خبراء لـ«رؤية»: النزاع الروسي الأوكراني قد يشهد تحولات كبيرة في الفترة المقبلة.. فما أبعاد ذلك؟
اعترف الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بأن قواته غير قادرة على شن هجوم مضاد شرقي البلاد في الوقت الحالي.
وفسّر زيلينسكي هذا العجز بنقص الأسلحة والمعدات اللازمة للإقدام على مثل هذه الخطوة، في الفترة المقبلة، وذلك في تصريح أدلى به في مقابلته مع صحيفة يوميوري شيمبون اليابانية.
نقص في الإمدادات العسكرية
قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إن القوات الأوكرانية ليس بإمكانها شن هجوم مضاد في الوقت الحالي، مضيفًا: “لا نستطيع الإقدام على هذه الخطوة دون الدبابات، والمدفعية الثقيلة”، وفقًا لما نقلت وكالة أنباء تاس الروسية، اليوم السبت 25 مارس 2023.
ولفت الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إلى وجود نقص كذلك في راجمات الصواريخ الأمريكية، هيمارس، مشددًا على أن كييف تنتظر في الوقت الحالي، إمدادات الحلفاء الغربيين.
ضغط على الغرب
تأتي تصريحات الرئيس الأوكراني في أعقاب زيارته لمدينة باخموت شرقي البلاد، التي تشهد قتالًا ضاريًا بين قوات شركة فاجنر شبه العسكرية الخاصة، المدعومة من الجيش الروسي، والقوات الأوكرانية.
ومن جانبه، قال خبير الشؤون الأمنية والاستراتيجية، اللواء محمد عبد الواحد، إن الرئيس الأوكراني اعتاد اللجوء إلى وسائل الإعلام للضغط على العواصم الغربية، خاصةً عند تباطؤ الإمدادات العسكرية، واصفًا هذا النوع من التصريحات بـ”محاولات استفزاز الغرب أو استعطافه لزيادة الإمدادات العسكرية والمساعدات المالية”.
احتدام الصراع
مطلع هذا العام، قال الرئيس الأوكراني إن أوكرانيا سوف تنتصر في الحرب إذا ما ظل الحلفاء متحدين مثل “قبضة اليد”، ولم يتوان عن مطالبة العواصم الغربية، في كل محفل بتكثيف الإمدادات، بل انتقد بعض الدول التي لم تواكب بإمداداتها تسارع العمليات ميدانيًّا”.
وأضاف زيلينسكي: “إن هدف كييف تدمير معدات الروس القتالية على الأراضي الأوكرانية”، وفقًا لما نقلت مجلة فوربس الأمريكية.
ولفت اللواء عبدالواحد، في حديثه مع شبكة رؤية الإخبارية، إلى أن الفترة المقبلة، مع ذوبان الجليد، ستكون ذات أهمية كبيرة خاصةً مع تعهد الغرب بإرسال دبابات مقاتلة حديثة، مثل ليوبارد 2، وتشالنجر 2، وأبرامز إم 1، فضلًا عن مدّ بريطانيا أوكرانيا بذخائر اليورانيوم المنضب، ما يشي باحتدام الصراع.
اقرأ أيضًا: بريطانيا تمنح أوكرانيا ذخائر تحوي «اليورانيوم المنضب».. ما مدى خطورته؟
المساعدات العسكرية.. حتى متى؟
في سؤاله عن مدى قدرة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على مواصلة إمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية بعد ورود تقارير أفادت نقص في الذخيرة الغربية في ظل استهلاك كييف المرتفع، قال خبير الشؤون الأمنية، إن الناتو وضع حصة محددة لهذه الحرب، ولكنه يمتلك داخليًّا ذخيرة تكفي لدفاعه الوطني.
وأضاف اللواء محمد عبدالواحد، أن الغرب عمل على علاج هذه الأزمة عن طريق إعادة تشغيل بعض المصانع، والاستعانة ببعض الذخائر القديمة، مشددًا على أن “الغرب سيواصل إمداد كييف بالسلاح لإطالة أمد الحرب، ولاستنزاف روسيا”.
ونابع: “الاستراتيجية الغربية منذ بداية النزاع، تتمثل في محاولة حصر روسيا في مجالها الحيوي، والعمل على استنزافها ما قد يثير قلاقل داخلية تنتهي بالإطاحة ببوتين”، وفقًا لخبير الشؤون الأمنية.
