عودة ترامب للبيت الأبيض.. كابوس أوكرانيا وأوروبا

رؤية
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

تنتاب أوروبا حالة من القلق إثر بزوغ نجم المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب وتفوقه في استطلاعات الرأي على الرئيس الحالي جو بايدن، خوفًا من مواقفه تجاه الحرب الأوكرانية.

وتنطلق الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم، ويبدو أن دونالد ترامب سيكون المرشح الجمهوري أمام الرئيس الحالي جو بايدن، وذلك بعد اكتساحه الانتخابات التمهيدية في عدة ولايات كبيرة يكون لها دائمًا الكلمة العليا في حسم الانتخابات الرئاسية.

وفي أكثر من مناسبة أكد ترامب تعهده بإيقاف الحرب في أوكرانيا حال توليه رئاسة أمريكا دون توضيح آلية أو خطط تنفيذ ذلك، وسط مخاوف أوروبية من نيته وقف الدعم الكامل لأوكرانيا وتركها وحيدة هي وأوروبا في مواجهة روسيا.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”، في تقرير لها، اليوم الجمعة 19 أبريل 2024، إن أوروبا تشعر بالقلق بشأن احتمال تولي دونالد ترامب رئاسة ثانية، وهناك مخاوف من أن يؤدي هذا إلى إنهاء الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

 لكن في الوقت نفسه أكدت الصحيفة أن بعض أعداء روسيا في القارة العجوز يتخذون مسارًا مختلفًا أساسه التعامل بلطف مع معسكر ترامب، مشيرة إلى أن هناك تباين في المواقف بين قادة أوروبا بشأن إعادة انتخابه، بين متفائل ومتشائم.

تحركات أوروبية

نظم الحزب الحاكم في ليتوانيا، وهو مؤيد ثابت لأوكرانيا، الشهر الماضي اجتماعات بين الأوكرانيين وساسة البلطيق الذين يريدون زيادة الإنفاق العسكري لمواجهة روسيا، ومجموعة من المسؤولين السابقين في إدارة ترامب.

وبحسب الصحيفة، كان من بين الحاضرين إحد المؤسسات المؤيدة لترامب والرافضة تمامًا لدفع أموال لأوكرانيا في هذه الحرب.

ومن الجانب الأوكراني تواجد أولكسندر ميريزكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، وهو أكبر حلفاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي، والذي أدلى بتصريحات مخيبة للأمال بعد هذا اللقاء.

وقال إن التواصل مع معسكر ترامب كان مجرد اعتراف بضعف أوكرانيا الخطير أمام رمال السياسة الأمريكية المتحركة.

وجاء في مجمل تصريحاته بحسب الصحيفة: “عندما نقاتل من أجل البقاء لا يمكننا تحمل استعداء بايدن أو ترامب.. إذا وضعنا الرهان الخاطئ فإننا نخاطر بخسارة بلدنا.. يجب العمل مع الطرفين بأسرع وقت وإقناعهم بأن روسيا التي نقاتلها تريد في الأساس الإيقاع بأمريكا”.

خطط مجهولة

الصحيفة أكدت أيضًا أن ترامب لم يقدم أي تفاصيل عن خططه فيما يتعلق بأوكرانيا إذا أعيد انتخابه، لكن العديد من أنصاره يعارضون بشدة مساعدة أوكرانيا في معركتها ضد روسيا.

والاعتقاد السائد الآن لدى الحزب الجمهوري هو أن أمريكا أفرطت في تقديم المساعدات لأوكرانيا وتساءلوا “لماذا على دافعي الضرائب الأمريكيين أن يدفعوا ثمن الحرب في أوكرانيا؟”.

وأوقف الجمهوريون في الكونجرس مساعدات لأوكرانيا بحوالي 60 مليار دولار، واضطر بايدن لاتخاذ خطوات منفردة وفق القوانين الأمريكية لتقديم المساعدات لأوكرانيا.

محاولات أوكرانيا

وفق الصحيفة، حاول رجل زيلينسكي الوفي “ميريزكو ” إقناع بعض المؤسسات الأمريكية غير الرسمية الداعمة لترامب إن مساعدة أوكرانيا توفر فرص عمل للأمريكيين، وأنها لن تضر بلادهم اقتصاديًا.

وأوضح لهم أن حوالي 60% من قيمة المساعدات سيصرف داخل أمريكا على الأسلحة التي ستقدم لأوكرانيا.

خلافات قديمة

قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أطاحت بترامب، حاول الأخير استغلال الرئيس الأوكراني زيلينسكي في مهاجمة بايدن ونجله واتهماهم بالفساد، لكن زيلينكسي رفض ذلك ولم يهاجم بايدن.

وترى الصحيفة، أن هذه الواقعة تؤكد المخاوف الموجودة لدى أوكرانيا وقادة أوروبا، وأن ترامب قد يرغب في الانتقام من الذين لم يساندوه أمام بايدن في الانتخابات السابقة.

أزمة في أوروبا الشرقية

كان الانزعاج بشأن عودة ترامب أكثر حدة في دول أوروبا الشرقية، التي تخشى انجراف حركته بعيدًا عن السياسات الخارجية.

والجميع هناك تقريبًا لا يؤيد عودة ترامب، والوحيد الذي ينادي بضرورة وقف المساعدات لأوكرانيا ويريد عودة ترامب هو رئيس المجر.

ربما يعجبك أيضا