بعد عام من الحرمان والجوع، وصول شحنة صغيرة من التفاح إلى غزة يُظهر حجم المأساة المستمرة للسكان.
تعيش معظم العائلات في غزة ظروف غذائية سيئة، ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن غالبية سكان القطاع، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، يعانون من الجوع الشديد.
وأدى الاعتماد على الطعام المعلب لأشهر إلى تدهور الحالة الصحية للعديد منهم، فالوضع يزداد سوءًا بسبب نقص الوصول إلى الفواكه والخضروات الطازجة والبروتينات، مما يترك آثارًا صحية خطيرة على السكان.
شحنة نادرة من الفاكهة واللحوم
شهدت الأسابيع الأخيرة تحسنًا طفيفًا لبعض العائلات في شمال غزة، حيث تمكنت بعض منظمات الإغاثة من إيصال شحنات نادرة من الفاكهة الطازجة واللحوم المجمدة. كانت هذه الشحنات الأولى التي تصل إلى بعض الأسر منذ أشهر، وذلك بعد صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات نتيجة القصف المستمر والمعارك.
تشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد دخل مدينة رفح في مايو بهدف القضاء على حركة حماس، مما أجبر العديد من منظمات الإغاثة على نقل عملياتها بعيدًا عن المدينة الجنوبية، التي كانت تمثل مركزًا رئيسيًا لإدارة العمليات الإغاثية، وفق صحيفة وول ستريت جورنال.
تأثيرات الإغلاق والقيود
على الرغم من التأكيدات الإسرائيلية على أن سياسات إدخال المساعدات لم تتغير، أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن حجم المساعدات التي دخلت غزة قد تراجع بشكل كبير منذ مايو 2024. في أغسطس، سجل أدنى عدد من الشاحنات التي دخلت القطاع مقارنة بالأشهر السابقة. دخل حوالي 1600 شاحنة فقط في أغسطس، مقارنة بـ 3000 شاحنة في يوليو و2500 شاحنة في يونيو.
تشير الأرقام إلى أن عدد المهمات الإنسانية التي سمحت بها إسرائيل في جنوب غزة قد انخفض بنسبة 28% في أغسطس، في حين زادت تلك التي تدخل شمال القطاع بنسبة 10%.
فرحة مؤقتة
بالرغم من وصول بعض شحنات الغذاء، فإن الوضع لا يبشر بانتهاء الأزمة الغذائية في القطاع. أرواح العديد من الفلسطينيين باتت تعتمد على هذه المساعدات، ومع ذلك فإنها لا تكفي لسد الحاجات اليومية. وأوضحت تقارير أن المحاولات لإدخال المساعدات من طرق بديلة غير معبر رفح غالبًا ما باءت بالفشل، بينما فشلت العمليات الجوية المكلفة من الولايات المتحدة وحلفائها في حل الأزمة.
تشير التقارير أيضًا إلى أن العديد من التحديات اللوجستية تحول دون توزيع اللحوم والمواد الطازجة بكفاءة، نظرًا لانقطاع الكهرباء المتكرر في القطاع. أضاف ستيف فيك، المتحدث باسم منظمة “الإغاثة الأمريكية للشرق الأدنى”، أن الحاجة للحفاظ على سلسلة تبريد مستمرة كان أحد الأسباب الرئيسية لتأخير توزيع اللحوم المجمدة.
الحاجة للمزيد من الدعم
في غزة، حيث الحصول على الطعام الطازج يعتبر ترفًا غير متاح للجميع، كانت عائلة هيثم دلو تعاني من تناول الطعام المعلب على مدار عام تقريبًا. يعكس فرح أطفاله الصغار، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و6 و10 سنوات، بعد أن اكتشفوا وصول الفواكه الطازجة، حجم المعاناة التي تواجهها العديد من العائلات في القطاع.
قال دلو: “أطفالي كانوا في غاية السعادة لرؤية التفاح لأول مرة منذ تسعة أشهر”، مشيرًا إلى أن الفرحة التي شعر بها أبناؤه تعكس حجم الأزمة الغذائية.
نقص إمدادات الغذاء
في هذه الأثناء، يظل السكان في غزة في انتظار المزيد من المساعدات. عائلة أخرى في شمال غزة، مثل عائلة أروا سليمان، حصلت على دجاجة واحدة لأول مرة منذ بدء الحرب. كانت هذه الدجاجة كافية لتقسيمها بين تسعة أفراد من العائلة، الذين كانوا يعيشون على الطعام المعلب لشهور.
قالت أروا سليمان: “تناولنا الدجاجة يوم الجمعة، فهو اليوم الذي كنا نعد فيه الوجبات الخاصة قبل الحرب.”
مستقبل غامض للإمدادات الغذائية
على الرغم من أن بعض المساعدات قد وصلت مؤخرًا، إلا أن استمرارية وصولها أو زيادتها لا تزال غير مؤكدة.
ويعاني القطاع من إغلاق المعابر الحدودية، إلى جانب تحديات كبيرة في توزيع المواد الغذائية الطازجة بسبب انقطاع الكهرباء المستمر وقلة الثلاجات اللازمة للحفاظ على اللحوم.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1980368