عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. محطات بارزة في ميدان المعركة

آية سيد
الحرب الروسية الأوكرانية

يتزامن يوم الجمعة، 24 فبراير 2023، مع مرور عام على الحرب الروسية الأوكرانية، أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ويستعرض التقرير التالي أهم التطورات في ميدان المعركة.


أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعليق مشاركة بلاده في معاهدة “نيو ستارت” مع الولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية.

وجاء هذا الإعلان في خطاب حالة الأمة، الذي ألقاه أمس الأول الثلاثاء 21 فبراير 2022، قبل 3 أيام من الذكرى الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، التي شهدت تطورات ميدانية وعسكرية بالغة التعقيد، وتحولت إلى حرب استنزاف طاحنة.

حشد القوات

بدأت روسيا، منذ أكتوبر 2021، حشد قوة عسكرية ضخمة على الحدود مع أوكرانيا. وفي يناير وفبراير من العام 2022، عززت وجودها العسكري حول أوكرانيا، عبر نشر قوات ومعدات جديدة في عدة مناطق، منها القرم، وبيلاروسيا، وبالقرب من شرقي أوكرانيا.

وفي 21 فبراير 2022، اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، الخاضعتين لسيطرة انفصاليين موالين لروسيا، عن أوكرانيا، وأمر القوات الروسية بدخول المنطقة، حسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

بدء الحرب

أمر بوتين قواته، صباح الخميس 24 فبراير 2022، بدخول الأراضي الأوكرانية عبر البر والبحر والجو، في ما وصفه بـ”عملية عسكرية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا، وتطهيرها من القوميين، ووقف توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، حسب وكالة أنباء رويترز.

ودخلت القوات الروسية من 3 محاور، من بيلاروسيا شمالًا لاستهداف العاصمة كييف، ومن الشمال الشرقي لاستهداف مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، ومن القرم والجنوب الشرقي لاستهداف خيرسون ولوغانسك ودونيتسك.

ووفق “نيويورك تايمز”، ضربت القوات الروسية المنشآت العسكرية والدفاعات الجوية الأوكرانية بصواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى، وأطلقت صواريخ بحرية من أسطولها الحربي في البحر الأسود.

عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. محطات بارزة في ميدان المعركة

خريطة توضح محاور الهجوم الروسي

تغيير الأهداف

واجه الجيش الروسي مقاومة شرسة من الأوكرانيين، ما أبطأ تقدمه نحو كييف وخاركيف. واستمر القتال في ضواحي منطقة كييف، في مدن مثل بوتشا، حيث ارتكبت القوات الروسية ما وصفته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية بأنه جرائم حرب. وبعد الفشل في الاستيلاء على كييف، حولت القوات الروسية تركيزها نحو الشرق والجنوب.

وحسب نيويورك تايمز، أصبحت خيرسون أول مدينة أوكرانية كبيرة تسيطر عليها روسيا في الحرب. واستولت القوات الروسية على جزيرة الثعبان، التي تقع في موقع استراتيجي في البحر الأسود قبالة ميناء أوديسا، ومحطة زابوروجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا، ومدينة ماريوبول، الواقعة بين إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.

وسعت روسيا للاستيلاء على إقليم لوغانسك في الشرق، عبر التقدم نحو سيفيرودونيتسك وليستشانسك. وفي شهر يونيو، غيرت روسيا استراتيجيتها عبر إعادة نشر قواتها للتركيز على أهداف محدودة، ما جعلها تكتسب الزخم وتحقق مكاسب مهمة. وفي يوليو، سقطت ليستشانسك في أيدي الروس، بعد أسابيع من القتال الدموي.

منظومة «هيمارس»

عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. محطات بارزة في ميدان المعركة

صواريخ هيمارس الأمريكية

فور اندلاع الحرب، سارعت الدول الغربية إلى إمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية لصد الهجوم الروسي. واستطاعت القوات الأوكرانية تحقيق بعض المكاسب، مثل إغراق الطراد موسكوفا، في إبريل 2022، واستعادة جزيرة الثعبان، التي تقع قبالة مدينة أوديسا الاستراتيجية، في يونيو، وفق نيويورك تايمز.

