عودة العلاقات الإيرانية السعودية برعاية صينية.. ما دلالة التوقيت؟

يوسف بنده

يأتي الاتفاق على استئناف العلاقات السعودية الإيرانية برعاية صينية في إطار استجابة طهران للضغوط الأمريكية قبل العودة لطاولة المفاوضات النووية.


برعاية صينية، توصلت السعودية وإيران إلى اتفاق بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد أكثر من 7 سنوات على تعليقها.

وذكر بيان ثلاثي مشترك بين السعودية والصين وإيران، اليوم الجمعة، الموافقة على تبادل فتح سفارة البلدين، خلال مدة أقصاها شهران. وتضمن عقد وزيرا خارجية البلدين اجتماعًا لتفعيل الاتفاق، وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.

000 332A4XL

جهود صينية للوساطة

كانت مشاركة الرئيس الصيني، شي جين بينج، في القمة الصينية السعودية، التي استضافتها الرياض، في ديسمبر 2022، بالغة الأهمية في تحقيق التوازن في العلاقات، ودعم السلام والاستقرار في المنطقة. وأصبحت بكين تتمتع بعلاقات متوازنة مع كلا ضفتي الخليج. وتمثل وسيطًا مشتركًا بين كل من دول الخليج العربي وإيران.

ودار الحديث بعد هذه المشاركة عن دور صيني للحوار بين الرياض وطهران. وتزامنًا مع بيان القمة، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان: إن “إيران جزء من المنطقة وجارة، وسنستمر في مد اليد، سعيًا إلى علاقة إيجابية تخدم استقرار المنطقة ورفاهية شعوبنا”، ما عزز تكهنات بشأن إمكانية أن تلعب الصين دورًا في الحوار السعودي الإيراني، حينئذ.

ايران والصين

وخلال زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الصين في 14 فبراير الماضي، أشارت تقارير إلى أن بكين وضعت على جدول أعمال الزيارة مناقشة الحوار بين طهران والرياض. وطرحت مبادرة على مرحلتين، تهدف الأولى إلى تهيئة الأرضية لعقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين، وفي الثانية على دعوة بقية دول مجلس التعاون إلى قمة خليجية إيرانية بالصين.

331540686 124724023884786 8392221975397038663 n

أزمة اقتصادية في إيران

تواجه إيران أزمة اقتصادية صعبة، في ظل العقوبات الغربية على خلفية برنامجها النووي، وتورطها في الحرب الروسية الأوكرانية. وتهدد تلك الأزمة بتجدد الاضطرابات داخل طهران، بعدما هدأت حدتها، في ظل عجز الحكومة عن توفير النقد الأجنبي، ومواجهة ارتفاع أسعار السلع.

وارتفع سعر الدولار في إيران إلى مستوى غير مسبوق، مع تشديد الولايات المتحدة الأمريكية الخناق على نوافذ الحصول على النقد الأجنبي عبر دول الجوار، ومنها العراق، وكذلك رفض الرئيس الصيني، خلال زيارة رئيسي الأخيرة إلى بكين، بالإفراج عن ما يزيد على 35 مليار دولار من أرصدة إيران المجمدة لدى بلاده، خشية من رد فعل واشنطن.

5822686

رسائل متبادلة

تبادلت الولايات المتحدة وإيران الرسائل عبر الوسطاء، في الفترة الأخيرة، وأعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، 29 يناير 2023، أن نظيره القطري، محمد عبدالرحمن آل ثاني، سلمه رسائل من أطراف الاتفاق النووي، وخلال زيارته الأخيرة لواشنطن، في فبراير الماضي، نقل وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، رسائل متبادلة إلى طهران أيضًا.

a7534412 d288 4fee a7d4 6a2bc97ff497

وتشير تقارير إلى أن مضمون الرسالة، التي بعثت بها واشنطن إلى طهران عبر بغداد، تشمل 6 بنود، أولها العودة لمسودة الاتفاق النووي، التي جرى التوصل إليها في فيينا في مارس 2022، واستئناف الحوار مع الخليج، وتبادل السجناء مع واشنطن، والتفاوض بشأن الخلافات غير النووية، وخفض التعاون العسكري مع روسيا والصين.

استجابة إيرانية

يبدو أن طهران استجابت للمطالب الأمريكية، وسمحت لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، بزيارة منشآتها النووية. وعلى مسار التهدئة الإقليمية، دعت إلى استئناف مفاوضات ترسيم الحدود مع الكويت، التي تشارك فيها السعودية. وكذلك اتفقت على استئناف العلاقات مع السعودية، ويشير توقيت الوساطة الصينية إلى وجود تنسيق مع واشنطن بشأن التعامل مع إيران.

1422721 420

خطوة على مسار الإتفاق النووي

يبدو الحوار الإيراني السعودي خطوة على مسار العودة لطاولة المفاوضات النووية، خاصة أن المملكة لديها مخاوف وتحفظات من عدم تناول الاتفاق للقضايا الإقليمية. وصرّح وزير الخارجية السعودي، الثلاثاء الماضي، بأن الاتفاق النووي ليس مثاليًّا، ويجب أن يعالج مخاوف دول الجوار.

كذلك، يبدو أن طهران تستعد لمزيد من الاستجابة لمطالب واشنطن، فحسب وكالة ارنا، أجرى وزير الخارجية إتصالًا هاتفيًّا مع نظيره القطري، اليوم الجمعة، تناول فيه التحول في العلاقات الإيرانية السعودية. وكذلك الحوار من أجل رفع العقوبات وتبادل السجناء مع واشنطن. وهي خطوة منتظرة يمكن لطهران بعدها الحصول على جانب من أموالها في الخارج.

ربما يعجبك أيضا