عبر منغوليا.. روسيا تحافظ على ممرها الدولي بين الصين وأوروبا

موسكو تحافظ على مكانة ممرها التجاري الدولي الشمالي

يوسف بنده

في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا، تضرر الممر التجاري الدولي الشمالي الذي يربط بين الصين وأوروبا عبر الأراضي الروسية.

وتعزز الاهتمام بالممر الأوسط الذي يصل بين أسيا وأوروبا عبر دول أسيا الوسطى ودول جنوب القوقاز وصولًا إلى جورجيا أو إيران أو تركيا. لكن تُظهر التحركات الروسية، أن موسكو تسعى للحفاظ على أهمية ممرها الشمالي لتعزيز مكانتها الجيوسياسية كممر دولي للربط بين أوروبا الشرقية ودول أسيا.

الممر الأوسط 2

أزمة أوكرانيا

حسب تقرير موقع بازار الاقتصادي الإيراني، الثلاثاء 3 ديسمبر 2024، فقد أدت التغيرات الجيوسياسية التي حدثت بعد عام 2022 إلى زيادة الأهمية الاستراتيجية للممر الأوسط بالنسبة للصين بشكل كبير. فإن الاضطراب في سلسلة التوريد العالمية، والذي يرجع في المقام الأول إلى الصراعات الدولية، إلى جانب الأهمية المتزايدة للممر الأوسط لتجارة بين الاتحاد الأوروبي والصين، دفع بكين إلى تبني نهج أكثر استباقية في التفاعل مع دول هذا الممر.

على سبيل المثال، وقعت الصين وكازاخستان اتفاقيات بشأن تطوير الممر الأوسط خلال قمة الصين وآسيا الوسطى في مايو 2023. وتدعم تلك العقود أيضًا تطوير المراكز اللوجستية لاستيعاب حجم العبور الإضافي على طول الطريق. أيضًا وقعت الصين اتفاقية جديدة مع جورجيا لتعزيز الممر الأوسط بشكل مشترك.

وخلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في يوليو 2024، أنشأت الصين شراكة استراتيجية مع أذربيجان للإعلان عن استعدادها للمشاركة بنشاط في تطوير واستخدام الممر الأوسط عبر قزوين وتعزيز التعاون مع أذربيجان.

الممر الأوسط 1

تقليل المخاطر

تسعى الصين لتنويع ممراتها نحو أوروبا من أجل خطر الاعتماد على ممر واحد قد يتعرض لأية توترات أمنية. فإن مشاركتها الرسمية في المشروع المشترك متعدد الوسائط للممر الأوسط الذي أنشأته كازاخستان وأذربيجان وجورجيا من خلال شركة نقل الحاويات بالسكك الحديدية الصينية (CRTC) يوضح نية بكين لتنويع طرق الشحن وتقليل المخاطر الجيوسياسية.

فقد أدت العقوبات المفروضة على روسيا في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية إلى انسحاب شركات الاتحاد الأوروبي من روسيا وجعلت الشحن عبر الممر الشمالي أكثر صعوبة. وقد أدت القيود المفروضة على التأمين على الشحنات، والعقوبات المفروضة على القطاع المصرفي الروسي، وتزايد عدم اليقين في السياسة الداخلية في روسيا، إلى تثبيط الشركات الأجنبية عن استخدام هذا الطريق.

وبعيداً عن التطورات الجيوسياسية، فقد ساعد حل صراع ناغورنو كاراباخ أيضاً على خلق بيئة مواتية في جنوب القوقاز، كما أدى إلى زيادة أمن وموثوقية الممر الأوسط للشركات الصينية. ومن المتوقع أن تؤدي محادثات السلام الجارية بين أرمينيا وأذربيجان إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي على المدى الطويل وأهمية الممر. إلى جانب المشاركة المتزايدة للدول الغربية في تطوير الممر الأوسط، تعد عاملاً آخر لجذب مشاركة الصين.

منغوليا بين الصين وروسيا

منغوليا بين الصين وروسيا

عبر منغوليا

كان الاهتمام الروسي بدولة منغولية بوصفها من دول الربط بين دول الاتحاد الروسي والدولة الصينية، مؤشر على رغبة موسكو في الاحتفاظ بمكانة ممرها الدولي الشمالي في مسار التجارة الدولية، فحسب تقرير شبكة الأخبار التحليلية لصناعة النقل (تن نيوز)، فإن مبادرة الممر الاقتصادي الصيني ومنغوليا وروسيا (CMREC)، والتي من المقرر إطلاقها في النصف الثاني من عشرينيات القرن الحالي؛ يمثل طموحًا ثلاثي الأبعاد لتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي وزيادة كفاءة التجارة العابرة للحدود الوطنية عبر أوراسيا.

وحسب تقرير الموقع الإيراني، فإن هذا الممر، الذي أعطته الأولوية موسكو وبكين وأولان باتور، يتضمن تنازلات بشأن التعريفات الجمركية، والتركيز على تبادل العملات الوطنية واستثمارات كبيرة في البنية التحتية، خاصة في أنظمة النقل والسكك الحديدية لتمكين النقل المباشر بين الشرق والغرب. ومن الناحية الجغرافية، تستخدم روسيا والصين ثروات منغوليا ومواردها لإنشاء شبكة معقدة قد تقلل من الاعتماد على طرق التجارة الغربية التقليدية والأنظمة المالية، وفي نهاية المطاف إنشاء محور استراتيجي للنفوذ الاقتصادي الإقليمي.

ربما يعجبك أيضا