وفي خطوة غير مسبوقة، وافقت الولايات المتحدة، في يونيو الماضي، على إرسال منظومات راجمات الصواريخ سريعة الحركة هيمارس، التي يمكنها ضرب أهداف بعيدة المدى بدقة، لكن بعد الحصول على تأكيدات أوكرانية بعدم استخدامها لاستهداف الداخل الروسي.

هجوم مضاد

في أثناء تركيز روسيا هجومها على الشرق، بدأت القوات الأوكرانية سلسلة من الهجمات المضادة الناجحة على عدة مواقع روسية جنوبي أوكرانيا، وتمكنت من استعادة بعض الأراضي في منطقة خيرسون، وفق نيويورك تايمز.

وفي أغسطس، أعلنت أوكرانيا رسميًّا شن هجوم مضاد في خيرسون، ونشرت منظومات أسلحة غربية، مثل هيمارس، لاستهداف البنية التحتية العسكرية الروسية. وهاجمت أيضًا قاعدة جوية روسية في القرم. وفي شهر يونيو ذاته، شنت هجومًا على مقر قيادة أسطول البحر الأسود الروسي في مدينة سيفاستوبول.

تعبئة عسكرية

في سبتمبر 2022، وقع بوتين مرسومًا بفرض تعبئة عسكرية جزئية، وأعلن أيضًا ضم 4 مناطق أوكرانية، هي لوغانسك ودونيتسك ومعظم خيرسون وزابوروجيا، تحت المظلة النووية الروسية.

وفي الشهر ذاته، استعادت أوكرانيا معظم خاركيف، شمال شرقي أوكرانيا، وامتلكت زمام المبادرة في الحرب. وفي 1 أكتوبر، بعد يوم من إعلان الضم، أعلنت القوات الأوكرانية استعادتها مدينة ليمان الاستراتيجية، شرقي أوكرانيا.

دخول «فاجنر» على الخط

عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. محطات بارزة في ميدان المعركة

يفجيني بريجوزين

أشارت عدة تقارير إلى قتال مرتزقة مجموعة فاجنر شبه العسكرية إلى جانب القوات الروسية النظامية في أوكرانيا، وارتكابهم جرائم حرب ضد المدنيين. وفي سبتمبر 2022، اعترف الأوليجارش الروسي يفجيني بريجوزين، المعروف بـ”طباخ بوتين”، بتأسيسه للمجموعة في 2014، بعد سنوات من نفي علاقته بها.

وانتشرت عدة مقاطع فيديو لبريجوزين وهو يخاطب سجناء روس، ويعدهم بمنحهم العفو مقابل قضاء 6 أشهر في الخدمة العسكرية، مقدمًا نفسه على أنه “ممثل لشركة فاجنر”.

مكاسب أوكرانية

في مطلع أكتوبر الماضي، وقع انفجار على جسر كيرتش، الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، ويعد شريانًا رئيسًا للقوات الروسية التي تسيطر على معظم منطقة خيرسون، الواقعة جنوبي أوكرانيا، ولميناء سيفاستوبول البحري الروسي.

عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. محطات بارزة في ميدان المعركة

تفجير جسر كيرتش

ولاحقًا في الشهر نفسه، تعرض أسطول البحر الأسود الروسي لهجوم ضخم بالطائرات والزوارق المسيّرة. وتحت الضغط العسكري، انسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون، على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو، في نوفمبر، في انتصار كبير لأوكرانيا.

المسيّرات الإيرانية

ردًّا على نجاحات أوكرانيا في الحرب، بدأت روسيا حملة لاستهداف البنية التحتية للطاقة الأوكرانية، عن طريق تكثيف الضربات والقصف الجوي لمنشآت الطاقة في كييف وعدة مناطق أخرى، ما تسبب في خروج نصف البنية التحتية للطاقة عن الخدمة.

واستعانت موسكو بالمسيّرات الإيرانية، من طراز شاهد-136، في ضرب الأهداف المدنية داخل أوكرانيا. وأشارت تقارير إلى وجود صفقة بين إيران وروسيا، تزود طهران بموجبها موسكو بمسيّرات وصواريخ، مقابل الحصول على طائرات سو-35 الروسية.

