مع ارتفاع معدلات التأييد لدونالد ترامب في العديد من الاستطلاعات، يشتد الصراع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك مع اقتراب يوم الانتخابات.
تتقلص الفجوة الضئيلة بين نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، حيث تشير استطلاعات جديدة على المستوى الوطني إلى تنافس شديد في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.
وتلاشت بسرعة الميزة التي كانت تتمتع بها هاريس، حيث بدأ ترامب في تقليص الفجوة، كما فقدت هاريس صدارتها أو أصبحت مُتعادلة مع ترامب، في ولايات مثل ويسكونسن وميشيجان وبنسلفانيا.
فارق ضئيل
أظهر استطلاع حديث من كلية إيمرسون شمل 1000 ناخب محتمل، أن هاريس تتقدم على ترامب بنقطة مئوية واحدة فقط، حيث حصلت هاريس على 49% من الدعم، بينما حصل ترامب على 48%، ويأتي الاستطلاع مع هامش خطأ قدره 3 نقاط مئوية.
السباق الآن يكاد يكون متعادلًا، حيث يتقاسم المرشحان الأصوات على مستوى البلاد ويتقاربان في الولايات الحيوية، كانت هاريس تتقدم على ترامب بفارق نقطتين في أواخر الشهر الماضي، لكنها الآن تتقدم عليه بفارق ضئيل.
علامة مقلقة لهاريس
وفق ما نشرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية يوم 18 أكتوبر 2024، قد تكون هذه الفجوة المُتقلصة علامة مقلقة بالنسبة لهاريس.
وصرح المدير التنفيذي لاستطلاعات كلية إيمرسون، سبنسر كيمبال، بأن الفجوة بين المرشحين ظلت ثابتة منذ أوائل سبتمبر 2024، مع استمرار هاريس في التقدم بشكل طفيف، “لكن هذا أقل من تقدم بايدن البالغ 4 نقاط في استطلاعات “إيمرسون” الوطنية لعام 2020 في ذلك الوقت”.
انقسام واضح
يكشف الاستطلاع أيضًا عن انقسام واضح بين الجنسين. حيث يتقدم ترامب بين الرجال، مع دعم 56% له، مقارنةً بـ42% يؤيدون هاريس. بينما تدعم 55% من النساء هاريس، في حين تقول 41% إنهن يدعمن ترامب، تعكس هذه الفجوة الاتجاهات الأوسع في الانتخابات الأمريكية، حيث يميل الرجال عادةً نحو ترامب، بينما تميل النساء لتفضيل هاريس.
وتبقى مشاعر الناخبين مقسمة بشدة، وفقًا للاستطلاع. حيث قال 80% من الذين قرروا من سيصوتون له إنهم اتخذوا قرارهم قبل أكثر من شهر، ويميل “المبكرون في اتخاذ القرار” إلى تفضيل ترامب (52%)، بينما يفضل أولئك الذين قرروا مؤخرًا هاريس (60%).
لا يزال 3% من الناخبين غير متأكدين، ورغم أن هذه النسبة صغيرة، فإنها قد تؤثر على نتيجة الانتخابات، خاصة في سباق متقارب، وأشار كيمبال إلى أن الناخبين غير المتأكدين يميلون قليلًا نحو هاريس، لكن هامش الخطأ في الاستطلاع يعني أن اختيارهم النهائي قد يغيّر النتائج.
أسبوع جيد لترامب
هذه الفجوة المتقلصة تمثل مصدر قلق خاص لهاريس، بالنظر إلى كيفية سير الانتخابات الماضية، كما أشار كيمبال، كان لدى جو بايدن تقدم أقوى على ترامب في هذه المرحلة من انتخابات 2020، مما أتاح له بعض الأمان قبل الأسابيع الأخيرة من الحملة.
بالمثل، كان لدى هيلاري كلينتون ميزة كبيرة على ترامب في 2016، قبل أن يحقق ترامب عودة دراماتيكية في الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات.
كامالا هاريس ودونالد ترامب
ترامب يتقدم
في يوم الخميس 17 أكتوبر 2024، أكدت توقعات المحلل الإحصائي نيت سيلفر الانتخابية تحول الزخم نحو ترامب، مشيرًا إلى أن فرصه في الفوز هي الأعلى منذ أغسطس، وأظهرت النماذج المحدثة أرقام استطلاعات قوية لصالح ترامب في الولايات الحاسمة مثل ويسكونسن وميشيجان وبنسلفانيا.