زيارة للمدينة المدمرة
أدلى الرئيس الأوكراني بتصريحاته الأخيرة، بعد زيارته لمدينة باخموت شرقي أوكرانيا، وبعد تكهنات محللين غربيين بضرورة الانسحاب من المدينة، ووفق وكالة أنباء رويترز، جاءت الزيارة لتشجيع المقاتلين على الصمود.
وأجلت السلطات ما يقرب من 95% من السكان، وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك، إن 80% من البنية التحتية للمدينة أصبحت مدمرة، وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن المدينة الواقعة شرقي البلاد صارت ركامًا بعد أطول معركة دموية في تاريخ الحرب.
اقرأ أيضًا: «ليست مجرد هزيمة».. ماذا تعني سيطرة الروس على مدينة باخموت؟
تشكيك في خطة السلام الصينية
تأتي زيارة الرئيس الأوكراني لباخموت في أعقاب زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج لروسيا، وكانت الصين قد طرحت في ذكرى الحرب الروسية الأوكرانية السنوية الأولى، مقترحًا للسلام من 12 بندًا، رحب به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأبدى الرئيس الأوكراني “اهتمامه به”، وقال إنه مستعد لمناقشة شي حول خطة السلام.
ولكن بعد زيارة شي لروسيا، تغير موقف زيلينسكي، الذي قال، في تصريحات للصحيفة اليابانية التي نقلتها وكالة الأنباء الروسية (تاس) إن كييف متشككة في خطة السلام الصينية، لافتًا إلى أن أوكرانيا لم تتلق أي عروض لوساطة صينية.
وفي حديث له مع شبكة رؤية الإخبارية، قال خبير الشؤون الاستراتيجية، أنس القصاص، إن الغرب يرى الصين طرفًا غير محايد، والموقف الأوكراني هو امتداد للموقف الغربي، الذي يرى عدم جدية الخطة.
تحوّل في مسار النزاع
تصريحات زيلينسكي، تأتي في أعقاب زيارة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الأسبوع الماضي، لأوكرانيا، وزيارة الرئيس الصيني شي جين بينج لروسيا، ويرى القصاص أن هذه الزيارة تنم عن دخول النزاع الدولي فصلًا جديدًا مختلفًا تمامًا، قد يشهد تكثيفًا للصدامات العسكرية مستقبلًا على أكثر من جبهة.
اقرأ أيضًا: نهج جديد.. ماذا وراء زيارة رئيس الوزراء الياباني لأوكرانيا؟
وتابع القصاص بأن هذه الزيارات تمثل تحولًا كبيرًا في مسار الحرب، وكذلك في مسار الوساطة، فتعد زيارة كيشيدا هي أول زيارة لمسؤول من خارج الناتو لأوكرانيا، وترتبط اليابان بحلف عسكري بالولايات المتحدة، الحوار الأمني الرباعي “كواد”، والذي يُنظر إليه كـ”ناتو آسيوي”، وفقًا لخبير الشؤون الاستراتيجية.
ويضيف القصاص أن زيارة مسؤول من “الرواق الآسيوي لحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا، تنم عن تغير في مسار الصراع”، خاصةً أنها جاءت تزامنًا مع زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج لموسكو.
توسع الصراع
لفت القصاص إلى بعض الصفقات العسكرية الإضافية من إسبانيا وبولندا، تشمل دبابات (ليوبارد) لأوكرانيا، وعلاوةً على ذلك سحبت واشنطن بعض الطائرات المقاتلة من الجيل الرابع، والجيل الخامس، من الشرق الأوسط لإرسالها إلى جبهة الباسفيك، ويصف هذا التحول بـ “الضخم”.
وفي سؤاله عما إذا كانت بكين ستقدم على إمداد موسكو بأسلحة هجومية فتاكة، قال القصاص إن تطورات المستقبل، وتصاعد الصراع، ما سيكشف عن هذا الجانب. ومن غير المستبعد، بحسب القصاص، أن يشهد الباسفيك توترات مماثلة خاصةً في مضيق تايوان، وجزر الكوريل، المختلف عليها بين روسيا واليابان.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1469145