تبدو سياسة الرئيس دونالد ترامب، خلال ولايته الثانية، أنها في عجلة من أمرها، فهي تسعى إلى فرض خريطة جديدة من العلاقات والمصالح لمجرد الانصياع للأوامر الأمريكية بلغة القوة والتهديد.
ويبدو أن سبب تلك العجلة هو مدة ولاية ترامب الأربع سنوات، وكذلك رغبته التركيز في أسرع وقت على منافسي بلاده في آسيا وعلى رأسهم الصين، ولذلك فإن إدارة ترامب رفعت شعار “السلام بالقوة”، دون الانتباه إلى مخاطر تلك السياسة التي قد تأتي بنتائج عكسية وقد تؤدي إلى انزلاق الولايات المتحدة في أزمات داخلية وخارجية.

دونالد ترامب
تحولات مهمة
في مقابلة مع وكالة أنباء العمال الإيرانية، الثلاثاء 25 مارس 2025، أشار الخبير في الشؤون الأمريكية، علي بيكدالي، إلى أن انتخاب ترامب حدث مهم في أمريكا والساحة الدولية، حيث يشهد النظام الدولي تحولاً، وأن هذا التحول أصبح أكثر كثافة في وقت قصير. فقد حدثت تغيرات في الشرق الأوسط بعد السابع من أكتوبر، أدت إلى تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة، وهذه التغيرات أفادت إلى حد كبير الولايات المتحدة وإسرائيل وأضرت بالاتحاد الأوروبي.
وأضاف بيكدالي: في الوقت نفسه، حققت السياسة الخارجية لترامب نجاحا إلى حد ما، خاصة إذا تمكن من إنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو ما قد يؤدي إلى تقريبه من روسيا واستغلال هذا القرب لممارسة المزيد من الضغوط على الصين التي هي هدفه الأكبر.

الرئيس الصيني ونظيره الأمريكي
الصين الهدف
أشار تقرير نشرته الطلاب الإيرانية، الثلاثاء 25 مارس، إلى أن العقوبات التي فرضتها واشنطن على مصافي النفط الصيني الصغيرة، هي جزء من سياسة الضغط القصوى التي تمارسها إدارة ترامب على إيران في إطار عقوبات حظر النفط الإيراني. وأوضح التقرير أن الصين هي الهدف الحقيقي من هذه العقوبات، بسبب شرائها للنفط الإيراني بأسعار رخيصة بما يدعم آلة إنتاجها وهو ما تعمل إدارة ترامب على تعطيله.
وتابع: تشكل هذه العقوبات جزءًا من السياسة العدائية المتزايدة التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد الصين. ومن هذا المنظور، تعمل الولايات المتحدة على تصعيد الضغوط على الصين بحجة انتهاك العقوبات المفروضة على إيران، وهدفها النهائي هو الحد من نفوذ بكين المتزايد على الساحة الدولية. وتدعم هذا الرأي أدلة عديدة، بما في ذلك العقوبات واسعة النطاق في السنوات الأخيرة تحت ذرائع مثل الاتجار بالمخدرات، والتمييز التجاري، وانتهاكات العقوبات ضد روسيا وإيران.

إيلون ماسك
سياسة غير مضمونة
الخبير الإيراني، علي بيكدالي، أشار أيضًا إلى أن ترامب يواجه إخفاقات داخلية وخارجية تدل على أن سياسته وطموحاته لا يمكن تحقيقها تمامًا، وهو ما تنتظره دول مثل إيران وروسيا والصين. وأوضح بيكدالي، أن داخليًا، القضايا مثل سياسة الادخار وزيادة الرسوم أدت في النهاية إلى الإضرار بالمستهلك، مثل حاجة الأمريكيين للخشب من السويد وكندا، لكن زيادة التعريفات الجمركية أدت إلى زيادة العبء المالي على المواطنين الأمريكيين، وهو ما يرفع من مستوى السخط ضد إدارة ترامب.
وأضاف الخبير الإيراني: بشكل عام لم يجن ترامب أي ثمار من سياسة القوة التي يفرضها، فلم يحقق نجاحًا كبيرًا في السياسة الخارجية حتى الآن. وربما تكون الورقة الرابحة الأقرب لديه هي إنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو ما قد يؤدي إلى تهميش أوروبا.
وأشار بيكدالي إلى العلاقة بين ترامب والملياردير إيلون ماسك، التي هي مؤشر على وجود سياسة غير مستقرة لدى أمريكا، فإن فريق إدارة ترامب لديه تحفظات على تدخل ماسك في السياسة الأمريكية. كما أن دعمه للأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، وخاصة في فرنسا وألمانيا، أثار استياء رئيس الوزراء البريطاني، ما يدل على أن حزب العمال ليس بالضرورة إلى جانب الأمريكيين وترامب في جميع الجوانب. ما يعني أن ترامب لا يمكنه بناء سياسة مستقرة للولايات المتحدة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2175116