تظهر التوقعات الأخيرة لسيلفر أن ترامب يتقدم بشكل طفيف في الكلية الانتخابية، حيث تبلغ فرصه في الفوز 50.2%، مقارنةً بـ49.5% لهاريس، رغم أنها لديها فرصة تبلغ 75% للفوز بالتصويت الشعبي.
تحديات هاريس وترامب
ذكر المستطلع الديمقراطي، بيل ماكنتورف، أن هناك “رياحًا معاكسة” تواجه هاريس، مما ساهم في تضييق الفجوة في الانتخابات الرئاسية، بما في ذلك القلق من أنها لا تمثل تغييرًا عن سياسة الرئيس جو بايدن، ورؤية الناخبين لفترة ترامب الرئاسية بشكل إيجابي أكثر من بايدن.
ووفق شبكة “إن بي سي” نيوز الأمريكية، يوم 1 اكتوبر 2024، فإن هذا التغيير يُظهر تراجع هاريس في استطلاع سبتمبر، إذ تشير التغيرات في الاستطلاع إلى انخفاض شعبية هاريس، حيث تراجعت من نسبة إيجابية بلغت 48% في سبتمبر إلى 43%، مع زيادة نسبة الناخبين الذين ينظرون إليها بشكل سلبي.
صعوبات أمام هاريس
أشار ألان ليتشمان، الخبير المعروف بتوقعاته الدقيقة للانتخابات الأمريكية منذ عام 1984، إلى أن كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، قد تواجه صعوبات ملحوظة في الانتخابات المقبلة بسبب الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، وفق ما نشرت صحيفة “هندوستان تايمز” الهندية، السبت 19 أكتوبر 2024.
في السابق، تنبأ ليتشمان بثقة بأن هاريس ستحقق الفوز في سباق 2024 باستخدام نظريته المعروفة بـ”مفاتيح البيت الأبيض”. ومع ذلك، بات يعرب الآن عن قلقه بشأن طريقها نحو النصر، حيث يشير إلى أن نجاحها في “مفتاح السياسة الخارجية”، الذي اعتبره ميزة لها، أصبح موضع شك.
الحرب في أوكرانيا
يتعلق هذا التراجع بتأثير الحرب في أوكرانيا، والتي تعتبر واحدة من أكبر نقاط الضعف لهاريس، خلال مقابلة مباشرة عبر يوتيوب، أوضح ليتشمان أن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا كان عاملًا حاسمًا في مواجهة التهديد الروسي، لكنه حذر من أن “الحروب ديناميكية” وقد تشهد تحولات غير متوقعة.
بناءً على ذلك، فإن الوضع في أوكرانيا قد يؤثر سلبًا على صورة هاريس وقدرتها على الفوز في الانتخابات، مما يجعل موقفها أكثر تعقيدًا في ظل الظروف المتغيرة.
المقارنة بالإدارة الحالية
ووفق ما نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم، يعاني الناخبون من وجهات نظر سلبية بشأن إدارة الرئيس جو بايدن، وهو ما ينعكس سلبًا على هاريس التي تمثل نفس الحزب، العديد من الناخبين يرون أن سياسات بايدن قد أضرت بهم، مما يزيد من قلقهم من استمرار نفس النهج تحت قيادة هاريس.
ترامب وهاريس
استراتيجيات الحملة
رغم محاولات هاريس لزيادة دعمها عبر الظهور مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما، فإن حملتها تواجه تحديات في مواجهة خطاب ترامب الذي يتسم بالتطرف، كما أن عدم وضوح رسالتها واستراتيجيتها قد يؤثر على قدرتها في استقطاب الناخبين المستقلين وغير المتأكدين.
الأداء في المناظرات
خلال المناظرات والمقابلات، تعرضت هاريس لانتقادات بسبب أدائها، حيث اعتُبر أنها لم تنجح في توصيل رسالتها بشكل فعال أو الرد على هجمات ترامب بفعالية، هذا الأداء قد أثر على صورتها العامة بين الناخبين.
التوجهات المتضاربة
هناك شعور بأن هاريس لا تمثل التغيير الذي يبحث عنه بعض الناخبين، مما يمنح ترامب فرصة لتعزيز قاعدته الانتخابية، في الوقت نفسه، يتزايد الضغط عليها لإثبات قدرتها على قيادة البلاد والتفوق على صورة ترامب المثيرة للجدل.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2017278