عباس يهاجم الاتحاد الأوروبي ويلومه في تعثر الانتخابات الفلسطينية

إسراء سلوم
عباس يهاجم الاتحاد الأوروبي

يعاني عباس من إحباط بشأن الطريقة التي يتصرف بها الاتحاد الأوروبي تجاه المحاولة الفلسطينية الأخيرة لإجراء انتخابات.


شن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (أبومازن)، هجومًا حادًا على مسؤولي الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أنهم فشلوا في الوفاء بوعودهم.

وحسب ما نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، اليوم الثلاثاء 19 سبتمبر 2023، قال عباس إن الاتحاد الأوروبي ضغط عليه لإجراء انتخابات ووعده بالضغط على إسرائيل لإقناعها بالسماح بالاقتراع في القدس الشرقية، لكنه فشل في تحقيق ذلك.

عباس يهاجم الاتحاد الأوروبي

عباس يهاجم الاتحاد الأوروبي

الوعود الأوروبية «مجرد كلام»

نقلت الصحيفة العبرية عن شخصين حضرا الاجتماع السنوي، الذي يعقده عباس، مع قادة الجالية الفلسطينية الأمريكية، على هامش وجوده بمدينة نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه اعتبر الوعود والتعهدات الأوروبية “مجرد كلام”.

وقال عباس، في الجلسة الخاصة، التي عقدت مساء أمس الاثنين، إن بروكسل فشلت في متابعة الضمانات لمساعدة رام الله بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في العام 2021، واصفًا مسؤولي الاتحاد الأوروبي “أنهم حيوانات”.

اقرأ أيضًا: اتساع الاحتجاجات في السويداء بسوريا

وعود الاتحاد الأوروبي

قال المصدران، اللذان لم تكشف الصحيفة عن هويتهما، إن عباس يعاني إحباط بشأن الطريقة التي يتصرف بها الاتحاد الأوروبي تجاه المحاولة الفلسطينية الأخيرة لإجراء انتخابات.

وقال عباس للحاضرين إن كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي تواصلوا معه في العام 2020 بشأن إجراء انتخابات الرئاسة والبرلمان، التي لم تعقد منذ عامي 2005 و2006 على التوالي، وقال حينها لمسؤولي الاتحاد الأوروبي إنه ملتزم بإجراء الانتخابات، لكنه لن يفعل ذلك، إلا إذا وافقت إسرائيل على إجراء الاقتراع في القدس الشرقية.

الضغط على إسرائيل

اتخذت إسرائيل، منذ فترة طويلة، خطوات لمنع نشاط السلطة الفلسطينية في القدس الشرقية، وقال عباس إن ممثلي الاتحاد الأوروبي تعهدوا له بالضغط على إسرائيل في هذا الشأن، وفي غضون ذلك، أصدر عباس مرسومًا في يناير 2021، يحدد فيه إجراء الانتخابات البرلمانية في مايو، والانتخابات الرئاسية في يوليو التالي.

ولكن عباس أوضح أن بروكسل لم تتمكن من إقناع إسرائيل، التي قادتها في ذلك الوقت حكومة تصريف أعمال برئاسة، رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، الذي رفض التوقيع علنًا ​​على قرار بالسماح بإجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس الشرقية.

إلى أجل غير مسمى

قال عباس إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي حثوه على إجراء الانتخابات على أي حال، وجعل الفلسطينيين بالقدس الشرقية يصوتون عبر البريد “كما فعلوا في الماضي”، لذا أعلن عباس حينها في إبريل 2021، تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، متذرعًا برفض إسرائيل علنًا السماح ​​​​بالتصويت في القدس.

ونقلت تايمز أوف إسرائيل عن الممثل الشسابق للاتحاد الأوروبي لدى السلطة الفلسطينية، سفين كون فون بورجسدورف، قوله: “حجتي للرئيس عباس هي ولا تزال: كيف تمنح إسرائيل حق النقض بشأن ما إذا كان بإمكانك الاحتفاظ بحقك في تقرير المصير السياسي أينما ومتى تريد؟”

اقرأ أيضًا| «فاجنر» تستعد لتسليم مواقعها في أوكرانيا لقوات قديروف

أقوال دون أفعال

قال أبومازن إنه أبلغ الاتحاد الأوروبي بأنه لن يتزحزح عن هذه القضية، وانتقد بروكسل كونها “تتحدث فقط ولا تفعل أكثر من ذلك، وتفشل في تنفيذ ما تقوله”.

في حين رأى المحللون إن قرار الرئيس الفلسطيني كان له علاقة أكبر بالانقسامات داخل حركة فتح، التي يتزعمها، والمخاوف من أن حماس ستحقق مكاسب كبيرة، إذا مضت الانتخابات قدمًا، ودللوا على ذلك بأن السلطة عقدت الانتخابات البلدية في عامي 2017 و2021، رغم رفض إسرائيل السماح بإجرائها في القدس الشرقية أيضًا.

حل الدولتين

حسب بيان نشرته وكالة أنباء وفا الفلسطينية، أطلع عباس قادة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة على التطورات في الأرض المحتلة، وكذلك جهود رام الله الدبلوماسية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وسط معارضة إسرائيلية.

وجدد عباس موقف السلطة الفلسطينية الداعم لحل الدولتين على أساس خطوط ما قبل عام 1967، وشكر الجالية الفلسطينية الأمريكية على دعم القضية الوطنية.

عباس المثير للجدل

العام الماضي، أثار للقاء عباس مع الجالية الفلسطينية في أمريكا جدلًا أيضًا، ونشرت تايمز أوف إسرائيل تسجيلًا لعباس وهو يصف وزير الخارجية الأمريكي بـ”الصبي الصغير”، لفشله في الضغط على إسرائيل لتحقيق السلام.

وأظهر استطلاع للرأي أجري في سبتمبر 2021 أن 80% من الفلسطينيين يريدون استقالة عباس البالغ 87 عامًا، ويرى عدد متزايد من المناصرين الفلسطينيين البارزين أن تصريحات عباس العلنية والخاصة ألحقت الضرر بحركتهم الوطنية.

ربما يعجبك أيضا