علم طالبان في دمشق.. رسائل رمزية أم بداية لمرحلة جديدة؟

بالونات اختبار أم واقع جديد؟.. ملامح الحكم القادم في سوريا

أحمد عبد الحفيظ

مع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، برزت مظاهر جديدة في دمشق، أبرزها رفع علم حركة طالبان الأبيض المكتوب عليه “لا إله إلا الله محمد رسول الله” في شوارع العاصمة.

هذا الظهور لم يقابل بأي اعتراض واضح من السكان، كما أثار الجدل ظهور علم طالبان بجانب علم “الاستقلال السوري” خلال لقاء تلفزيوني لرئيس الحكومة الانتقالية، محمد البشير، ما أضفى على هذه الخطوة طابعًا رسميًا، وأثار تساؤلات حول التوجهات السياسية للحكومة الجديدة.

الحرية المكتسبة وحدودها

بحسب صحيفة “مونت كارلو” الدولية في تقرير لها نشر اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024، فقد تعرضت بعض النساء غير المحجبات في حلب ودمشق لتساؤلات وانتقادات من أفراد مجهولين، إحدى السيدات ذكرت أنها واجهت استفسارًا حول عدم ارتدائها الحجاب عند دخولها أحد المتاجر في سوق الحميدية، ما دفعها إلى مغادرة المكان دون شراء حاجتها.

هذه السلوكيات أثارت قلقًا بين السوريين حول الحريات الشخصية في ظل النظام الجديد، خاصة وأن الكثيرين من السوريين يتمتعون بحرية في الملبس.

تصريحات الجولاني وتناقضها 

أطلق أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، تصريحات تفيد بأن سوريا ستبقى بلدًا موحدًا يضمن الحرية والعدالة لكل طوائفه.

ومع ذلك، أظهرت تصرفات بعض الفصائل المسلحة، التي تتولى مهام الشرطة والسلطة التنفيذية حاليًا، تناقضًا واضحًا مع هذا الخطاب، ما أثار مخاوف من فرض سياسات متشددة على السكان.

الأناشيد الجهادية

أثارت القناة السورية الرسمية استياءً كبيرًا بعد بثها المستمر للأناشيد الجهادية على مدار الساعة، ما دفع البعض إلى تسميتها ساخرين “قناة المجاهدين”.

عبر ناشطون عن قلقهم من أن الحرية المكتسبة حديثًا قد تصادر لصالح تيارات إرهابية، ما يعيد تجربة الاستبداد ولكن بثوب جديد.

تمجيد القادة الجدد 

نُشرت صور على وسائل الإعلام تظهر زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع والذي كان يلقب بالجولاني في مواقع بارزة بدمشق، مثل جبل قاسيون والجامع الأموي، مرفقة بعبارة “أحمد الشرع بين أهله في دمشق بعد تحريرها”.

أثارت هذه الصور موجة سخرية واسعة بين السوريين، الذين وجدوا فيها تكرارًا لسياسات التمجيد الشخصي التي كانت تمارس من قبل بعض المسؤولين السوريين.

بالونات اختبار

يرى مراقبون وناشطون أن هذه المظاهر، من رفع علم طالبان إلى التضييق على الحريات الشخصية، قد تكون مجرد محاولات من القوى الجديدة لاختبار مدى تقبل السوريين لنظام حكم متشدد.

وبينما ينتظر الشعب وضوح ملامح النظام القادم، تتزايد المخاوف من أن يكون الاستبداد الجديد على حساب الحريات التي ح

لم بها طويلاً.

 

ربما يعجبك أيضا