على خطى ضراب.. عقوبات على شبكة تركية لتهريب نفط إيران

يوسف بنده

تعيد العقوبات التي فرضتها واشنطن على شبكة رجل الأعمال التركي، سيتكي أيان، الذاكرة إلى شبكة تركية أخرى متهمة بمساعدة إيران على بيع النفط المحظور.


كشفت حكومة الولايات المتحدة عن شبكة تهريب تركية جديدة، تساعد إيران على تخطي العقوبات الأمريكية.

وفي وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وأنقرة توترًا، بسبب الانتقادات الأمريكية لهجوم تركيا على مناطق في الشمال السوري، وشرائها أنظمة دفاع جوي روسية، برزت شبكة تركية لتهريب النفط الإيراني المحظور، وغسل عائداته.

رجل أعمال تركي

فرضت الحكومة الأمريكية، أمس الأول الخميس 8 ديسمبر 2022، عقوبات علی رجل الأعمال التركي، سيتكي أيان، وهو أحد الشخصيات المقربة من الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى جانب شبكة شركاته، بتهمة تسهيل بيع النفط وغسل الأموال لصالح الحرس الثوري الإيراني.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في بيان، أن شركات أيان أبرمت عقودًا دولية لبيع النفط الإيراني، وأعدت ترتیب الشحنات، وساعدت في غسل العائدات، وإخفاء مصدر النفط الإيراني، وكانت شركات أيان كانت تُعد عقودًا تجارية لبيع نفط إيراني بمئات الملايين من الدولارات إلى مشترين في الصين وأوروبا.

سيتكي أيان المتهم بتهريب نفط إيران

سيتكي أيان المتهم بتهريب نفط إيران

وتستهدف العقوبات الأمريكية الجديدة أيضًا نجل أيان ومواطنين أتراك آخرين، بالإضافة إلى 26 شركة، وسفينة واحدة، تعمل في شبكة أعماله. وحسب هذه العقوبات، تصير أصول هؤلاء الأشخاص والشركات في أمريكا محجوبة، ويكون المواطنون الأمريكيون ممنوعين من التجارة معهم.

علاقة مع وزير التهريب

أعلنت وكالة “إسنا” الإيرانية، أن القائد في الحرس الثوري ووزير النقل وإعمار المدن السابق، الجنرال رستم قاسمي، توفي صباح الخميس، بعد معاناة من المرض، عن عمر ناهز 58 عامًا.

وذكر تقرير لـ”إرم نيوز” أن الجنرال رستم قاسمي قبل أن يتولى منصب وزير النقل والتنمية الحضرية في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي، كان مستشار الشؤون الاقتصادية لفيلق “القدس” التابع للحرس الثوري، وأحد كبار المسؤولين الذين يتولون مسؤولية تأمين الأموال للفيلق.

رستم قاسمی 533x261 1

وتولى قاسمي منصب رئيس معسكر “خاتم الأنبياء”، المحسوب ضمن المؤسسات الاقتصادية للحرس الثوري الإيراني. وفي السنوات الماضية، تكرر اسمه مرات عديدة في قضايا فساد مالي، لأنه كان مسؤولًا عن تهريب النفط الإيراني إلى الخارج في ظل تشديد العقوبات.

لل

تعقب شبكات التهريب

يشير تقرير لمجلة “بوليتيكو” إلى تعاون شبكة أعمال أيان الواسعة، مع كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، مثل بهنام شهرياري، ورستم قاسمي، وهو ما يضع تساؤلات حول تزامن وفاة الوزير الإيراني قاسمي مع إعلان اسم سيتكي أيان، الشخص الأول في أكبر شبكة مالية لفيلق “القدس” في تركيا.

وحسب تقرير لشبكة “سي إن إن“، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، في 4 نوفمبر الماضي، عقوبات على أعضاء شبكة لتهريب النفط لصالح “فيلق القدس”. وقال بيان للوزارة: “يستخدم أفراد هذه الشبكة شركات وهمية وأساليب احتيالية ويزوّرون مستندات، للتعتيم على أصول النفط الإيراني، وبيعه في السوق الدولية، والتهرب من العقوبات”.

وحسب التقرير نفسه، فرضت الخزانة الأمريكية في مايو الماضي، عقوبات على “شبكة دولية أخرى لتهريب النفط وغسيل الأموال بقيادة مسؤولي فيلق القدس، سهلت بيع نفط إيراني بقيمة مئات الملايين من الدولارات لكل من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني”.

109261176 gettyimages 883624186

حكاية رضا ضراب

لدى تركيا تجربة سابقة في مساعدة إيران على تخطي العقوبات الغربية، خاصة في عهد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وحول هذه الفترة، وحسب تقرير لـ”دويتشه فيله“، كان رجل الأعمال التركي، رضا ضراب، الشاهد الأساسي في محاكمة في نيويورك بشأن الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.

ويشير التقرير إلى أن رضا ضراب عمل وسيطًا بين إيران وبنوك ومسؤولين أتراك، لتهريب النفط الإيراني والاستفادة من المصرف الحكومي التركي “خلق بنك” بضخ مليارات اليورو من عائدات محروقات في النظام المصرفي الدولي، على الرغم من العقوبات الأمريكية التي تحظر التعامل التجاري مع طهران.

رضا ضراب المعتقل بسبب تهريب نفط إيران في 2013

رضا ضراب المعتقل بسبب تهريب نفط إيران في 2013

انهيار تجربة ضراب

انهار كل ذلك في ديسمبر 2013، عندما اكتشفت الشرطة التركية عمليات التهريب تلك. وقد استقال 4 وزراء أتراك بينهم وزير الاقتصاد، وأمضى رضا ضراب شهرين في السجن. وبعد حملة تطهير شنها أردوغان، طالت قضاة ورجال شرطة، حصل أولئك على براءة في مطلع 2015.

لكن القضاء الأمريكي كان يجري تحقيقاته، واعتقل ضراب في فلوريدا في 2016، واتهم 8  مسؤولين آخرين، بينهم وزير الاقتصاد السابق. ووكل ضراب محامين كبارًا للدفاع عنه من أجل إطلاق سراحه، أحدهم الرئيس السابق لبلدية نيويورك، رودي جولياني.

ربما يعجبك أيضا