مع انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتجه الأنظار إلى تداعيات نتائجها على السياسة الخارجية للولايات المتحدة ومن بين القضايا التي تفرض نفسها، مسألة انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
وقد تم التوصل إلى اتفاق بين إدارة بايدن والحكومة العراقية لانسحاب معظم القوات الأمريكية بحلول عام 2025. ويرى العديد من قدامي المحاربين الأمريكيين ضرورة الالتزام به، منعاً لمزيد من الخسائر وتجنبًا للأزمات التي عانوا منها طوال سنوات الحرب، وفي تقرير له يرصد معهد كوينسي لفن الحكم الرشيد “معاناة” الجنود الأمريكيين في العراق.
“لا ننتمي للعراق”
يتحدث إيان روبنسون وهو جندي في القوات الجوية عن أول تواجد له في العراق عام 2003، حيث يصف حرارة الجو الشديدة ورمال العراق التي لم ينساها رغم مرور السنوات، وفق التقرير المنشور 13 نوفمبر 2024.
وبالنسبة له، العراق مكان لا ينتمي إليه، ويرى أن الاستقرار المستقبلي قد يتحقق من خلال الانسحاب، خاصة بعد التضحيات الهائلة من الأرواح والموارد.
مسرح مأساوي
لورا هارتمان، هي ممرضة سابقة للطب النفسي للمحاربين القدامى، تصف العراق بـ”مسرح مأساوي” حيث عانت من صدمات الحرب.
وبعد تعرضها لاعتداء جنسي، أدركت قسوة الحرب، وتؤكد أن علاج الأمراض النفسية والوقاية من الانتحار يجب أن تكون مسؤوليات مشتركة. تطالب لورا حسب التقرير، بانسحاب كامل والتركيز على بناء الأمة داخليًا، بعد عقود من الأكاذيب والخسائر.
معاناة لا تنتهي
آدم جانكي، عنصر قوات مشاة البحرية (المارينز)، خدم في العراق مرتين، وخسر اثنين من رفاقه، ولا زال يعيش مشاعر الحزن والأسى رغم مرور نحو عقدين، كما يعتبر أن تضحياته والجنود معه كانت دون جدوى.
ويشعر بأن الخسائر في الأرواح والموارد كانت هدرًا، وكما هو الحال مع آدم يعاني العديد من قدامى المحاربين من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) ومشكلات نفسية لا حد لها.
ويتذكر بريان التحاقه بالجيش خلال عملية التعزيز الثانية في العراق، حيث واجه تحديات يومية متمثلة في الهجمات بالصواريخ والعبوات الناسفة. ويرى أن تقييد قواعد الاشتباك زاد من خطر القوات، مشيرًا إلى عدم وجود “مهام غير قتالية” في منطقة حرب.
جراح لا تُنسى
يخبر موريس وينستد وهو عنصر في القوات البرية عن أول مهمة له في الشرق الأوسط حيث عاين الخطر، ورأى بأم عينيه إصابة زملائه بمشكلات صحية نفسية كاضطراب ما بعد الصدمة. ويطالب الإدارة الأمريكية الجديدة بالوفاء بوعد الانسحاب من العراق بحلول 2025، وتجنب وضع الجنود في مواقف غير ضرورية.
جيسيكا فارجاس، من قوات مشاة البحرية، خدمت جيسيكا كمجندة شابة في العراق، حيث واجهت واقع الحرب بشكل مباشر، وخسرت صديقها المقرب جيسي الذي قُتل بعبوة ناسفة.
وتركت هذه التجربة جراحًا عميقة أثرت على حياتها وصحتها النفسية، مطالبة بعودة الجنود وتقديم الرعاية الصحية الملائمة لهم.
وجود عسكري دون جدوى
منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، بدأ التدخل الأمريكي في العراق وسط دعم شعبي واسع. ولكن مع مرور الوقت، ومع تزايد الخسائر البشرية والمادية، بدأ قدامي المحاربين في رؤية التدخل كفشل مأساوي.
وحاليًا، يوجد 2500 جندي أمريكي في العراق، يواجهون تهديدات دائمة من الطائرات بدون طيار والهجمات بالصواريخ ويرى المحاربون القدامى أنه ما من تفسير مقنع لوجودهم هناك وأن ذلك لن يخلف سوى الموت والمعاناة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2045202