عراقجي إلى موسكو.. روسيا الحاضر الغائب في المفاوضات النووية

موسكو على خط المحادثات النووية بين واشنطن وطهران

يوسف بنده
عراقجي إلى موسكو.. روسيا الحاضر الغائب في المفاوضات النووية

لم يقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقد محادثات متعددة الأطراف مع إيران على غرار محادثات الاتفاق النووي المبرم عام 2015، التي تمت في إطار مجموعة 5+1.

ويهدف الرئيس الجمهوري للتوصل لاتفاق سريع ومؤقت، لحين استكمال مسار المفاوضات مع الأطراف الأخرى، لكن تشير التحركات إلى أن مبعوث ترامب قد جلس وحده مع وزير الخارجية الإيراني في مسقط، لكن المشاورات لم تنقطع مع الجانب الروسي، بصورة بدا فيها أنه ضامن لنتائج تلك المحادثات.

عراقجي إلى موسكو.. روسيا الحاضر الغائب في المفاوضات النووية

عراقجي إلى موسكو.. روسيا الحاضر الغائب في المفاوضات النووية

مشاورات مع روسيا

عشية المحادثات بين واشنطن وطهران التي استضافتها العاصمة العمانية، مسقط، السبت 12 أبريل، أجرى مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف زيارة إلى روسيا والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة بطرسبرج التاريخية، في زيارة فسرها مراقبون أنها تهدف إلى التنسيق مع الجانب الروسي في عدة قضايا، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني.

وقبل تلك الزيارة، استضافت العاصمة الروسية موسكو، الثلاثاء 8 أبريل، اجتماعًا ثلاثيًا للخبراء بين إيران والصين وروسيا، من أجل النقاش بشأن المسألة النووية الإيرانية، خاصة أن روسيا والصين ضمن أطراف اتفاق 2015، ولديهما مصالح مشتركة مع الإيرانيين على خلفية ذلك الاتفاق.

كاظم آبادي في روسيا

كاظم آبادي في روسيا

عودة إلى روسيا

بعد نجاح الاجتماع الأول بين واشنطن وطهران في مسقط، سافر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي، إلى موسكو، الاثنين 14 أبريل، والتقى هناك مع مساعد وزير الخارجية الروسي، ورشنين فاسيليوڤيتش، في مبنى وزارة الخارجية الروسية.

وكتب عضو فريق التفاوض النووي الإيراني، غريب آبادي، على منصة إكس: “أجريت زيارة إلى موسكو لعدة ساعات، وبالإضافة إلى حضور الاجتماع الثالث للدول الأعضاء في مجموعة أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة وإلقاء كلمة بشأن أهمية التعددية وضرورة مواجهة الأحادية بشكل جدي، التقيت أيضًا بنائب وزير الخارجية الروسي للشؤون الدولية وناقشنا تعزيز التعاون والتنسيق في المنظمات الدولية، وعلى هامش الاجتماع، أجريت أيضًا محادثة قصيرة مع وزير الخارجية الروسي”.

كذلك، أعلن ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية، على منصة إكس، لقائه مع رضا نجفي، مندوب إيران الجديد لدى الأمم المتحدة في فيينا والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف مندوب روسيا: “اتفقنا على مواصلة التعاون الوثيق التقليدي بين البعثات الدبلوماسية”، ما يشير إلى استمرارية التنسيق بين إيران وروسيا في إطار المسألة النووية.

كاظم آبادي في روسيا

كاظم آبادي في روسيا

زيارة عراقجي إلى موسكو

بينما يستعد الطرفان الإيراني والأمريكي لجولة ثانية من المحادثات في ضيافة روما الإيطالية، السبت 19 أبريل، يستعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي إلى زيارة روسيا خلال هذا الأسبوع، وفق ما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيراني، إسماعيل بقائي، الاثنين 14 أبريل، أنه “خلال هذه الرحلة سيتم مناقشة قضايا مختلفة، بما في ذلك آخر التطورات في مسقط”.

