذه الدول أن تساهم في زيادة حدة التوتر الطائفي وتقويض وحدة النسيج الاجتماعي.

تداعيات خطيرة

تشكل هذه الهجمات تهديداً خطيراً لوحدة النسيج الاجتماعي في بنجلاديش، حيث تساهم في تعميق الانقسامات الطائفية وتقويض الثقة المتبادلة بين مختلف المكونات الدينية.

و تساهم هذه الأحداث في تدهور صورة بنجلاديش على الساحة الدولية، مما قد يعزلها عن المجتمع الدولي ويصعب عليها الحصول على الدعم المطلوب لمعالجة مشاكلها.

ربما يعجبك أيضا