منظومة «باتريوت»

عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. محطات بارزة في ميدان المعركة

صواريخ باتريوت

بعد اشتداد الهجمات الروسية على منشآت الطاقة الأوكرانية، وافقت الولايات المتحدة، في ديسمبر الماضي، على تزويد كييف بمنظومات باتريوت الدفاعية المتطورة.

وتمتلك منظومات باتريوت القدرة على إسقاط صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية قصيرة المدى، والطائرات، على ارتفاع أعلى بكثير من المنظومات الأخرى التي تلقتها أوكرانيا سابقًا.

إرسال الدبابات

في ظل التكهنات باستعداد روسيا لشن هجوم كبير في ربيع 2023، بذلت أوكرانيا جهودًا حثيثة لإقناع الحلفاء بتزويدها بأسلحة أكثر تقدمًا، مثل الدبابات وصواريخ الدفاع الجوي.

وفي مطلع يناير 2023، أعلنت فرنسا إرسال مركبات قتالية خفيفة من طراز “إيه إم إكس-10 آر سي” إلى أوكرانيا، ثم تبعتها ألمانيا والولايات المتحدة بإعلان إرسال مركبات “ماردر” و”برادلي” القتالية. وأعلنت بريطانيا أنها بصدد إرسال 14 دبابة “تشالنجر 2” إلى أوكرانيا.

وبعد التعرض لضغوط شديدة، وافقت برلين أخيرًا على تزويد كييف بدبابات “ليوبارد 2” الألمانية، والسماح للدول الأخرى بإرسال الدبابات ألمانية الصنع لأوكرانيا، ثم أعلنت واشنطن موافقتها على إرسال دبابات “أبرامز” الأمريكية. وأبدت فرنسا استعدادها لإرسال دبابات “لوكلير” الفرنسية.

عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. محطات بارزة في ميدان المعركة

دبابات ليوبارد الألمانية

الطائرات المقاتلة

انقسمت مواقف الحلفاء بشأن إرسال المقاتلات التي تطالب بها أوكرانيا للتمكن من حسم المعارك. وفي 30 يناير 2023، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده لا تستبعد إرسال مقاتلات، بشرط عدم استخدامها لمهاجمة الأراضي الروسية، وألا تؤدي إلى إضعاف إمكانيات الجيش الفرنسي.

عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. محطات بارزة في ميدان المعركة

مقاتلات إف- 16

وفي السياق ذاته، لفت رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، إلى عدم وجود محظورات بشأن الدعم العسكري لأوكرانيا، في إشارة إلى إمكانية إرسال المقاتلات. وقال أندريه يرماك، وهو أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إن بولندا مستعدة لإرسال طائرات إف-16 إلى أوكرانيا.

وعلى الجانب الآخر، استبعد المستشار الألماني أولاف شولتز، مثل هذه الخطوة. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن واشنطن لن ترسل طائرات إف-16 إلى أوكرانيا. وصرح وزير الدفاع البريطاني بن والاس، بأن بلاده لن ترسل طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا في أي وقت قريب، ولن تخاطر بإرسال طياريها في وقت الحرب.

تقدم روسي

حققت القوات الروسية بعض الانتصارات في شهري يناير وفبراير 2023. وتشهد مدينة باخموت، على وجه التحديد، معارك طاحنة بين الطرفين. وفي 25 يناير الماضي، أعلن حاكم منطقة دونيتسك الموالي لروسيا دينيس بوشيلين، أن وحدات تابعة لمجموعة فاجنر الروسية، تتقدم في الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة الأوكرانيين.

وفي اليوم ذاته، أعلنت القوات الأوكرانية انسحابها من مدينة سوليدار، بعد أسبوعين من إعلان روسيا سيطرتها على المدينة وبعض المناطق المجاورة لها. لكن القوات الأوكرانية تُظهر مقاومة شرسة في باخموت، ما دفع رئيس فاجنر للتصريح، في منتصف فبراير الحالي، بأن المدينة لن تسقط قريبًا في أيدي الروس.

ربما يعجبك أيضا