قام وزير خارجية تركمانستان، رشيد ميريدوف، بزيارة إلى العاصة الإيرانية طهران، الأربعاء 12 فبراير 2025، وذلك بعد يوم من التوقيع على اتفاق غاز بين بلاده وتركيا.
وتقوم إيران بتطبيق سياسة مقايضة مع جيرانها في الشمال لإيصال غازهم إلى مستهلكين جدد، حيث تنقل غاز تركمانستان إلى أذربيجان وإلى العراق، وأخيرًا إلى تركيا في إطار عملية تبادل مع الغاز الإيراني، وذلك في ظل العقوبات الغربية التي تعاني منها طهران ولا تساعدها على دفع مستحقات الدول الخارجية.
وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بايراكتار
اتفاق غاز مع تركيا
أعلن وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بايراكتار، على منصة إكس، الثلاثاء 11 فبراير 2025، أن الغاز التركماني سيصل إلى تركيا بعد الاتفاق بين شركتي بوتاش التركية وتركمانغاز التركمانية.
وأضف الوزير التركي، “من المقرر أن يبدأ تدفق الغاز في 1 مارس 2025، ومن خلال الاتفاقية التي نعمل عليها منذ سنوات عديدة، سنعزز أمن إمدادات الغاز الطبيعي لبلدنا ومنطقتنا، مع تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين”.
ويأتي الاتفاق بعد التوقيع على مذكرة تفاهم تم التوقيع عليها في شهر مارس 2024 بحضور الرئيس التركي، رجب أردوغان ورئيس تركمانستان قربان قولي بردي محمدوف في أنطاليا التركية، وذكرت وسائل إعلام تركية، أن الاتفاق سيتضمن في البداية تسليم نحو ملياري متر مكعب من الغاز التركماني إلى تركيا، بهدف تعزيز الإمدادات السنوية إلى 15 مليار متر مكعب في العقدين المقبلين.
رئيسا تركيا وتركمانستان
سد عجز إيران
رغم كونها صاحبة ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم، إلا إن إيران تعاني من عجز يومي يبلغ نحو 300 مليون متر مكعب من الغاز، وهو ما يدفعها إلى اللجوء إلى جيرانها الشماليين لتعويض ذلك العجز، بجانب استفادتهم من أنابيب النقل الإيرانية لإيصال الغاز إلى دول أخرى.
وحسب تقرير وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا)، يمكن أن تجني إيران، باعتبارها البلد الذي سيمر من خلاله هذا الخط، فوائد اقتصادية وسياسية كبيرة من هذا الاتفاق. مثل الحصول على حق الترانزيت وزيادة النفوذ الإقليمي، وهي من الفوائد الرئيسية لهذه الاتفاقية بالنسبة لطهران.
كما أن الغاز التركماني سيدخل إلى إيران وسيتم استهلاكه في المناطق الشمالية الشرقية من البلاد. وستقوم إيران بتسليم نفس الكمية من الغاز المستورد إلى تركيا في غرب البلاد. وبهذه الطريقة سيتم حل مشكلة انخفاض ضغط الغاز في شمال شرق إيران. ومن شأنه أيضًا أن يخفض التكلفة المرتفعة لنقل الغاز من الخليج جنوب إيران إلى حدودها الشمالية.
تنافس جيوسياسي
لجأت تركمانستان إلى نقل غازها إلى تركيا عبر الأراضي الإيرانية، وليس عبر خط أنابيب يعبر مياه بحر قزوين نحو أذربيجان، وذلك بعد معارضة كل من روسيا وإيران لذلك المشروع، خشية من تأثيره على مكانتهما الجيوسياسة. إذ تسعى تركيا باعتبارها واحدة من المراكز الرئيسية لنقل الطاقة نحو أوروبا، إلى تعزيز موقعها كمركز رئيسي للغاز. كما تسعى تركمانستان التي تصدر معظم غازها إلى الصين، للدخول إلى سوق أوروبا عبر تركيا.
كما أن روسيا في ظل العقوبات الغربية المفروضة على صادراتها لا تقبل أن تكون تركمانستان بديلًا لها، بعدما أصبح الغاز الروسي يصل إلى تركيا عبر خط أنابيب “ترك ستريم” ومن هناك إلى أوروبا.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2137039