في حين تحاول إسرائيل تحييد الاتحاد الأوروبي دعت السلطة الفلسطينية إلى توحيد الجهود الدولية في الضغط على تل أبيب.
شهدت زيارة وزير الخارجية الإيطالي، أنتونيو تاياني، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، تجاذبا دبلوماسيًّا لاستغلال صعود نفوذ روما داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي حين طلبت الحكومة الإسرائيلية من الوزير الإيطالي تحييد التكتل الأوروبي بعيدًا عن التوتر في الضفة الغربية وفي تل أبيب، دعت السلطة الفلسطينية إلى توحيد الجهود الدولية في الضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات الدولية.
لقاءات تل أبيب
التقى وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، نظيره الإيطالي، أنتونيو تاياني، في مدينة القدس المحتلة، يوم أمس الاثنين 13 مارس 2023، وقال كوهين إنه يجب على روما التأثير في الاتحاد الأوروبي لوقف التدخل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو مسألة الإصلاحات القضائية.
وحسب ما نقلته صحيفة جيروزاليم بوست، قال كوهين: “طلبت من صديقي تاياني التحرك لمنع التدخل الأوروبي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”. وطلب كوهين كذلك تجنب محاولات التدخل في السياسة الداخلية الإسرائيلية، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تهيمن على البلاد، اعتراضاً على خطط حكومة نتنياهو للإصلاح القضائي.
المنطقة (ج)
تدعم الاتحاد الأوروبي وإيطاليا التنمية الفلسطينية في المنطقة (ج)، إحدى مناطق الضفة الغربية المحتلة، التي تشكل قرابة 61% من أراضيها، ويعتقد الاتحاد الأوروبي أنها ستكون جزءًا من حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، في حين تطمع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنها تكون جزءًا من حدود إسرائيل النهائية.
وأثار نشاط الاتحاد الأوروبي في المنطقة (ج) التوتر بين الكتلة وإسرائيل، في حين عبر التكتل الأوروبي بالقلق من أن خطة الإصلاح قد تضعف الديمقراطية الإسرائيلية. ولم يذكر أي من السياسيين محاولة نتنياهو عندما كان في إيطاليا، الأسبوع الماضي، للتأثير في قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لبلاده.
طاولة المفاوضات
وفق ما نقلته قناة «أي 24 نيوز» الإسرائيلية، عبر وزير الخارجية الإيطالي عن مخاوف بشأن تصاعد التوترات في الأراضي المحتلة، وقال تاياني إنه قلق من تصاعد العنف الإسرائيلي الفلسطيني، معبرًا عن استعداد بلاده دعم أي مبادرة من شأنها أن تعيد الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات لتحقيق السلام.
ووقع الطرفان الإيطالي والإسرائيلي وثيقة تفاهم لإجراء حوار سياسي بين وزارتي الخارجية، وعبّرا عن التزام مشترك بالعمل لصالح تعميق العلاقات بين البلدين. وكذلك اتفاقيات تعزيز التعاون في قطاع الطاقة والتبادل التجاري، وحث كوهين نظيره الإيطالي،على استمرار العلاقات الوثيقة بين البلدين.
وقف الإجراءات الأحادية
في وقت لاحق، التقى الوزير الإيطالي، في رام الله، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي شدد على أهمية وقف الإجراءات الأحادية الجانب والالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل.
وكذلك التقى رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، الذي دعا إيطاليا إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين.
تحريض دموي ضد الفلسطينيين
التقى تاياني مع نظيره الفلسطيني، رياض المالكي، وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، إن المالكي شدد خلال الاجتماع على ضرورة توحيد الجهود الدولية لمواجهة الاستعمار الإسرائيلي.
ونقلت وزارة الخارجية عن المالكي قوله إن للفلسطينيين صداقة قوية ومتينة مع إيطاليا نعمل على تقويتها وتطويرها، وأوضحت أن المالكي أطلع الوزير الايطالي على آخر التطورات والتحديات، التي تواجه القضية الفلسطينية والمنطقة، في ظل “حكومة فاشية إسرائيلية يغذيها خطاب التحريض الدموي.”
دعم إيطالي متجدد لحل الدولتين
أخبر المالكي نظيره الإيطالي أن برنامج الحكومة الإسرائيلية يقوم على ارتكاب جرائم بحق الشعب الفلسطيني وقيادته، بما في ذلك القتل والإعدامات الميدانية والتوسع الاستيطاني ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي الراهن في القدس، إضافة إلى التعسفية، والاعتقالات والسياسات والممارسات التمييزية ضد الفلسطينيين والسجناء الشجعان، فضلاً عن الجرائم المرتكبة ضد الشعب.
واتهم المالكي الحكومة الإسرائيلية بالتحريض وحذر من أن سياساتها ستؤدي إلى تدهور حقيقي، شاكرًا إيطاليا على موقفها الداعم لحل الدولتين، ورفضها انتهاكات الاحتلال والمستوطنين. في حين جدد الوزير الإيطالي دعم بلاده لحل الدولتين ومعارضة الاستيطان، والتزام بلاده بدعم المؤسسات الفلسطينية، خاصة دعم بناء قدرات الشرطة الفلسطينية وتدريب الدبلوماسيين.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1458542