وحسب تقرير صحيفة اقتصاد “24” الإيرانية، تأتي الرحلة في الوقت الذي وصفت فيه إيران والولايات المتحدة بشكل منفصل المحادثات التي جرت يوم السبت بأنها “بناءة”، ورحبت موسكو بالمحادثات، مؤكدة على الحل الدبلوماسي، لكنها حذرت من أن أي مواجهة عسكرية ستؤدي إلى “كارثة عالمية”.

كاظم آبادي في روسيا

كاظم آبادي في روسيا

مساندة طهران في المحادثات المقبلة

حسب تقرير الصحيفة الإيرانية، يتطلع الإيرانيون الآن إلى المفاوضات المقبلة ويحتاج فريق التفاوض الإيراني إلى استخدام كل قوته، بما في ذلك التشاور مع الروس، وهو ما يكسب زيارة عراقجي إلى روسيا أهمية مضاعفة.

ويبدو أن طهران تحافظ على اتصالاتها مع موسكو بحثًا عن مساندة لموقفها في المحادثات أمام واشنطن، خاصة أن هذه المفاوضات تتعلق بمصالحها مع روسيا وكذلك تسعى روسيا للحفاظ على موقعها في إدارة الملف الإيراني ولو من وراء حجاب، خاصة أن انتقال المفاوضات مع واشنطن إلى جولة ثانية يعني انتقالها إلى تناول ملفات حساسة.

لقاء نجفي وأوليانوف في جنيف

لقاء نجفي وأوليانوف في جنيف

عدم تورط روسيا في حرب مباشرة

حسب “اقتصاد 24″، فإن نجاح المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة تعتبره روسيا نجاحًا لدبلوماسيتها ومحاولة للحفاظ على نفوذ موسكو في الشرق الأوسط، وكذلك تسعى روسيا إلى عدم التورط في حرب مباشرة مع الولايات المتحدة، إذ تشير تصريحات رودينكو بصفته نائب وزير الخارجية الروسي، والتي أكد فيها افتقار بلاده إلى التزام عسكري تجاه إيران، إلى حذر موسكو من الصراع المباشر مع واشنطن.

وهذا الموقف مفهوم في ضوء تجربة الحرب الأوكرانية والعقوبات الغربية ضد روسيا، كما أن موسكو لا تريد التورط في حرب أخرى مع الولايات المتحدة، خاصة في ضوء حقيقة أن مواردها تتركز في أوكرانيا، فإذا أدت التوترات إلى صراع عسكري، فمن المرجح أن تعود موسكو إلى دور المراقب المحايد.

المحادثات النووية بين واشنطن وطهران

المحادثات النووية بين واشنطن وطهران

نقل اليورانيوم المخصب إلى روسيا

أشار تقرير صحيفة “الجاريان” البريطانية، الاثنين 14 أبريل، إلى أن واشنطن قد تطلب من إيران نقل مخزونها من اليورانيوم عال التخصيب إلى روسيا، في إطار جهودها للحد من البرنامج النووي لطهران ومنع استخدامه لإنتاج أسلحة نووية.

وحسب تقرير صحيفة “سلام نو” الإيرانية، تعتقد إيران أن المخزونات التي تراكمت على مدى السنوات الأربع الماضية يجب أن تظل تحت الرقابة الصارمة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، وترى طهران في ذلك إجراء احترازيًا أو شكلًا من أشكال الضمان في حال انسحاب الإدارة الأمريكية المقبلة من الاتفاق، كما فعل ترامب في عام 2018 برفضه اتفاق 2015، الذي أبرمته إدارة باراك أوباما.

وتقول طهران إنه إذا تم إزالة المخزونات من إيران وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، فسيتعيّن عليها البدء في تخصيب اليورانيوم من الصفر إلى درجة نقاء أعلى.

ربما يعجبك أيضا