كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن خطته نحو التعامل مع إيران، وذلك بالاعتماد على نهج الدبلوماسية تحت ضغط العقوبات.
وقع دونالد ترامب على مرسوم تنفيذي يقضي باستئناف سياسة أقصى ضغط من العقوبات على إيران، وفي الوقت نفسه لم يستبعد الرئيس الجمهوري الدبلوماسية مع إيران، وأعلن عن استعداده للاجتماع مع نظيره الإيراني لمحاولة إقناع طهران بالتخلي عما تعتقد الولايات المتحدة أنها جهود لامتلاك سلاح نووي.
ترامب يوقع مرسوم استعادة أقصى ضغط من العقوبات على إيران
نفي إيراني
جاء الرد الإيراني الرسمي على لسان المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، الذي قال: “إيران أثبتت مرارًا أنها مستعدة للتفاعلات السياسية والدبلوماسية لتأمين المصالح الوطنية، لكنها أيضًا حازمة ومصممة على الدفاع عن مصالحها وأمنها الوطني، وسترد على أي تهديد وضغط بقوة”.
وحسب وكالة “مهر”، الأربعاء 5 فبراير، رفض بقائي تصريحات ترامب بشأن محاولة إيران تصنيع السلام النووي، وكذلك رفض الادعاء بمحاولتها اغتيال ترامب، كما أكد أن إيران تتمسك بالمسار الدبلوماسي لحل الخلافات.
وتكرر ذلك المضمون نفسه على لسان المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، التي قالت إن “السياسة الخارجية الإيرانية تقوم دائمًا على المبادئ الثلاثة: العزة والحكمة والمصلحة، وستتابع كافة قضايا البلاد، خاصة قضية العلاقات مع الدول الأخرى في إطار تلك المبادئ”.
محمد رضا عارف
لقاء ممكن
النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، أكد أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية، قائلًا: “استراتيجية إيران هي عدم الانخراط في تطوير الأسلحة النووية بأي شكل من الأشكال”.
وحسب تقرير موقع “إيكو إيران”، قال المسؤول الإصلاحي عن دعوة ترامب للقاء نظيره الإيراني: “إن مثل هذا اللقاء ليس على جدول أعمال الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن لقاء بين شخصين أمر ممكن”.
ترامب يوقع مرسوم استعادة أقصى ضغط من العقوبات على إيران
اتفاق مع ترامب
يبدو أن هناك نقطة اتفاق بين طهران وترامب، وهي عدم الرغبة في امتلاك السلاح النووي، بينما يبقى الخلاف حول إثبات ذلك، وأكد رئيس الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن بلاده: “لم ولن تكون لديها برنامج للأسلحة النووية. إن النهج الذي تتبعه إيران في هذا المجال واضح تمامًا”. وأضاف: “البرنامج النووي السلمي الإيراني يتم تنفيذه في إطار الضمانات ومعاهدة حظر الانتشار النووي”.
وحسب تقرير وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا)، فإن تفعيل ترامب لمرسوم استعادة سياسة “أقصى ضغط”، تأتي في إطار منع إيران تطوير برنامجها النووي، لكن في الوقت نفسه، كتب ترامب على موقع شبكة “تروث سوشيال”: “أريد أن تكون إيران دولة عظيمة وناجحة، ولكن لا يمكنها امتلاك سلاح نووي”. ما يشير إلى أن المسألة النووية هي أكثر ما يشغل ترامب تجاه إيران في الوقت الراهن.
لقاء ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض
خلاف بين نتنياهو وترامب
الخبير في الشؤون الإسرائيلية، علي رضا عرب، أشار إلى أن درجة التوافق والدعم بين ترامب ونتنياهو بشأن القضية النووية الإيرانية مهم للغاية، فإن ترامب قال: “إيران قوية”، بينما قال نتنياهو: “إيران أصبحت ضعيفة”.
وأوضح الخبير الإيراني في منتدى المراسلين الطلاب، أن ترجمة هذا الاختلاف، أنه من وجهة نظر ترامب، فإن الهجوم العسكري على إيران القوية سيكون مكلفًا وغير منطقي، بينما نتنياهو يعتقد أن إيران أصبحت ضعيفة، فلا يعتبر أن الهجوم العسكري عليها سيكون مكلفًا للغاية. وهذه هي نقطة الاختلاف الهامة بينهما.
ويؤكد نتنياهو ضرورة فرض “تهديد عسكري موثوق” ضد البرنامج النووي الإيراني، ويفضل أن يتم ذلك من قبل الولايات المتحدة أو على الأقل بدعم أمريكي، لكن على ما يبدو فإن ترامب، كما قال عدة مرات خلال حملته الانتخابية، مستعد للتفاوض والتعامل مع إيران، بطبيعة الحال، مع الحفاظ على حملة أقصى ضغط (الاقتصادية – السياسية – الأمنية)، لضمان أن يكون مسار المفاوضات ونتائج الاتفاق متوافقًا مع المصالح الأمريكية.
جدارية في طهران
فشل أقصى ضغط
مراسل صحيفة “نيويورك تايمز”، ديفيد سانجر، أشار إلى أن تصريحات ترامب تشير إلى فشل سياسته التي مارسها ضد إيران إبان ولايته الأولى، فقد أقر وهو يوقع على مرسوم استعادة أقصى ضغط، بأنه وقع على الأمر على مضض، وقال: “هذا أحد تلك القرارات التي ترددت بشأنها، الجميع يريدون مني التوقيع، سأفعل، ولكنني لست سعيدًا بذلك”، وتابع: “آمل ألا تكون هناك حاجة أبدًا لممارسة ضغوط على نطاق واسع كهذا”.
ورغم أن ترامب يعتبر هذه الخطوة إنجازًا كبيرًا، إلا أن العديد من المحللين الأجانب يعتقدون أن هذه السياسة أتت بنتائج عكسية خلال ولايته الأولى بعدما انسحب من الاتفاق النووي مع إيران في 2018، ولم تدعم القوى الأوروبية هذا النهج مطلقًا، وفي نهاية المطاف انسحبت إيران أيضًا من شروط الاتفاق. ويقول الخبراء إن هذا الانسحاب دفع إيران إلى تطوير وتوسيع برنامجها النووي بشكل كبير.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2127070